2011 سنة الإنجاز والدراما بمعزل عن الرياضات الأخرى، تكون كرة القدم الوطنية قد ودعت سنة 2011 تحت وقع الإنجاز الكبير لمجموعة من الأوراش الكبرى، والدراما المأساوية برحيل النجم المغربي زكرياء الزروالي إلى دار البقاء في حادث مفاجئ وغريب.. طبعا كان مسار السنة قد توج الأسود بالعودة إلى أضواء الواجهة الإفريقية إثر تأهله لنهائيات كأس إفريقيا بوقائع جديدة تحت إمرة المدرب الجديد إيريك غيرتس، وبمكونات جديدة لتأسيس تكامل حقيقي للفريق الوطني بني على كثير من المعطيات الإجتهادية بشريا ونفسيا وتلاحميا وبمسار موفق رغم صعوبة المرحلة التي كان يتأسس عليها المنتخب لحسم التأهل، كما توج الأولمبي نفسه على انتزاع ورقة التأهل إلى الأولمبياد في مسار طويل من اللقاءات والدوريات الودية ذات الطابع الإفريقي تحت إمرة مدربه بيم فيربيك، قبل أن يفك الشفرة الذاتية في مرحلتين حاسمتين من الإقصائيات التمهيدية ثم يدخل بعدها آخر مرحلة صارخة ضمن كأس إفريقية تقام لأول مرة لأقل من 23 عاما، ويتأهل على حسابها ثلاثة منتخبات من المربع الذهبي إلى أولمبياد لندن على أن يلعب رابع منتخبات ذات المربع دورا تصفويا حاسما أمام منتخب أسيوي لانتزاع ورقة التأهل، وكان الأولمبي قد تأهل بجدارة إلى الأولمبياد رغم سيول الإنتقادات التي وجهت للمدرب الهولندي لعدم رفع درجة القوة لنيل الكأس الإفريقية المقامة لأول مرة بإفريقيا وبأرض المغرب. وعلى صعيد الشبان الذي قاده الناخب حسن بنعبيشة، نال المغرب لقب البطولة العربية بامتياز كبير في مسار المجموعات التي شارك خلالها خمسة منتخبات من كل مجموعة وأوصلت النتائج منتخب الشبان المغربي إلى النهائي والفوز به السعودية بركلات الترجيح بعد أن انتهى النزال بثلاثة أهداف لمثلهما، وهي المرحلة التي أعطت لبنعبيشة تفوقا استراتيجيا في اختيار القاعدة المستقبلية، شأنها في ذلك شأن فتيان المغرب الذين أجهزوا على كأس دوري شمال إفريقيا بالفوز البين على الجزائر في النهائي الكبير والذي ضمت دورته حضور موريتانيا وتونس في البلاتو المذكور. وشدت سنة 2011 أنفاس المغاربة بانطلاق البطولة الإحترافية لأول مرة في تاريخ الكرة لتأسيس إنطلاق حقيقي للأندية بالفكر الإحترافي الذي قدمته الجامعة على نحو قاري صرف متضمن لدفتر التحملات، مع أن ملامحه إلى حد الآن لم تقدم دلالات التقدم أدائيا وفرجويا وتحكيميا في الواجهة. بينما جديد ذات السنة، قدم الغرب على أعلى درجات العالمية والقارية عقب اختياره بلدا منظما لدورة كأس إفريقيا 2015 من قبل الكنفدرالية الإفريقية اعتبارا أن سنة 2011 هي التي زكت إعلان المغرب منظما للدورة لثاني مرة في تاريخه الكروي الإفريقي، سوة بفوزه أيضا بتنظيم كأس إفريقيا للفتيان عام 2013، كمجال خصب لحدثين ممكن أن يكون فيها المغرب طرفا في معادلة التنظيم الجيد والفوز بها أيضا. وهذا التقليد الذي ربحه المغرب إفريقيا ضاعف حصته العالمية الي كان ينادي بها سابقة بتنظيم الكؤوس العالمية التي فشل فيها، وجزم هذه المرة في ملفه التنظيمي المحمول بجدية ما توفر ويتوفر عليه المغرب من البنيات التحتية العملاقة، وربح بعدها ثقة الفيفا بتنظيم كأس العالم للأندية 20132014 كأول بلد إفريقي ينال هذه الخطوة السابقة انطلاقا من الولادة الطبيعية لملعبين رائعين دشنا تباعا بتحفة مراكش في يناير في دوري دولي، حضرته أندية ليون وباريس سان جيرمان والوداد والكوكب، إلى جوار افتتاح معلمة طنجة أيضا بلقاءين دوليين لاتحاد طنجة ضد فريق أتلتييكو مدريد (أ) و(باء). ولم تتوقف السنة عند هذا الحد، بل قدمت ولأول مرة في تاريخ الكرة المغربية شخصية عبد الإله أكرم رئيس الوداد كعضو بارز في الإتحاد الدولي لكرة القدم اعتبارا أن جوزيف بلاتير إختار الرئيس الودادي لتغيير دماء الفيفا، ولوصول الرجل مع فريقه الوداد نهائي كأس إفريقيا، وعضو فعال في الجامعة المغربية. أيضا أشرت سنة 2011 على وصول فريقين مغربيين إلى نهائي كأسي الإتحاد الإفريقي وعصبة الأبطال، إذ قدم الوداد مسارا رائعا في العصبة، ووصلها إلى النهائي وتوقف نبضه كوصيف الترجي التونسي البطل، بينما عانق المغرب الفاسي توهجه القاري بالإبقاء على كأس الكاف بالمغرب للمرة الثانية على التوالي بعد إنجاز الفتح عام 2010. إلا أن ألم ذات السنة الدرامية التي ودعناها على وقع الإنجازات، هزت كل الرياضيين بمشاعر غصة الفراق بوفاة الدولي زكرياء الزروالي في الثالث من أكتوبر الماضي إثر مرض مفاجئ ناتج عن تسمم استهلاك الأدوية التي كان يتناولها لخفض الحرارة في الذات، وترك رحيل الزروالي حديث كل لسان في الأوساط المغربية من طبيعة الوفاة وسيناريوهات الأقاويل والتحقيق في الموضوع. إلى كل هذه التفاصيل الإيجابية والدرامية، دون تدوين ملابسات ما قدمته البطولة العربية من خلاصات الحضور المغربي في جميع الأنواع الرياضية بشكل لا يتلاءم مع القيمة المغربية التي يزكي فيها إشعاعه في أكثر من اختصاص، ويحاسب على جزئها الأخر بضم ميدالية، تكون سنة 2011 قد منحت للمغرب امتيازات إشعاعية على مستوى العالمية بتنظيم كأس العالم للأندية، والقارية بتنظيم كأس إفريقيا، فضلا عن معايير الإنجاز الكبير للكرة المغربية على صعيد المنتخبات والأندية.