هجوم للنقاش قد يكون أمر حراسة المرمى موضوعا للنقاش الكبير حول من سيخلف نادر لمياغري في حالة الإصابة المستمرة وغيابه عن كأس إفريقيا المقبلة كرقم 1، ومن سيكون أهل هذه الصفة بالتوازنات والتنافسية القارة لأبرز الحراس المحليين والمحترفين، لكن ما يشد الأعصاب على نطاق واسع من الرؤى الجوهرية لدور القناصة بالمنتخب الوطني، هو كيف نراهن على الأسماء المفتوحة لشغل هذا المنصب الحساس بعلاقة تكتيكية مع صناع الهجوم (أجنحة ورجال وسط بنائيين؟) وكيف نقرأ سيناريو الشهرين المتبقية لمصير الثلاثي الشماخ والعرابي والحمداوي بتفاوتات أدائية فاترة وغياب التنافسية الحادة للشماخ والحمداوي أصلا مع الحضور الجيد للعرابي في البطولة السعودية؟ قد يكون الجدل حول موقع القناص الجاهز منصبا في اختيار الرجل الملائم للحدث القاري بصيغته الصارمة أمام دفاعات الخصوم الحاضرة في النهائيات، إذ اللياقة البدنية تحسب في المقام الأول للجاهزية الكاملة للقناصة قبل النظر في مردود الفعالية التهديفية التي تغيب مع الشماخ الموضوع في خانة الإنتظار الطويل مع الأرسنال لكون الهولندي فان بيرسي يتحكم في مسار خط هجوم الأرسنال بأحد عشر هدفا من أصل 12 جولة، بينما الشماخ يوجد في حالة غبن تنافسي وأدائي جد فاتر (سجل هدفا فقط) ولعب لقاء رسميا واحدا، وأقحم أربع مرات في مجموع اللقاءات، وينتظر أن يدافع عن موقعه خلال الشهرين القادمين لمعرفة ما إذا استعاد جاهزيته مع الأرسنال، أو واصل ذات الشد النفسي والإحباط السيكولوجي ليصل إلى موقع الإختيار النهائي لغيرتس دون معايير اللاعب المتكامل تنافسيا في النهائيات، وثانيا مع الإنتظار الطويل لمنير الحمداوي الذي خرج نسبيا من أجندة غيرتس لأنه خارج التنافسية مع أجاكس، وينتظر الضوء الأخضر لعودته التدريجية مع ذات الفريق من موقع خضوع المدرب الأناني فرانك دي بوير لمنطق الإصابات التي لحقت أبرز مهاجميه ولموقف تدارك الأخطاء التي إقترفها في حق الحمداوي والإستعانة به في أفق المباريات إلى غاية أواخر شهر دجنبر كفترة راحة بالنسبة للبطولات الأوروبية، ولمعرفة ما إذا كان الحمداوي أصلا رجل الموقف التي تغري أنصار أجاكس بأهدافه مع أنه أكثرية الأنصار يرفضون حضوره مع الفريق، وهي نقطة جوهرية لا ندري كيف سيتعامل معها الحمداوي لاستعادة مكانته بأسود الأطلس في أسرع وقت ممكن، أما وإذا استمر حال الحمداوي على نفس الرتابة حتى وإن حضر مع الفريق، فقد لا يكون مؤهلا لكأس إفريقيا لأنه فقد الكثير من ثوابته الفنية لغياب التنافسية، مع أن العقل يقول أن الحمداوي لن يكون أنانيا في طبعه، وسيحاول رد الصاع صاعين لوضع فرانك دي بور في الموقف الخاطئ سابقا، أما يوسف العرابي كنقطة مرتفعة نسبيا في الأداء والتنافسية، تحسب له جاهزيته كهداف للهلال بستة أهداف من أصل تسع جولات دون احتساب الكثير من الفرص التي أهدرها في عامة المباريات، وقس عليها حضوره مع المنتخب بأداء نسبي من خلال الإحصائيات التي قدمها بهدف واحد في اللقاء الودي أمام السينغال، وإهداره للعديد من الفرص في لقاء إفريقيا الوسطى، وتمريرة الهدف الذي منحه لبوصوفة أمام تانزانيا، ومع ذلك لا يحسب على العرابي أنه قناص رسمي لأنه عادة ما دخل المباريات في غياب مروان الشماخ، وتبدو هذه المعادلة شائكة في الخط الأمامي المفروض فيه أن يكون القناص مؤهلا للفرص التي يبنيها حجي وبوصوفة والسعيدي وحتى أمرابط وكارسيلا، رغم أن كرة القدم العصرية تميل اليوم إلى صناعة القرار من كل مكونات الوسط البنائي والأجنحة أي أن جماعية الهجوم لا تتكل على متم للعمليات فقط وإنما للتكاملية الجماعية لأفراد الجبهة الأمامية، ولكن مع ذلك يبقى دور القناص بارزا في التحكم الخالص أمام دفاعات الخصوم شريطة أن تكون الجاهزية البدنية حاضرة والفعالية الحاسمة لتوقيع الفرص الملتهبة حاضرة، وهذا ما يفتقده الشماخ الرجل الأول كقناص ويليه العرابي في ذات الدور مع تفاوت نسبي في مهارات الأخير العالية، وأخيرا الحمداوي الذي حنطته الغيابات نحو مصير مجهول لقياس قدراته البدنية والفعالية.. لذلك تبدو مصيبة القناص الجاهز حاضرة فقط مع العرابي في انتظار أن تتلاءم الصورة القادمة للشماخ والحمداوي لمعرفة ما إذا كان سيعول عليهما بالمنتخب الوطني، علما أن غيرتس أعطى صورة جلية لخط هجومه أمام أوغندا بحضور العرابي بشكل غريب في الأداء وإهدار الفرص، كما أقدم على اختيار يوسف حجي كرأس حربة بمثل ما صاغه مع نانسي ورين كقناص لا يسجل كثيرا بمثل الحرية التي يلعب بها وراء القناصة، لذلك، سيضطر غيرتس إنتظار المرحلة القادمة لما يقارب الشهرين بقياس اختياراته حول عودة الشماخ والحمداوي لتكريس مبدإ التعادلية التنافسية لدور القناص الذي يتواجد به العرابي بالفعالية مع فريقه السعودي، في غياب نجاعته الهجومية مع المنتخب الوطني.