ليصانص ألف مرة أخرى حضر مورلان وغاب إيمي جاكي، مرة أخرى يصدر لنا الفرنسيون بضاعتهم المستهلكة المتقادمة لتجر العربة المتهالكة، ولتمارس دورها في محو الأمية بشكل يدعو حقا لكثير من الأسى حول واقع الدار التي تغير صباغتها لكنها تحافظ على نفس الشرخ والأعطاب الذي أحدثها الدهر ولم يصلحها العطار. العطار لم يكن سوى عبد الحق رزق الله ماندوزا، والذي جاهد عبثا لتشكيل فريق من 30 وجها كلهم بنفس المقاسات حتى وإن اختلف زاد الطريق، وتباين رصيد كل واحد من حوارييه الذين انقسموا هذه المرة في مراكش، ورفض 7 رجال من الذين ألبسهم القمصان الخضراء أن يساوي ماندوزا رأسهم بمبتدئين تصاحبوا مع كثير من الفرق دون أن يبلغوا كوطة 30 مباراة بقسم الصفوة، ومع ذلك أصر عراب الودادية على أن يضعهم في لائحة المبشرين برخصة التدريب ألف أو ما يعرف في قاموس أصحاب الخطط ب «الليصانص ألف»، ومنهم من اقترب من التقاعد ويصر على أن الزين يمكن أن يكون في السبعين وما فوق، على شاكلة حكاية الرسام الذي اخترق حواجز المعمورة ليلحق بركب دورة تكوين بدأت بمناهج التدريب، وانتهت على إيقاعات اللوحات التشكيلية التي ترسم الحمام الأبيض بالمداد الأسود؟ إنتفض واحد من المدربين الكبار المتوجين بكثير من الألقاب في وجه ماندوزا، ثار على ميثاق الشرف بعد أن تحول لميثاق القرف هذه المرة، وأكد نظرية خوك فالحرفة عدوك التي يجيد المدربين المغاربة تطبيقها على أرض الواقع أكثر من أشياء أخرى، حين علم بتواجد مدرب رصيده في الحرفة لكمة من رئيس الفريق وشوط إعارة لمباراة واحدة في كأس العرش، وبونيص إضافي حوله لرجل قرارات بالجامعة وهو من يمنح التراخيص للمدربين للجلوس على دكة بدلائهم من مكتبه. في زمن الإحتراف، يمكن أن تشاهد في البطولة مدرب يجمع بين أكثر من قبعة، يضع في جيبه على اليمين شهادة تدريب وفي الآخر وثيقة تثبت أنه وكيل أعمال لاعبين وفي الجيب الخلفي ورقة عرفية لمانادجر جينرال أو مدير إداري أو تقني لفريقه في تصنيف تشابه فيه البقر على محبي الكرة، ليقف بدوره في الطابور ويستخلص شهادة العبور في عهد التصنيف الجديد كي يكون من أصحاب الليصانص ألف، حاملا معه للمرافعة عند الإقتضاء ما قاله الشاعر الحلمنتيشي: إذا كان رب البيت للدف ضاربا .. فشيمة.. إختار الزاكي اللحاق بقطر ليستقل أول طائرة تقوده للتحليل التلفزيوني بدل التنقل لمراكش لحضور مأدبة تخليل التصنيف الجديد، مشهرا فيتو إنجليزي في وجه المعترضين ووصافة إفريقية حملته للتعاقد مع الشعب قبل أن يأتي مورلان ومن معه «ليرسكلجنا» بطريقته، في وقت خالفه عموتا الرأي فحضر من قطر تاركا السد العالي ثالث أندية العالم لتأكيد ولائه لجامعة يسهر عليها رئيس تقاسم معه إبن زمور الحلو والمر في أدغال إفريقيا، وللإبقاء على خط الرجعة ولو إلى حين. لحسن حظ عبد القادر يومير أن إلتزامه في السعودية غيبه عن الجمع المبارك، لأن تخطيطا سريا كان يطبخ في الكواليس لاستبعاد مدرب لا يدير لسانه داخل فمه 7 مرات ويطلق قنابله العنقودية في وجه الجميع دون اعتبار لميثاق الودادية ولا تنهيدات الرفاق.. قبل نحو سنتين إحتفل المدربون المغاربة بإجلاء آخر معمر أجنبي عن بطولة أنهوها بإيقاعات مطرب الحي، وبمراكش إعتذر إيمي جاكي بطل العالم عن الحضور فتم استبداله ليس بكابيلو ولا طوشاك ولا حتى فينابلز أو طرابا طوني.. حضر ملقن من بورندي قدم فتاويه الكروية التي إلتقطها مريدو ماندوزا بآذان صاغية، لذلك وأنتم تشاهدون منتوج البطولة، لا تلوموا الخطط ولا تلعنوا المهاجمين وخريفا قد يطول حتى الصيف.. تذكروا أن فاقد الشيء لا يعطيه واعلموا أن مورلان الذي حارب المنتوج الألماني وشواهد هامبورغ لن يقدم أكثر من هذه الوصفة البورندية الرائدة في عالم التلقين في تصنيف التقليم..