جزاء المؤجل الذي أجل معاناة الرجاء أجل الإنتصار الصعب الذي حققه الرجاء البيضاوي على ضيفه أولمبيك آسفي، عن طريق ضربتي جزاء، معاناة الخضر وخفف من مصاب النسور، فيما زاد من متاعب القرش الذي يبدو أنه لم يتخلص بعد من استعصاء انطلاقة باهتة بكل المقاييس. عانى لاعبو الرجاء البيضاوي وأولمبيك آسفي من إعاقة بدنية قبل انطلاقة المباراة، إذ تأخرت صافرة البداية عن موعدها بحوالي نصف ساعة نتيجة إكراهات النقل التلفزي، حيث تلقى حكم المباراة مكالمة من اللجنة المركزية للتحكيم تدعو إلى تأخير إعطاء ضربة الإنطلاقة في الدارالبيضاء إلى حين إنتهاء مباراة مركب فاس بين الوداد والمغرب الفاسي، والتي حسمتها ضربات الترجيح، ومن مضاعفات هذا الوضع هبوط ملموس في المخزون البدني للاعبين إنتظروا طويلا في مستودعات الملابس قبل أن يخرجهم الحكم من دوامة الانتظار بصفارة تدعوهم للإلتحاق برقعة الملعب.. وخلافا لكل المباريات فقد استهل جمهور الرجاء مباراته أمام الأولمبيك، بحفل راقص في المدرجات، بعد أن تناقل نبأ إقصاء الوداد من نصف نهائي كأس العرش، وهو ما يكشف عمق العداء الحاصل بين أنصار الفريقين. أمام حضور جماهيري ضعيف استقبل الرجاء البيضاوي المنتعش بأول انتصار له هذا الموسم على النادي المكناسي، فريق أولمبيك آسفي الذي يعيش نفس الوضع منذ انطلاقة البطولة الإحترافية، في مباراة عنوانها «تشبث غريق بغريق»، خاصة في ظل حالة الاستعصاء التي ميزت مسار الفريقين البيضاوي والعبدي في مطلع الموسم الحالي. أهمية هذه المباراة تتمثل في رغبة البيضاويين في الثأر من العبديين الذين أقصوا الخضر من منافسات كأس العرش وصبوا الملح على جراح فريق يعيش أسوأ أحواله، كما راهن المدرب مارشان على المباراة المؤجلة ليحرر لاعبيه من دوامة الشك الذي لا يتحقق إلا بالإنتصار، وهو الهاجس ذاته الذي راود السكتيوي الذي يعيش منذ انطلاقة الموسم تحت رحمة الضغط، علما أن وجود لاعبين حملوا قميص الفريقين، كبلخضر والزوين وانداي والصنهاجي. يعرف مارشان أن خصمه لن يقبل الخسارة، وأن نظيره السكتيوي سيعمل جاهدا من أجل تفادي الهزيمة، وأن المباراة ستكون مصيرية في مساره كمدرب، وهي معطيات حولت المواجهة إلى مباراة ذات حمولة نفسية أكثر مما هي تقنية. إستهل الرجاويون المباراة باندفاع نحو مرمى الحارس باغي، توج بضربة جزاء بعد عرقلة اللاعب الواعد الحافظي من طرف أحد مدافعي الأولمبيك، حولها اللاعب بلمعلم إلى هدف، منح للمحليين أسبقية معنوية أولا قبل أن تكون رقمية لأن وضع الفريق الأخضر تحول إلى إعاقة نفسية، بينما نزل هدف السبق على الزوار كقطعة ثلج باردة في أمسية باردة أيضا، خاصة وأن الفريقين يتقاسمان هموم الإستعصاء. وانتظر جمهور أولمبيك آسفي القليل، مرور نصف ساعة كاملة ليعيد اللاعب البحراوي المباراة إلى بدايتها، حين سجل هدف التعادل في مرمى الحارس الجرموني برأسية إثر تصدي ناجح لضربة زاوية مركزة، ويتحمل جزءا من مسؤولية الهدف دفاع الرجاء الذي تعامل باستخفاف وضعف تركيز مع الضربة الثابتة للمسفيويين. وشهدت الربع ساعة الأخيرة من المواجهة المؤجلة، إندفاعا أعمى للاعبي الرجاء نحو مرمى باغي، الذي تصدى رفقة خط الدفاع الذي يقوده خرماج والقرقوري، لأخطر هجوم كان وراءه اللاعب الطير. ومع بداية الجولة الثانية، بادر الرجاويون بالهجوم في محاولة لإعادة سيناريو الجولة الأولى، وكاد اللاعب الطير مجددا من تسجيل هدف السبق لولا ضعف التركيز، فيما بادر المدرب السكتيوي بلاعبيه وقف نمط تغيير مركز بمركز. وعلى الرغم من النوايا الهجومية لمرشان، إلا أن السكتيوي ظل حريصا على المباغثة، من خلال مجموعة تحسن ممارسة المرتد الخاطف، واستغلال الوقت المتبقى لرفع درجة الضغط لدى المحليين، مع الإعتماد على التسديد من خارج مربع العمليات لمباغتة الحارس الجرموني. رمى مدرب الرجاء بآخر أوراقه في الربع ساعة الأخيرة، حين أقحم اللاعبين الصالحي في خط الهجوم لدعم جهود زميله الطير، والصنهاجي ضد زملاء الأمس بديلا لبلعمري، إلا أن ضعف التنافسية أثر سلبا على ياسين الذين عانى من مشكل تجديد تعاقده مع الرجاء مما حال دون انتظامه في المباريات، بينما أقحم السكتيوي اللاعب لاركو مكان رفيق مما يؤكد التوجه الهجومي للسكتيوي مع توصية بالرجوع إلى الخلف لمساندة الظهير الأيسر. وفي الأنفاس الأخيرة من المباراة، أعاد الصالحي الدفء إلى المدرجات بعد اختراق جيد، أسفر عن عرقلة أثمرت ضربة جزاء ثانية أصر اللاعب الصهاجي على ترجمتها إلى هدف في مرمى فريقه السابق، واحتج لاعبو والطاقم التقني للأولمبيك على قرار الحكم وحاولوا تسجيل اعتراض تقني في نازلة الجزاء التي لا تتطلب الاعتراض.