قناصة في القمة إن كان أسامة السعيدي يعلو ويسمو أسبوعا بعد آخر، ويزأر بعده بلهدنة في أقوى الأدوار التي يقدمها لمونبوليي كصانع وكهداف على غير الدور الذي يلعبه مع الأسود، وينطلق فوق كل ذلك يوسف العربي بهاتريك جديد مع الهلال مسكتا كل الأفواه التي انتقدته منذ البداية، ويزكي بوصوفة ذات الإنطباع التدريجي مع ناديه أنجي الروسي، ويتواصل بعده نورالدين أمرابط بتركيا مرسخا ذات الصورة التقييمية كصانع وهداف في أمسية أمس، ويكرس زكرياء الأبيض صناعته للأهداف لأيندوفن، ويرسل بنعطية إضاءاته في صدارة الكالشيو، ويتواصل الأحمدي مع فاينورد بانطباع الرجل المسؤول في الوسط الملتهب، فإن مآل الشماخ والحمداوي هو في عداد الغموض التدريجي لنفسيات اللاعبين وإن كان مخاضها متناقضا بين حضور الشماخ تحت مؤثرات القنص الإيجابي لفان بيرسي، وغياب الحمداوي عن التنافسية المطلقة.. لكن ما يهمنا بالدرجة الأولى هو التقييم العام لدور القناصة المفروض أن يكونوا أسبوعيا أمام حكايات الرصد العام للتنافسية ليس على الحضور الدائم، ولكن بالأداء والتهديف والمنافسة على الأرقام المفروض أن يكون لها دواعي إقناع من قبل غيرتس.. صحيح أن معاناة الشماخ والحمداوي تتواصل أسبوعيا بتناقض ما بين حضور الشماخ بلا أهداف، وغياب الحمداوي الدائم، لكن الأهم في منطوق كأس إفريقيا المقبلة تستلزم إختيارات مقنعة لما هو جاهز، وقد يكون الحمداوي ضربة موجعة فيما لو لم يلعب مطلقا خلال الشهرين المقبلين، وينتظر أن يكون الشماخ مغيرا لأسلوبه وقناعاته لماذا لا يسجل مثلما يسجل فان بيرسي مع أن الشماخ يكون عادة مع المنتخب في أفضل حالاته، لكن بالأرسنال تغيب شموسه بالمطلق مع أن أنجلترا تستهويه نفسيا مقارنة مع فرنسا التي أعطته أكثر الإضاءات. وما يعنينا من هذه الإحصائيات الهامة لمعترك الهجوم المغربي، أن وجوها جديدة بدأت تزعزع الكبار من قيمة عبد العزيز برادة من خيطافي ونور الدين أمرابط من قيصري التركي، وزكرياء الأبيض من أيندوفن وآدم ماهر من أزيد ألكمار، ويونس مختار من أيندهوفن الفريق الثاني، وقس عليهم حتى مصطفى الكبير من كالياري، وقد ترتفع الكوطة في احتواء أبرز الأسماء التي سيصعب إختيارها في كأس إفريقيا هجوميا ووسطيا.. هذا القناع الهجومي الذي كنا نبحث عنه منذ زمن طويل على مستوى الإختصاص في بنائه الهجومي وفي أجنحته وقناصته، هو ما غاب عن المنتخب منذ زمان وربما تصنع أجيال اليوم في الإحتراف حركيتها العامة للتأشير بقوة في عالم الدولية مع المنتخب الوطني كبؤرة إضافية للعالمية الأخرى لما هو أرقى لدى المحترفين.. هذا القناع الهجومي والبنائي سيعطينا جيشا هجوميا ينافس على الأدوار في ضلع التنافسية المطلقة مع الأندية الأوروبية في أحداثها العامة، بطولة كانت أو كأس محلية أو أوروبية، بل ويعطينا رقما سخيا في معادلات الإختصاص دون الإعتماد على الأسماء الجوهرية التي يتطلع إليها غيرتس أصلا.