تصفيات كأسي إفريقيا والعالم 2010 - الغابون -المغرب 3-1 : وقعت الفأس في الرأس وتلاشي الحلم في التأهل لأغلى كأس بهزيمته المخزية بعد ظهر اليوم السبت بملعب عمر بونغو الأولمبي في ليبروفيل أمام نظيره الغابوني 1-3 في إطار الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة من تصفيات المجموعة الأولى المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم ومونديال 2010 في كرة القدم, يكون المنتخب المغربي قد خرج نهائيا من دائرة المنافسة على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2001 التي سيغيب عنها للمرة الثالثة على التوالي. وبهذه الهزيمة المخجلة أيضا تكون الفأس قد وقعت حقا في الرأس وأظهر الفريق المغربي بما لايدع مجالا للشك محدوديته وتواضعه وزكى النتائج السلبية التي حصدها منذ انطلاق هذه التصفيات, والتي كان قد دشنها بهزيمة في عقر الدار أمام "فهود" الغابون بالذات 1-2 والتي قيل وقتها أنها مجرد كبوة قد تعقبها صحوة . بيد أن هذه الصحوة المفترضة لم تحدث إطلاقا فتوالت النتائج السلبية بما فيها التعادل في ياوندي أمام منتخب الكاميرون (0-0) وأمام منتخب الطوغو ذهابا في الرباط (0-0) وإيابا في لومي (1-1) ليتعمق الجرح ويصبح غائرا بالهزيمة القاسية التي مني بها الفريق المغربي اليوم والتي أثبتت بكل تأكيد أنه فريق لا يمكن المراهنة عليه حتى بالنسبة لكأس إفريقيا للأمم. فبعد فوز المنتخبين الكاميروني والغابوني على نظيريهما الطوغولي والمغربي ضمن منتخبا" الأسود غير المروضة" و"الفهود" تأهلهما رسميا إلى الأدوار النهائية لكأس إفريقيا للأمم التي ستقام في مطلع السنة المقبل في أنغولا, لينحصر التنافس بينهما على البطاقة الوحيدة المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا . في حين سيتنافس المنتخبان المغربي والطوغولي على البطاقة الثالثة عن هذه المجموعة المؤهلة إلى كأس الأمم الافريقية بأنغولا حيث سيستقبل الأول بالرباط يوم 14 نونبر المقبل المنتخب الكاميروني, فيما سيستضيف الثاني في اليوم ذاته في لومي المنتخب الغابوني. فالتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم بات رهينا بالفوز يوم 14 نونبر بالرباط على منتخب الكاميرون وهزيمة المنتخب الطوغولي في لومي أمام منتخب الغابون مما يضفي على المباراتين طابع القوة والإثارة والشويق على اعتبار أن منتخبي الكاميرون والغابون يسعيان إلى الفوز لحجز تأشيرة المونديال (جنوب إفريقيا 2010) فيما يسعى منتخبا المغرب والطوغو من جهتها إلى كسب بطاقة التأهل الثالثة إلى نهائيات كأس الأمم الافريقية (أنغولا 2010 ). وإذا كانت مهمة مجموعة حسن مومن قد باتت شبه مستحيلة, فإن مدرب المنتخب الغابوني الفرنسي آلان جريس قد تنفس الصعداء بضمان التأهل لكأس إفريقيا للأمم الذي اعتبره المسؤولون عن الجامعة الغابونية هدفهم المنشود بالدرجة الأولى خاصة وأن جريس كان مهددا بالإقالة في حالة تعثر المنتخب الغابوني في مباراة اليوم, مع العلم أن الفريق الغابوني سيكون حاضرا في الكأس الإفريقية لثاني مرة بعد عشرة أعوام عن الأولى وسيكون مؤهلا رسميا لدورة 2012 التي ستقام في الغابون. أياما قليلة قبل المباراة حذر الناخب الوطني حسن مومن وأفراد الطاقم التقني المساعد بأن "الخطأ ممنوع" في مباراة اليوم وأنه لا خيار أمام أسود الأطلس سوى الانتصار" لكن للأسف كانت الأخطاء عديدة ولا تحصى وتحول الانتصار إلى انكسار. في مباراة اليوم ظهر " فهود" الغابون أكثر قدرة على المنافسة وأكثر انضباطا تكتيكيا واندفاعا بدنيا أمام فريق مغربي مفكك وعديم الفعالية في خطوطه الثلاثة باسثناء بعض الفرديات التي لم تكن وحدها كافية لقلب موازين القوى . وبعد فترة جس النبض والحيطة والحذر أخذ المنتخب الغابوني بزمام المبادرة بعد مرور نصف الساعة الأولى حيث أصبح أكثر احتكارا للكرة وتهديدا لمرمى الحارس ناذر المياغري. وجسد الفريق الغابوني سيطرته الميدانية بتوقيع هدف السبق قبل ثلاث دقائق من نهاية الجولة الأولى حيث استغل المهاجم مويز برو أبانغا اختلاطا في منطقة العمليات لسيدد بقوة فيحول المدافع الخريبكي هشام المهدوفي الكرة ويسكنها في الشباك. وقام الناخب الوطني حسن مومن, بعد العودة من مستودع الملابس بتغيير المهاجم منير الحمداوي, الذي كان شبه غائب في أل45 دقيقة الأولى, وأشرك مكانه هداف اتحاد جدة السعودي هشام أبو شروان, الذي أعطى دينامية جديدة لخط الهجوم المغربي, لكن دون أن تلوح في الأفق بوادر تجسد الهدف من هذا التغيير. وفي المقابل أشرك مدرب منتخب "الفهود" مهاجمه المدلل إيريك مولونغي, وهو التغيير الذي أعطى ثماره إذ سرعان ما تمكن هذا اللاعب من توقيع الهدف الثاني لمنتخب بلاده والذي عمق بالتالي جراح منتخب "أسود الأطلس" (2-0). ولم ينته الكابوس عند هذا الحد خاصة بعدما أصبح الغابونيون أكثر حماسا وازدادوا ثقة في إمكاناتهم وباتوا الأقوى على رقعة الميدان نفسيا وتقنيا وبدنيا وكانت النتيجة هدف ثالث سجل بواسطة النجم دانييل كوزان, الذي تمكن من مغالطة الدفاع المغربي وسدد بقوة صوب مرمى الحارس لمياغري, واضعا بشكل نهائي الحد لعنصر الإثارة. وفي الأنفاس الأخيرة من عمر اللقاء استغل اللاعبون المغاربة تقاعس نظرائهم الغابونيين, الذين كانوا ينتظرون الصافرة النهائية ليحتفلوا بانتصارهم البين والهام والمستحق, ليوقعوا هدف الشرف بمجهود فردي لعادل تاعرابت قبل خمس دقائق من نهاية اللقاء, والذي أنقذ ماء الوجه كما في المباراة السابقة أمام منتخب الطوغو ( 1-1 ). وفي أعقاب هذه الجولة لم يعد أمام المنتخبين المغربي, الأخير في المجموعة الأولى بثلاث نقاط, والطوغولي, الثالث وما قبل الأخير بخمس نقاط, من حظ سوى المنافسة على البطاقة الثالثة المؤهلة إلى النهائيات القارية بعدما خرجا رسميا من السباق نحو نهائيات كأس العالم, التي انحصر التنافس على البطاقة المؤهلة إليها, بين منتخبي الكاميرون, المتصدر بعشر نقاط, والغابون, الثاني بتسع نقاط, وهو الأمر الذي سيتم الحسم فيه خلال الجولة السادسة والأخيرة المقررة يوم 14 نونبر القادم. تصريحات اللقاء/ جمعها – عبد اللطيف العوني مبعوث وكالة المغرب العربي للأنباء إلى ليبروفيل -- حسن مومن (الناخب الوطني): "إنها خيبة أمل كبيرة . كنا نعول كثيرا على نتيجة هذا اللقاء للدفاع عن حظوظنا والبقاء في السباق نحو نهائيات الموعدين الكرويين الكبيرين، كأس إفريقيا للأمم أنغولا 2010، وكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. لكن فوجئت للأسف الشديد بمردود الفريق الوطني. فاللاعبون الذين كنا معتمدين عليهم لتقديم الإضافة المتوخاة للمجموعة خيبوا ظني فيهم، فيما كان الآخرون تائهين على رقعة الملاعب ومرتبكين وغاب عنهم التركيز. لقد عرى اللقاء عن الضعف الذي يشكو منه الفريق. وهذا أمر غير مفهوم. لكن أعتقد أنه آن الأوان لتكوين فريق جديد. المهمة ليست سهلة بدليل أنه ينبغي مباشرة عمل جبار قصد بعث كرة القدم المغربية من جديد. ثمة نقاط عديدة ينبغي توضيحها وسأقوم بإعداد تقرير في هذا الصدد وحول مباراة اليوم ورفعه إلى رئيس الجامعة". -- آلان جيريس (مدرب منتخب الغابون):"إنه أمر رائع بالنسبة إلينا. لقد قمنا بلقاء كبير وهذا الفوز هو ثمرة مجهود وعمل دؤوب تواصل على مدى شهور عديدة. اللاعبون طبقوا بالحرف التعليمات التي أسديتها لهم. لقد بلغنا هدفنا والمتمثل في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2010 بأنغولا بعد عشر سنوات من الغياب عن هذه التظاهرة القارية. الحظ والتوفيق كانا أيضا بجانبنا. الآن سينصب اهتمامنا على التأهل لنهائيات كأس العالم وأتمنى أن يتمكن هؤلاء اللاعبون الشباب من تحقيق هذا الحلم لأنهم يستحقونه. سنواصل عملنا الشاق علما بأن مصيرنا ليس بين أيدينا. المغرب أمة كرة القدم بامتياز. ومن المؤسف حقا ألا يكون حاضرا على الأقل في نهائيات كأس إفريقيا للأمم". - عادل تاعرابت (مسجل الهدف الوحيد للمنتخب المغربي):"كان حظنا عاثرا في كل شيء. الأمر صعب حقا لكن هذا هو قانون كرة القدم. لقد كان الغابونيين مثلنا في أمس الحاجة إلى ثلاث نقاط. لقد كانوا أكثر تركيزا منا وكانوا محظوظين أكثر منا. بعد الهدف الأول حاولنا في الشوط الثاني أن نعود في المباراة لإدراك التعادل لكن أخدنا على حين غرة حينما تلقينا الهدف الثاني وهنا أيقنت أن كل شيء انتهى لأن الغابونيين باتوا أقوى معنويا". - المهدي بنعطية (مدافع المنتخب المغربي):"بذلنا ما في استطاعتنا لكن الظروف كانت أقوى منا. عوامل شتى منها الظروف المحيطة بالمباراة والملعب والحرارة والرطوبة لم تكن في صالحنا أمام فريق لم يكن أفضل منا". - ديديي أوفونو إيبانغ (حارس مرمى الفريق الغابوني):"لعبنا الكل للكل وأدينا مهتمنا على الوجه الأمثل. فهذا الفوز يشكل شحنة قوية لنا وسيمكننا من خوض مباراة الجولة الأخيرة في لومي (14 نونبر) بكثير من الاطمئنان . لقد ضمنا تأهلنا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم في أنغولا وليس لدينا ما نخسره". أهداف اللقاء