نال المغرب الرياضي الفاسي لقب كأس العرش موسم 2010- 2011 بعد فوزه على خصمه وجاره النادي المكناسي بهدف لصفر في المباراة النهائية التي جرت بينهما السبت بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط بحضور صاحب السمو الأمير مولاي رشيد وتحت أنظار 35 ألف من الجماهير الحاضرة. الفريقان بدآ المباراة بحطية وحذر وتمركز اللعب في وسط الميدان وغابت المحاولات والتهديدات وكثرت الإلتحامات والإحتكاكات البدنية في سيناريو تكرر مرارا في هكذا نهايات، ولم يكسر رتابة الإيقاع سوى تسديدة الفاسي ديوب التي علت مرمى المكناسيين ثم قذيفة أخرى مماثلة لزميله الشطيبي إفتقدت للنجاعة وأخطأت الشباك، أبناء المدرب عبد الرحيم طاليب نهجوا خطة تكتيكية محكمة وتكثلوا في وسط الميدان في محاولة لإيقاف خطورة زملاء العميد الدحماني وعجزوا عن الوصول إلى مرمى الحارس الزنيتي الذي لم يُختبر ولو في محاولة واحدة طيلة الشوط الأول لينتهي هذا الأخير ببياض في كل شيء ورتابة في الإيقاع مع خطورة نسبية للماص. خلال الجولة الثانية تغير قناع المباراة المتواضع بآخر أكثر توهج ونشاط وجاءت الدقائق الأولى مثيرة ومشوقة من خلال هجمات مكثفة وضغط أصفر أثمر محاولتين سانحتين للتسجيل عن طريق تمريرة جانبية لتيغانا لم تجد من يودعها الشباك ورأسية جميلة للعياطي إنتهت بين أدرع الحارس المكناسي، ورد فرسان الإسماعلية بقوة وكاد حليوات أن يكسر صمت الأصفار بهدف ضد مجرى اللعب لولا سوء الحظ الذي خاصم تسديدته القوية وتواصل مسلسل الأخذ والرد من الجانبين مع إصرار وحماس للفاسيين الذين ناوروا من جميع الجهات وتوغلوا وهددوا وصدت العارضة رأسية بديعة لسقائهم بامعمر قبل أن يلبس المهاجم البديل البرازيلي جيفرسون ثوب المنقذ والهداف حين عزف على سمفونية الفرح بهدف تاريخي في الدقيقة 74 بعدما روّض الكرة بأناقة وقذف بقوة في الشباك لتنطلق الهيستيريا في المدرجات الصفراء وتُغنى الأهازيج وتعلو الصيحات والأفراح الماصاوية. المدرب طاليب لعب أوراقه الأخيرة بإدخال مهاجميه حبوري وكوكو وكامارا الذين شنوا بعض الغارات المزعجة على الدفاع الفاسي لكنها مرت بسلام في دقائقٍ أخيرةٍ عرفت الإثارة والتشويق إلى غاية صافرة النهاية من طرف الحكم العاشيري ليُتوج الماص بثالث لقب لكأس العرش في مسيرته بعدما خرج خالي الوفاض من ثمان نهايات للمسابقة ذاتها ويحقق ثنائية تاريخية مجيدة في موسم ولا في الأحلام للنمور الصفر الشرسة التي تربعت على عرش الكرة الإفريقية قبل أسبوعين بظفرها بكأس الكاف لتعيد ملحمة الفتح السنة الماضية. المهدي الحداد