أيا كانت طبيعة نتيجة أمس للمنتخب المغربي بالطوغو، لا بد من التأكيد على نقطة هامة جدا وهي أن المنتخب الوطني لم يعد قادرا على ترسيخ أسمائه وشاكلته ضمن فريق واحد وثابت كما هو متداول لدى منتخبات العالم إلا بإستثناءات قليلة لوجود إصابات أيضا هي قليلة وقليلة، ولا تشكل ضربة موجعة لمخطط ونهج أي مدرب، كما أن إحباطات أي منتخب كان رغم تكدس إصاباته في وقت حرج جدا، عادة ما تكون مقلقة لأي مدرب لصنع النتيجة خارج وداخل أرضه، لكنها في الجانب الآخر تعطي الضوء الآخر للدوليين الإحتياطيين مثلما هو معمول أيضا في الحروب عندما تستنجد دولة ما بجيشها الإحتياطي·· والفريق الإحتياطي يتشكل أيضا من المنتخب التمهيدي ولائحة الإنتظار التي تتأسس على إزدواجية الأدوار المزعجة في إصاباتها وطوارئها وقت الضرورة·· وكمثال على ذلك، فازت مصر برواندا، وأحدثت مفاجأة كبيرة في غياب أبرز أسمائها (محمد بركات، أبوتريكة، عمرو زكي، أحمد حسام، محمد زيدان وعماد متعب وغيرهم كركائز قوية)، وبفوزها استرجعت الثقة الكبيرة رغم صعوبة موقف المجموعة، ورغم قدر الإصابات التي شغلت المدرب حسن شحاتة لأنه اختار وجوها يعرفها لتعويض الخصاص وربح الإضافة الممكنة في أي طارئ كان، ونال ثقة تجديد المنتخب بوجوه تبحث أصلا عن موقع إضاءة دولية· وعندنا نحن، عادة ما أضحت الإصابات متوارثة بالشكل المعتاد، وتعودنا أن يكون المنتخب الوطني مولودا كل مرة بإعاقات وإصابات قد تكون جوهرية لدى اللاعبين مع أنديتهم، وقد لا تكون كذلك إلا عندما يحلون بالتربص، ويحدث ما لا يحمد عقباه مثلما حدث بداية مع الحمداوي كنقطة إستفهام كبيرة، وتعداها الأمر مع عدوة والعلاوي، وقس عليها إصابة الأحمدي وخرجة (مؤقتا) قبل أن يتعافى تدريجيا مثلما طرح في الكواليس اليومية لتداريب الفريق الوطني، وهذا الثقل من الإصابات في نظري يعطل على أي مدرب قنوات الإبداع في النهج، كما يضعه في بؤرة خوف لكونه اختار 22 لاعبا، وضاعت منه ركائز هامة، كما كان عليه واقع حتمية تأكيد فوز لا مفر منه في حال ما لم يجد الفريق الإحتياطي أو الوجوه التي تصنع الإختلاف أيا كان دور الشماخ أو العلاوي أو الحمداوي، لأن بنجلون ظل هو القناص الوحيد كبديل للشماخ، وهو ذات التصور الذي يحصل عادة في أي خط مثلما حدث في خطي الدفاع والهجوم، ما يعني أن المنتخب الوطني لعب بإعاقات مختلفة في ظل مرحلة عصيبة بالمجموعة تحت قناع فوز الكاميرون بالغابون، وقناع أجواء الصيام، ونزال الطوغو بأرضه بطقوس مختلفة· إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح داخل تربص ما، هو لماذا تحدث الإكراهات المسترسلة لإكراهات من أصيب سابقا ويكثر النزيف لحد الصدمة؟ ولماذا أصيب عدوة والعلاوي والشماخ والحمداوي؟ وهل تداريب المنتخب في عز رمضان صارمة بصرامة اللياقة البدنية والإجهاد في دور التمارين؟ وهل الصرامة في الإحتكاك أثناء مباراة مقسمة بين الفريق الأساسي والفريق الثانوي لها دورها في قتل الحقيقة التي يريدها أي مدرب؟ طبعا أعرف حقا أن أي لاعب يستدعى للمنتخب أو إلى الفريق الأول بالأندية يصارع نفسه من أجل أن يبحث عن مكانة رسمية حتى لو إضطر أن يصيب مهاجما أو نجما ليضمن ثقة المدرب، بينما هو يقتل خطا هجوميا رئيسيا، ونفس الأمر يحدث أيضا للمدافعين ورجال الوسط، كما أعرف أن التربص لا يخرج بأية خسائر إلا بفوارق قليلة من الإصابات، والحالة هاته أن منتخب المغرب يعيش حالة استنفار لوجود مجزرة في التربص أضاعت جملة وتفصيلا اختيار المدرب، كما أنها قد تكون دافعا رئيسيا لحدوث إجهاد وتمزق عضلي لتمارين قاسية في اللياقة البدنية أثناء الصيام، أو تأتي الإصابات في الجانب الآخر من تراكم إصابات سابقة أو أشياء لا يعلمها إلا الله واللاعب نفسه· إلى كل هذا نجمع على أن المنتخب الوطني لا يحظى بثقة الإستقرار الكامل للمجموعة، كما يضع نفسه في مأزق الإحباطات السابقة على العهد الجامعي الأسبق في ظل صراع تغيير المدربين، ويعجل من الآن إلى صناعة جيل جديد من الوجوه المؤهلة لحمل القميص الوطني كبدائل يفترض أن تكون حاضرة منذ أمد ليس ببعيد، وليس أن تكون في لائحة الإنتظار رغم أن الفريق الوطني الحالي هو بميزة فريق ذهبي له من الوجوه القادرة على صنع الإختلاف رغم الصراعات والإنقسامات التي تعطل سير الحضور بخسائر تفتقد نغمة إنتظارات الشعب المغربي· وما هو جوهري، يجب أن نبحث عن خط دفاع قوي رغم أن البطولة معاقة في هذا الإتجاه، ولنا بدائل جديدة حاضرة في شخص يونس قابول من بورتسموث الأنجليزي، وعبد الحميد الكوثري من مونبوليه وإسماعيل واجغو من العين الإماراتي لسد فراغ متوسط الدفاع، وقس على ذلك أسماء إضافية للأظهرة والوسط وحتى الهجوم الذي أصبح الآن مشكوكا فيه قدراته الكاملة·