غرفة المناقزات تستحق غرفة المنازعات التي انتصبت للفصل في أكثر من 150 نزاعا رفع القبعة لها على ما أنجزته في الفترة الأخيرة، وعلى الإستقلالية التي أصبحت تتمتع بها، وبها أصدرت أحكاما جريئة على مسؤوليتها وليس على مسؤولية أي كان. لغة الوصايا والإملاءات أصبحت من الماضي، وتهريب المرافعات بعيدا بعد تنسيمها بتوابل الهريسة التي بدل زيادة درجة فتح الشهية، أصبحت تسبب لأصحابها في عسر هضم حقيقي ، أمام غرفة لا تعترف بوصفات العطارة الجاهزة التي لا تصلح ما أفسده الدهر، ولا بالسيليكون والبوتوكس الذي يحمله أصحابه بأرطال زيادة لتجميل الوجوه المخدوشة. ضاعت وثائق فاخر داخل الجامعة في نزاعه مع الرجاء، دون أن يكل الرجل في مطاردة حق يعطى ولا يؤخذ، حق النجمة التي صنع أضلاعها الخمسة بجهد جهيد بعد أن رحل سلفه ميشيل الرافض لمؤخر صداق وضع في جرابه دون استشارته، فقرر التبرؤ منه كما تحلل قبله ذات يوم من قيمة خلع قدمتها له الجامعة في مصادفة ربطت بين أوزال والطلاقات الثلاث. الفارق هو أن أوزال الذي ظلت سبابته تطاوعه في التوقيع المفوض على منح سخية منحت لخواجات عبروا ومروا مرور الكرام إن داخل الرجاء أو بالفريق الوطني، هو ذاته من حاول ثني فاخر عن نيل حقه في الظفر بملايين معدودة لنيل بطولة وتأهل لدور المجموعات في عصبة أبطال إفريقيا لم يراهن عليها أحد، هو ذاته الذي كان شاهدا على زيغ سبابة حنات عن رسم توقيع سليم عطل وصول المنحة لحساب المدرب. يصر الرجاء على وضع البيضة في «الطاس» طاس الفيفا طبعا بعد أن حكمت الغرفة المعلومة لصالح فاخر، وسفهت أطروحة الهرب من معسكر أكادير وإدعاءات فصيل يقترب من النيابة العامة مع فارق في الوزرة والوزر، في حين يشكر فاخر التلفزيون وعقوده التي أنقذت رقبة مدربين من المدبح بالإقتطاع من المنبع، محاولا طرح قضيته على لجان التشريع للإستفادة بأثر رجعي من تعويضات تجمدت بسوس. قبل فاخر نال كركاش نصيبه من ملايين ضاعت بين هضاب زمور.. حاول الرجل البحث إن كان هو والنحس قد ازدادا في يوم واحد، أو إن كانت قصة فيلم رشيد الوالي الجديد «نهار تزاد طفا الضو» صيغت على مقاسه، بعد أن هيأ له مشوار التدريب أقدارا غريبة بعض الشيء، إن لم تنزل فرق بين يديه، يصعد بأخرى بلا مكافأة، قبل أن تحكم لجنة إصلاح والبكاوي لصالح الوجدي، ومعه عاد ليشدو أنشودة التفاؤل في الحياة. حكمت نفس الغرفة ليومير والخيدر وكثير من اللاعبين في نزاعهم مع المسير، وحده طاليب خرج عن سرب المعوضين، وتحول لطرف مدان من فريقه السابق الوداد الفاسي ورئيسه السبتي، بعد أن دخل بدفوعاته صاحب حق، ليتأكد للجميع أن حبل الود الذي يحاول المدربون والمسيرون نشره أمام الملأ ساعة الصفاء، هو حبل قصير سرعان ما تفضحه لحظات الخلاف حول الدراهم المعدودة. لا يجادل إثنان في أن غرفة النزاعات أوجدت لها مساحة متابعة مع بداية الموسم،وخففت بعض الضوء عن لجنتي غايبي، وأكدت أنها تكيف أحكامها على مقاسات المستندات والوثائق، وليس بمنطق التجيير المكشوف.. لجنة ميزت بين المنازعات التي يمكن أن تحدث دون أن تفسد للود قضية، ومناقزات أفراد لا يملكون لا ناقة ولا جمل فيما يحصل ولا يألون جهدا لتغيير مجرى النهر.. لجنة آمنت أنه لكل «مجتهد» نصيب حتى ولو كان تسريب حكم قبل أن يجف مداده ، وأن «التباكي» على اللبن الذي ضاع على من تعودوا على الضرع هو بداية «إصلاح» كثير من المفاهيم.. قاضيان في النار وقاض في الجنة، لذلك يجتهد أعضاء لجنة المنازعات في إصدار أحكامهم بعيدا عن مناقزات الكواليس وخلايا التوجيه حتى لا يسقط واحد من الثلاثة في فخ الظلم الذي يعمي البصيرة..