لا يختلف اثنان في الوسط الرياضي بإقليم آسفي بأن الأولمبيك يعيش وضعية مزرية وهو الشجرة التي تخفي وراءها غابة من المشاكل والمعيقات لتأهيل كرة القدم بالإقليم، فالضجة التي ملأت الجرائد والقنوات والإذاعات بوجود مؤامرة ضد أولمبيك آسفي وقضية العماري، لم تقنع المتتبع الرياضي بآسفي، فإن كانت هناك نتائج إيجابية فإنها تنسب إلى المدرب والمكتب المسير، وان كانت هناك خسائر فتنسب إلى الآخرين، ففي غياب رؤية واضحة على المدى المتوسط والبعيد، من حيث الإعداد الجيد و الإنتقاء المناسب للاعبين والمسيرين والطاقم التقني، وبنيات تحتية مساعدة للرفع من المستوى كما ونوعا، فلا ننتظر شيئا !؟ نعود إلى قضية العماري، فاللاعب أساء لنفسه أولا، ثم لمكونات الفريق والمدينة بأكملها. ويستحق العقوبة، بالإضافة إلى غرامة مالية، فلابد من وجود معايير تأديبية في حق اللاعبين حتى يكونوا أهلا للمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وتجنب التحريض على الشغب. إن سبب تدني ممارسة كرة القدم بالإقليم من حيث النتائج السلبية والنزول إلى الأقسام الدنيا، يتحمله جميع المتدخلين في لعبة كرة القدم بالإقليم... البنيات التحتية: قليلة جدا بالمقارنة مع ساكنة الإقليم، وغير صالحة للممارسة وغير مجهزة لاستقبال الجمهور في أحسن الظروف. ملعب النخلية كمثال. ، أما ملعب المسيرة، فأغلب الجماهير الحاضرة تبقى واقفة بسبب برودة أرضية المدرجات التي بناها عمال الإنعاش الوطني ناهيك على الإستفزازات أمام الأبواب. ومن المفروض آن يتم تعزيزها وفي هذا المجال هناك عمل كبير للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعمها. المسير: تسيير متواضع يعتمد على النتائج الآنية بدون تخطيط على المدى المتوسط والبعيد، وتغلب عليه المصالح الشخصية إلا القلة منهم الذين يضحون بوقتهم ومصاريف أبنائهم لتاطير شباب الإقليم...... المجالس المنتخبة الجماعات المحلية: لا يفكرون إلا في مصالحهم الذاتية، ولولا وجود بعض المستشارين الرياضيين، لكانت النتائج أكثر كارثية، فنجدهم يتسابقون إلى المنصة الشرفية ليتقابلوا مع كاميرات التلفزة، وتوزيع الدعوات المجانية التي يتلقونها من مكتب أولمبيك آسفي، مقابل التصويت على المنح المرصودة للفريق، في دوائرهم لكسب الأصوات في المحطات الإنتخابية المقبلة. جمعيات المحبين والجمهور: إن جمهور مدينة آسفي يعتبر النقطة المضيئة والمساعدة في إعطاء المدينة إشعاعا، فجميع النتائج الإيجابية التي حصدها الفريق بفضل تضحيات وتشجيعات الجماهير العبدية بدون إستثناء نظرا لعشقها وحبها للقرش الآسفي.. بقي أن نشير إلى ضرورة تأطير هذا الجمهور من طرف جمعيات الأنصار والمحبين الغيورين والإبتعاد عن الشغب والسب والشتم الذي يعاقب عليه القانون في إطار الموسم الإحترافي الجديد. قدماء اللاعبين: غيابهم عن الساحة يزيد من تعميق المشاكل، لا أنشطة وولا تحفيز لجمعية القدامى من أجل المساهمة في تطوير كرة القدم بالإقليم، أعضاء الجمعية في حاجة إلى تكوين ليسايروا ركب التأطير والتربية التدريب. المنخرطون : إن دور المنخرط ليس هو الجلوس بالمنصة الشرفية والتصويت الأعمى في الإجتماعات، وإنما المشاركة الفعالة في جميع أعمال اللجان، بما في ذلك الإطلاع على الصفقات والبحث عن الإتفاقيات مع فرق وطنية ودولية للإستفادة من تجاربهم..... وكخلاصة، فإقليم آسفي يحتاج إلى مسيرين أكفاء لهم سمعة طيبة وماض نظيف حتى يسهل التواصل مع جميع المتداخلين: سلطة محلية، مجالس منتخبة وأجهزة رياضية ليتولوا طلباتهم لتأهيل كرة القدم بالإقليم عامة، وما أحوجنا لتسيير حكيم وتدبير معقلن وحكامة جيدة.. فاختيار أولمبيك آسفي للمكتب الشريف للفوسفاط كشريك في التسيير درس مفيد للجميع...فأين هي المجالس المنتخبة.