الكرة الإنجليزية تموت أسدل الستار على دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، وكما عودتنا أميرة المسابقات الأوروبية أنها دائما ما تحفل بالمفاجآت أكانت المدوية أو الصغيرة فقد كان تأهل النادي القبرصي المغمور أبويل من ضمن المفاجآت الهامة حيث لا أحد كان يتكهن أن يحقق هذا الفريق الذي ينتمي إلى كرة قبرصية أكثر من مغمورة هذا الإنجاز الذي يبقى موشوما في ذاكرة الكرة القبرصية، على أن أبرز الأسماء التي عودتنا على لعب أدوار طلائعية في هذه المنافسة من أمثال برشلونة وأسي ميلان والأمنر والريال وبايرن ميونيخ وتشيلسي سنكون حاضرة في الأدوار القادمة، وهو تأكيد أن الصراع على اللقب والصعود إلى البوديوم لن يخرج على هذه الفريق الأوروبية الوازنة. والظاهر أن أم المفاجآت كان هو الخروج الكارثي لمانشستر يونايتد الذي يعد من بين الأندية الأوروبية التي تعرف جيدا طريق هذا اللقب، حيث سبق أن فاز به في ثلاثة مناسبات ولعب عدة نهايات كان آخرها في النسخة الأخيرة عندما خسر أمام برشلونة، والأكيد أن حتى أشد المتشائمين من جماهير فريق الشياطين الحمر لم يكن ينتظر هذا الخروج المذل لفريق يعد من أقطاب الكرة الأوروبية.. والواقع أن الكرة الإنجليزية تلقت ضربة موجعة ليس فقط بخروج المانشستر يونايتد ولكن بعد أن حكمت المستديرة المجنونة على الجار مانشستر سيتي بتوديع المسابقة من الباب الضيق، إذ لم تنفع النجوم الذي يعج بها هذا الفريق ولا الملايير التي أنفق لتحقيق على الأقل التأهل إلى الدور الثاني، ما يعني أن الكرة الإنجليزية فقدت نوعا ما بريقها وسطوتها وهي التي عودتنا في النسخ الأخيرة على تأهل ثلاثة أندية إنجليزية إلى المربع الذهبي، حيث أنقذ كل من تشيلسي ومدفعجية أرسنال الكرة الإنجليزية بعد أن ضمنا مكانا لهما في الدور الموالي. والظاهر أن الكرة الإنجليزية قد عادت إلى عادتها القديمة بعد أن كانت تجد صعوبة بالغة في مقارعة الكرة الأوروبية، إذ كنا نعيب عليها أنها كرة أنغلوساكسونية ساذجة تعتمد على الكرات الطويلة والضربات الرأسية، وكرتها غالبا ما تلعب في الهواء في غياب المهارات الفنية والتقنيات والعروض الجميلة، لكنها عادت في السنوات الأخيرة لتفرض نفسها رغم ما يقال عليها، قبل أن تتجرع مرارة الخيبة في نسخة هذا الموسم. وعندما نقول دوري أبطال أوروبا فهذا يعني أن على الفريق أن يتسلح بشتى الأسلحة من أجل مقارعة الخصوم، والمانشستر وهو يدخل حلبة التباري كان يلاحظ عليه أن هناك شيئا ما تفتقده كتيبة المدرب العجوز أليكس فيرغسون، هذا الشيء يتعلق بالمجموعة البشرية التي غاب عليها نجوم وازنون ومجربون، وعندما نقف على التركيبة البشرية لهذا الفريق سنجد أن هناك غياب هذه النجوم المجربة على غرار واين روني، حيث افتقد المانيو لأسماء لامعة مثلما كان الحال عليه على عهد البرتغالي رونالدو. المانشستر سيتي هو الآخر إفتقد للشخصية الأوروبية، فهو إن تسيد البطولة الإنجليزية فإنه افتقد للتجربة الأوروبية خاصة مدربه مانشيني، إذ بالرغم من توفره على نجوم كبيرة إلى أن التجربة الأوروبية خدعته، بل حتى تشيلسي فقد تعذب قبل أن يحجز تأشيرة التأهل، فعلى غير العادة انتظر الجولة الأخيرة ليحقق هذا المبتغى على حساب فالنسيا الإسباني، على أن الفريق الثاني المتأهل أرسنال فإن كل المؤشرات تؤكد أن لا يملك الأسلحة البشرية للذهاب بعيدا في هذه المسابقة خاصة رحيل نجمين وازنين عن الفريق من طينة نصري وفابريغاس. هي إذن الكرة الإنجليزية التي تعيش من دون شك تراجعا كبيرا على المستوى الأوروبي وقد تؤدي الثمن غاليا إن لم تُعد ترتيب بيتها خاصة على مستوى الإنتدابات على غرار كبار الأندية الأوروبية التي تحافظ دائما على هويتها وتقاليدها في جلب أمهر اللاعبين، لأن أكثر ما رفع من كوطتها هم المحترفون واللاعبون الأجانب وليس اللاعبين الأنجليز، لقد كان فيرغسون صريحا بعد الخسارة أمام بازل السويسري عندما قال إن لاعبيه كانوا مثل الحمقى في الملعب، وإن كان فيرغسون متأكدا بل يعرف جيدا أن دوري أبطال أوروبا يتطلب أجود اللاعبين وليس لاعبين حمقى مثلما قال.