أوشكنا على توديع سنة 2011.. سنة زاخرة بالأحداث على كافة المستويات، وفي الرياضة المغربية لن نجد أفضل من كرة القدم للحديث عن أبرز الإنجازات لدى البعض التي حققت خلالها. فكرة القدم المغربية كما يراها البعض قد عرفت طفرة نوعية هذه السنة، و2011 كانت استثنائية للمستديرة ببلادنا، وإنجازات المنتخبات الكروية لافتة للانتباه و»لا يستهان بها» وسنة الانتصارات. منبع هذا التفاؤل ليس تتويج «أسود الأطلس» بكأس العالم، أو فوز الأولمبيين بذهبية الأولمبياد، كل ما في الأمر أن المنتخب الوطني الأول حقق تأهله إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بغينيا الاستوائية والغابون، والتي يفصلنا عن موعد انطلاقها أقل من شهر تقريبا، أما المنتخب الأولمبي فبدوره حقق إنجازا لافتا حسب ظنهم عندما تمكن من حصد بطاقة المرور إلى دورة الألعاب الاولمبية بلندن صيف السنة القادمة. أمر مضحك أن يتغنى البعض بتأهل إلى النهائيات الإفريقية أو الأولمبياد.. أمر يثير السخرية من الزوبعة والتهليل والإشادة بسبب إنجازات من ورق.. أمر مخجل أن تبنى هاته الإنجازات بأيد غريبة أو مهجنة.. إذن الأمور كثيرة عند الحديث عن كرتنا المغربية، والبعض يحاول أن يرقع الخروق التي تملأ الرياضة الوطنية على حساب الواقع بإنجازات كارتونية للكرة وبعض الرياضات. هؤلاء يحاولون تزييف الواقع بالحديث عن تطور ملموس في الكرة المغربية بفضل ما حققته المنتخبات، والتمعن قليلا في إنجازاتها سيؤكد لنا أن الأمر لا يستحق كل هذا التطبيل والتزمير وإثارة ضجة تشبه «جعجعة بلا طحين». فالفريق الوطني تمكن هذه السنة وبعد غيابه عن النسخة الماضية، من التأهل إلى النهائيات الإفريقية بعدما حقق فوز على تنزانيا بثلاثة أهداف لواحد، وحتى التأهل جاء بصعوبة أمام منتخبات مغمورة كإفريقيا الوسطى وتنزانيا. آنذاك الكل وصف المنتخب ب»القوي» و»الذي لا يقهر»، قبل أن تأتي دورة ودية لتفضح حقيقة الأسود وينتكس في مناسبتين أمام أوغندا والكاميرون، وتراجع البعض عن تفاؤلهم السابق وأبدوا تخوفا من وقوع انتكاسة للمنتخب الوطني في النهائيات المقبلة. هذا الأخير أصبح مطالبا بتحقيق إنجاز يمكن تدوينه على سجل التاريخ، بمعنى العودة باللقب القاري من أدغال إفريقيا فقط .. فالفوز الأكبر والإنجاز الحقيقي هو التتويج القاري وحينها يحق لك أن تحتفل بكافة الطرق. فكل شيء مباح عندما تكسب الرهان -لا وأنت ما زلت تجتاز الاختبارات-. ولا داعي أن نعيد الأسطوانة في كل مرة نبلغ فيها بطولة قارية أو دولية، خصوصا عندما تعتمد على مدرب أجنبي براتب فلكي، وعندما تبدأ عملية التنقيب في البلدان الأوروبية عن طيور مهاجرة لإقناعها بارتداء قميص المغرب تحت غطاء «اختيار القلب». صحيح أنهم مغاربة لكن تكوينهم أجنبي 100%، وإذا كانت الفكرة كذلك، فلنستقدم معهم مسؤولين أجانب. ولما لا جمهورا أجنبيا لتشجيع الأسود .!!! للمنتخب الأولمبي هو الآخر حكاية أخرى من حكايات الإنجازات الرنانة التي نزهو بها، منتخب خاض التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى أولمبياد لندن وتجاوز أدوارها بصعوبة، وفي نهاية المطاف تمكن من التأهل إلى دورة لندن 2012 بعدما حل ثانيا -وليس أولا- في بطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة، والتي أقيمت - كما يعلم الجميع على أرضنا وأمام جماهير قليلة، لكنهم خيبوا الظنون بإضاعة اللقب وأثاروا الشكوك حول مستواه المنتظر خلال مشاركتهم بالأولمبياد. لكننا في المقابل نعترف ببعض اللاعبين الموهوبين الذين بزغت شموسهم خلال البطولة، وإن كانوا هم أيضا ليسوا نتاجا مغربيا يمكن الافتخار به، وبطبيعة الحال تحت قيادة مدرب أجنبي آخر. 2011 كانت موعدا لإعلان ميلاد أول بطولة احترافية. بطولة ما زلنا إلى الآن لم نلمس أي احترافية فيها على كافة الأصعدة، وبالتالي فقد لا تكون حدث السنة الذي يخطف الأبصار كما حدث مع المنتخبين الأول والأولمبي. وعلينا أن نكتفي بالاعتزاز بأسماء بنعطية والسعيدي وبلهندة وتاعرابت لبيض وآخرين، وما يقومون به من أداء لافت بدوريات احترافية وليست أي كلام.. علينا أن نتابع محترفينا بأوروبا لننسى نكسة بطولتنا ونستمتع بالكرة الحقيقية.. وعلينا أن نكون مقتنعين أن كرة القدم المغربية لم تقدم الكثير خلال هذه السنة، وإن كانت 2011 قد أعلنت ميلاد أشياء جميلة زينت صفحات كروية لازمها التشاؤم من بلوغ مستقبل زاهر. النقطة المضيئة في 2011، كانت تتويج فريق المغرب الفاسي بلقب قاري. «الماص» اغتصب كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وحافظ عليها ضمن الخزائن المغربية، كما أن هذا النادي كان الوحيد خلال 2011 الذي خرج منتصرا في الصراع المغربي التونسي، مع العلم أن هذا الصراع بالنسبة للفاسيين لم ينته وتنتظره مباراة حارقة أمام الترجي التونسي في كأس السوبر فبراير القادم. ومن الواجب كذلك، التذكير ببلوغ فريق الوداد البيضاوي لنهائي عصبة أبطال إفريقيا هذه السنة، لكن مع الأسف «الحلو ما يكملش» بسبب «عوينة مغربية»، وضاعت الكأس الغالية من الوداد لصالح فريق «الدم والذهب»، الآن المغرب مع تونس يتساويان حتى الساعة في نزالاتهما الكروية بفوز لكل طرف في انتظار البقية .!!!