عضو في المكتب المسير: مركز التكوين ليس فضاء لكسب المال خرج آباء وأولياء أمور لاعبي مركز التكوين التابع للرجاء البيضاوي عن صمتهم، وأوضحوا في بيان يحمل توقيعاتهم تم وضع نسخة منه في مقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واللجنة الأولمبية المغربية، دواعي سفر فلذات أكبادهم إلى قطر وأزالوا اللبس على كثير من الأمور المرتبطة بهذا الملف الذي قال مسؤولو الرجاء البيضاوي إنه نتيجة لمؤامرة تستهدف الرجاء، ورد عليهم الآباء بالقول إن الرئيس وبعض المسيرين على علم تام بالتفاصيل وأنهم منحوا الضوء الأخضر للاعبي مركز التكوين ليرحلوا إلى الخليج. وربط أولياء أمور اللاعبين المتواجدين في قطر سفر أبنائهم بغياب العناية وما أسموه بالتهميش المادي والمعنوي، حيث أكدوا أن فلذات أكبادهم كانوا يتحملون مشقة التنقل في حافلات النقل العمومي ويتحملون مضاعفات ضعف التغذية وغياب التطبيب الكافي والمتابعة الدراسية، ناهيك عن أمور ترتبت عن مشاركة الفريق الأخضر في دورة العين. وطالب الآباء من المكتب المسير للرجاء التصدي لما وصفوه بالحملات الإعلامية التي تستهدف أبناءهم والتي تسعى إلى تصنيفهم في خانة «الحراكة»، علما أن سفرهم إلى الخليج العربي تم بشكل طبيعي وعبر تأشيرات مكنتهم من إجتياز الحدود: «لقد غادر أبناؤنا المغرب عبر مطار محمد الخامس على متن طائرة وليس في قوارب الموت ليلا، حتى ينعتهم البعض بالحراكة والمهجرين وغيرها من النعوت المسيئة، إن سفر اللاعبين لم يكن وراءه مؤطر من الرجاء كما روج البعض ولا سمسار ولا مؤطر وطني سابق ولا غير ذلك من الإدعاءات، إن أبناءنا سافروا بمحض إرادتنا وبرضانا للبحث عن مستقبل أفضل وتحسين أوضاعهم الحياتية، إن السفر كان بعلم من بعض أعضاء المكتب المسير ورئيسه الذي أعطى الضوء الأخضر للإداريين كي يسلموا أبناءنا جوازات سفرهم، بعد أن رفضوا تسليمها لهم في وقت سابق». ووجه الآباء شكرهم للجمهور الرجاوي الذي تفهم دواعي الهجرة، واعتبروا الأمر مجرد محاولة لتصحيح الوضع، والبحث عن مستقبل كروي خارج أسوار الرجاء، كي لا تتكرر مآسي الكثير من اللاعبين الذين ضاعت مواهبهم وانتهى بهم المطاف في طابور المعوزين. وأضاف الآباء، إنه «حتى في حالة فشل أبنائهم في التوقيع لأي فريق في أسيا سواء بقطر أو ماليزيا أو أندونيسيا، فإنهم قرروا الإستقرار في تركيا من أجل العمل والإبتعاد نهائيا عن مجال كرة القدم». وعلمت «المنتخب» أن الآباء قد تلقوا تأشيرات ودعوات وتذاكر سفر من طرف نادي قطري، ومن المنتظر أن يشدوا الرحال إلى الخليج العربي في الأيام القليلة القادمة للوقوف في عين المكان حول مصير فلذات أكبادهم. وحمل التوضيح توقيعات الآباء والأولياء، ويتعلق الأمر بكل من محمد بوطيب والد اللاعب عمر بوطيب، وأحمد الورداني والد سعد الورداني، وعبد الله سعدان والد سفيان سعدان، ومصطفى بلمعاشي والد زكرياء بلمعاشي، واللاعب السابق للرجاء البيضاوي إدريس عشا والد يوسف عشا، ومحمد أطويف شقيق امبارك أطويف، ومحمد الغوتة والد أنور الغوتة، وبوشعيب مصدق والد اللاعب حمزة مصدق، ثم عبد الصمد بنحليب شقيق اللاعب محمود بنحليب. وكان هؤلاء اللاعبين يشكلون العمود الفقري لفريق مركز التكوين التابع للرجاء البيضاوي، وهو الفريق الذي شارك في دورة العين الدولية الأخيرة لأقل من 17 سنة، ونالوا لقب وصيف البطل بعد أداء جيد لقي استحسان الجميع، وكان يشرف على تأطيرهم المدرب عزيز أوزوكات. من جهة أجرى، قال عضو في المكتب المسير للرجاء البيضاوي ردا على بيان الآباء، إن مراكز التكوين حسب تشريعات الإتحاد الدولي لكرة القدم ليست فضاء للإغتناء، وأضاف في رده حول ضعف العناية المادية والمعنوية باللاعبين: «في مراكز التكوين اللاعب يتدرب ويقيم في منشأة تربوي ورياضية توفر له الغذاء والمبيت والتنقل والتتبع الدراسي والتأطير الكروي، وحين ينتقل من التكوين إلى الفريق الأول يوقع عقدا إحترافيا فيه مجموعة من المخصصات المالية، لذا لا يمكن أن نتحدث عن المال في تعاقد يخص لاعبا ما زال في طور التكوين، وقوانين الفيفا واضحة في هذا المجال». وفوجئ مسؤولو الرجاء البيضاوي بغياب «غير مبرر» لمجموعة من لاعبيه، مباشرة بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى، قبل أن يتبين أن ناشئين من المركز فضلوا الرحيل الجماعي نحو قطر، وعلى الفور أصدر المكتب المسير للرجاء البيضاوي على موقعه الرسمي بيان إدانة جاء فيه: «بمجرد توصلنا بالخبر ومعرفتنا بواقعة التهجير، قمنا بإشعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالنازلة، من أجل اتخاذ الإجراءات المسطرية اللازمة ومكاتبة الإتحاد الدولي في الموضوع وحفظ حقوق الرجاء البيضاوي». ووجه البلاغ إتهاما مباشرا لنادي السد القطري، وروى تفاصيل الهروب نحو الخليج العربي، وحدد عدد الفارين في سبعة مواهب تنتمي لمركز التكوين، فضلت عدم الحضور إلى النادي لاستئناف الدراسة والرياضة بعد انقضاء عطلة عيد الأضحى».. وأضاف أن طريقة ترحيل هؤلاء اللاعبين شبيهة بعملية انتقال عنصرين من مركز التكوين في الصيف الماضي، كما تم إشعار وزارة الشباب والرياضة بالنازلة: «إن المشروع الكروي يتأسس على التكوين، وإنه من العبث الاستمرار في تكوين النشء إذا كانت أيادي خفية تتربص بالمواهب فور تألقها وترحلها خارج المغرب»، يضيف البيان بلغة التحسر والأسى، لقد وضعنا شكاية لدى السلطات الأمنية ضد مجهول، الغاية منها الكشف عمن يقف وراء هذا العمل». وتم إشعار الجامعة والوزارة وجامعة قطر والإتحاد الدولي قصد «وقف النزيف». في المقابل، بدا مسيرو الوداد أكثر ليونة من الرجاويين، إذ لم يمانعوا في الترخيص للراحلين بالممارسة خارج البلاد، فيما لم تصدر الجامعة الملكية المغربية أي بيان في النازلة وهو ما إعتبره متتبعون للشأن الكروي من قبيل الصمت الذي يعد علامة للرضى.