بونضاضر لا بد أن يتوجه البيضاويون بالشكر إلى الله لأن مباراة الوداد والرجاء انتهت بالتعادل. وإذا لم تكن هذه النتيجة من عند الله، أي أنها من تدبير عبد من العباد، فالبيضاويون لابد أن يتقدموا إليه بالشكر أيضا، لأنه صنع نتيجة تصون الأعراض والممتلكات، فالذي برمج الديربي في رأس العام كان التعادل في رأسه، واللي في راسو كان في راس الحكم. وفعلا، كان الحكم العاشيري في مستوى المهمة بامتياز، فقد أسعدت نتيجة التعادل كل المغاربة، كان الجميع يتمنى أن تقضي الدارالبيضاء ليلة رأس السنة في أمان، دون أحزان ودون مشاكل كبيرة. وكذلك كان، فلم تكن بعد المباراة خسائر تذكر، من غير الطوبيسات اللي تهرسو، هادوك ديما كيتشخشو واخا يتلعب الماش بلا جمهور. أنا ما فهمتش هاداك القنبول اللي تفركع في التريبين منين جاي. واش فهمتي بعدا كيفاش دخل للتيران؟ وما فهمتش عاودتاني كيفاش العافية شاعلة والدخاخن طالعة وحتى واحد من الجمهور ما هرب. إيوا، هاد الشي باش تفهم علاش مزيان الماتش يخرج تعادل. لقد أظهر الحضور الضخم لأنصار الوداد والرجاء كم يحق لهذين الفريقين أن يفخرا أمام كبريات الفرق العالمية بهذه الجماهير المجنونة. هل يدرك اللاعبون الذين كان يلعبون معنى هذا الجنون وقيمة هذا الحضور؟ كان ملفتا أن يحيي الرجاويون قبل بداية اللقاء نادر لمياغري، ويهتفون «لمياغري رجاوي». وكان مخجلا ما فعله سعيد عبد الفتاح حين واجه بقليل من الإحترام فريقه الذي أرضعه وعلمه ورباه، حيث بصق في وجه السليماني بشكل غير مقبول، خصوصا إذا علمنا كما قال جواد بادة أن سكان مدينة واد زم كلهم مشدودون أمام التلفزيون يتابعون إبنهم.. لقد كان أداء اللاعبين متواضعا. فلم يكن الديربي الحقيقي يُلعب على الملعب، بل في المدرجات، حيث المنافسة شرسة بين أكبر جمهورين مغربيين يتنافسان في سبورة الترتيب العالمية. لقد بدا جمهور الرجاء في هذا اللقاء من رفع التيفو إلى تفجير القنبول أكثر حماسا واندفاعا وسعيا إلى الإثارة، وهذا طبيعي، فصناع الفرجة في فريميجة ظلوا نشيطين على امتداد الأشهر الماضية وربما شبعوا من الفرجة، فيما صناع الفرجة في المكانة كانوا في عطالة تقريبا لمدة أشهر، لا دخلة لا خرجة... لدرجة أن التيفو الذي حمل صورة المرحوم الزروالي هو الذي كاد الرجاويون أن يحملوه في مباراة شباب الحسيمة قبل أسابيع بعيدة وتأجل، المهم أنهم عادوا إلى الواجهة وأبدعوا كعادتهم، نسال الله أن تكون هذه هي الانطلاقة التي بها يحلمون. وعلى العموم، جاءت نتيجة «الدخْلة» متعادلة، فتيفو الرجاء تفوق من حيث امتداده على نظيره الودادي، إذ غطى الواجهتين وكان أطول نفسا، لكن ما قلل من فنية محتواه أن هناك أخطاء في تشكيل وجه المرحوم الزروالي، وأن الوينرز سبقوهم إلى هذه الفكرة حين رفعوا تيفو للمرحوم بلخوجة قبل أسابيع، أما ما قلل من سطوة تيفو الوداد هو حجمه الأصغر، لكنه كان أكثر فنية وإبداعا وهو يعيد رسم الدارالبيضاء بالأحمر تعلوها السماء الزرقاء، وشي واحد واعر داير كرافاطة حمرا. هاداك راه واقيلا السي أكرم. لا، قالوا هاداك شي زعيم ديال شي مافيا طاليانية في شيكاغو. وتّا سير، آشنو علاقة الوداديين بالمافيا؟ إيه عندك الحق.. إيلا ما كانش هاداك هو أكرم، شكون غادي يكون؟ نافذة علاش مزيان الماتش يخرج تعادل