وقبل عشرة أيام فقط عن تمرير الرسالة المليكة الداعية إلى تغيير الوضاعة الكروية والرياضية، يتواصل مسلسل الإحباط دونما مراعاة للرسالة ولمضامينها، وكأن مرتع الكرة لا يأبه بأي شيء من كل الذين قيل ونوقش في المناظرة·· يتواصل مسلسل الشغب في وضاعته الجديدة والقادمة من التحكيم الفضفاض والسيء لوجوه مفروض عليها أن تفهم لغز الرسالة الملكية، لأنها جزء من عدالة الكرة، وجزء من عملية التنمية، ومفروض عليها أن تضع القطن في أذنها في أي مباراة موكولة لديهم إما بالحساسية وإما بأشياء مقصودة وراء الكواليس·· إلى كل هذا، أتانا العريش حكم مباراة الماص والجيش بنقلة ظلم واضحة لهدف غير صحيح وأنزل الماص في الحضيض وخسر لقاءه نفسيا كشغب داخلي لدى اللاعبين، واحتجاج منطقي للمسؤولين، وشغب آخر من المدرجات·· ثم جاءنا العاشري بنداء ظلم على سرعة الطاير رغم أنه كان بعيدا عن العملية، ومفروض عليه أن يكون ذو لياقة بدنية عالية ليكون قرب الكرة رغم أن حكم الشرط كان أكثر ظلما وهو الأقرب إلى العملية من العاشري، وهزم الوداد نفسانيا قبل أن يواصل ألغازه بمثل تصريح فوزي عبد الغني الشاهد على نفسه أن العاشري استفزه قبل أن يرد عليه اللاعب بالمثل ويكون مآله الطرد، والحالة هاته أن طرد جويعة كان هو المؤهل لذلك·· ثم جاءنا الحكم محمد يارا ليعلن عن جزاء خيالي للرجاء ضد المولودية الوجدية، ليكفر عن جزاء مسبق وواضح للرجاء، قبل أن يختم السيد خليل الرويسي مسرحية جزاء شباب المحمدية في علم الفلك بعد تظاهر الراجي بالسقوط· وإذا كان لقاء الجيش والوداد قد أشعل فتنة تحكيم جائر وانفلات وعي الزاكي وإقتحام الرقعة دون مبرر رغم أن خلفيات الماضي بين العاشري والزاكي طرحت كقضية غير أخلاقية، فإن العاشري ومن معه هم المسؤولون عن هذا الإنفلات العصبي، وهم من وضعوا الزاكي في حالة غضب وشغب قبل أن يتواصل شغب المدرجات لإساءة الحكام للقمة· إلى هنا·· يجب أن نكون واقعيين في الحديث عن التحكيم على أنه حلقة مشوشة ومشبوهة ومستفزة، فكما يعاقب اللاعب والمدرب، لا بد أن يعاقب الحكم مدى الحياة، ولا بد أن ينظر اللجنة المركزية للتحكيم بعين المتابعة إن لم نقل تغييرها على الإطلاق، لأنها هي من تختار وتعين دون أن نعرف على أي مقياس تختار الحكام، ولأنها المسؤول الأول عن فواجع الأندية التي تستعد طيلة الأسبوع لقممها وتخسر بالظلم لا بالكرة إلا في لقاءات سهلة· لا أعتقد أن إعدام لاعب عن اللعب، وتوقيف مدرب لحادث ناجم من أصل تحكيمي، سيغير الوضع الكروي، بل يجب أيضا إبعاد الحكام وفصلهم عن البذلة والصفارة لأن لهم موردهم الخاص مقارنة مع اللاعب الفقير والمدرب العاطل، وأكثر من ذلك، يجب من الآن التفكير في خلق لجنة تحكيم جديدة مراقبة بلجنة عليا بداية من الموسم القادم، أما اللجنة الحالية فعليها أن تستعد بحكامها المعروفين للرحيل في زمن التحديث والحداثة، ومجرد قبول من أحدثوا رجة كبرى، سيكونون عرضة للشغب الجديد·