ديربي بئيس لئن كانت جماهير الدارالبيضاء قد أعادت تصدير صورة رائعة عن إحتفالياتها للعالم كله من خلال كل الذي أبدعته مجددا بمناسبة الديربي الحادي عشر بعد المائة، فإن النسور الخضر والفرسان الحمر أتعبونا وهم يقدمون نسخة كروية وفنية مرفوضة وإن كان فيها كثير مما يتطابق مع حقائق كرة القدم الوطنية. قياسا مع ما كنا نشاهده قبل عشر سنوات أو أبعد من ذلك يستحيل أن نجد ما يقول بإمكانية عقد أية مقارنة. فما كان بالأمس القريب أداء جماعي وحتى فردي يتفوق أحيانا على ما يخطط له المدربون، بل ويكسر طوق الضغط النفسي الذي يطبق على فكر وقلوب اللاعبين، أما ما كان يوم السبت الأخير فهو مؤشر صريح على موت الموهبة وعلى إحتضار الإبداع.. وأكثر ما إستفزني وأنا أتنقل بين المواقع وقد نمت مثل الفطريات، أن البعض يرغمنا على العودة مجددا لأحضان الأساطير التي لا تقبل بأي تحليل عاقل، عندما يقول أن مباراة الديربي خضعت للإملاءات الأمنية، فالتعادل في مبناه العام كان مطلبا ملحا ليس فقط للسلطات الأمنية ولكن أيضا لكل ساكنة الدارالبيضاء لتسلم الجرة وتمضي المدينة ليلة رأس السنة من دون أوجاع الشغب. لست أدري كيف يطلب من اللاعبين، بل ومن يجرؤ على أن يطلب منهم ترتيب التعادل كنتيجة مرضية ومطلوبة أمنيا؟ وإذا ما جاز تصديق هذه «الخرافة» الكبيرة فإنني لا أصدق أن يجري ترتيب هذا التعادل بتلك الصورة السمجة، ألم يكن مقدورا أن يتعادل الفريقان بأكثر من هدف لإمتاع الجماهير وإخراج الديربي من ذاك البؤس التكتيكي الذي هيمن عليه فوق البساط الأخضر؟ عندما لا نجد في مباراة بكل تلك الطقوس الإحتفالية والمحفزات على الإبداع سوى فرصتين سانحتين للتسجيل، وعندما نجزم بوجود أداء هش ومتقطع ولا يقوم على أي أساس تكتيكي.. عندما تنتصر المباراة الفردية، وتبنى الجرأة لمجهول كبير وتبرز السذاجة التكتيكية في كل صورها، نتأكد فعلا أننا كنا أمام مدربين ولاعبين لا يستحقون أن يكونوا أبطالا لعرس كروي كبير.. ونتأكد أكثر من ذلك أننا كنا أمام ديربي بئيس.. ---------------- تحت أي سبب، لا يقبل من جماهير مكناس الإنحراف العلني عن الروح الرياضية والذي جاء بشغب كان ضحيته الأول هو فريق النادي المكناسي المهدد بأن تنزل به عقوبات إدارية ثقيلة تخصم من رصيده نقطا ثمينة بعد أن أنزلت به لجنة التأديب غرامة وعقوبة اللعب لأربع مباريات أمام مدرجات فارغة. يقول أبو خديجة رئيس النادي المكناسي أنه المستهدف الأول مما أسماه بالمؤامرة المدبرة ضد فارس الإسماعيلية، فأبدا لم تكن هناك حاجة لأن يصدر عن الجمهور المكناسي أو بالأحرى المحسوبين عليه ذاك الشغب الممنهج الذي تمثل في قذف الحجارة وقارورات الخمور، بخاصة وأن النادي المكناسي كان وقت إندلاع الأحداث التي أوقفت المباراة بقرار صائب من الحكم لحرش متقدما بهدف. أن يكون أبو خديجة مستهدفا فالأمر متروك له وحده ليقول لنا، لماذا يستهدف هو بالذات؟ وممن يستهدف؟ وهل هناك قوة حتى لو كانت قوة الحب للنادي المكناسي تفرض بأن يستمر أبو خديجة في مواجهة الإستهداف والمؤامرة؟ مؤسف أن تبرز مكناسة الزيتون التي أحبت دائما الكوديم حتى النخاع هذا التصرف الأخرق الذي يضر بسمعة المدينة وبمصلحة الفريق، من دون أن تحاسب بضمير جماعي من تسبب فيه. سيكون مؤسفا أكثر أن تقف الجامعة حيال هذا الذي حدث بمكناس وحدث أول أمس السبت بطنجة في أعقاب مباراة إتحاد طنجة ونهضة بركان من أحداث شغب، موقف النازل بسيف العقوبات التي تضرب الفرق ولا تضرب من تسبب فيها، فالخوف أن يجهز هذا الخروج المتكرر عن النص الأخلاقي وهذا الإستشراء لوباء الشغب على كل العمل القاعدي الذي ينجز لتأهيل الأندية الوطنية لتكون أندية محترفة عقليا، ذهنيا ورياضيا أيضا..