مولودية الجزائر الوداد البيضاوي: مباراة تحت شعار نكون أو لا نكون هل تكرس موقعة الجزائر عقدة التفوق المغربي؟ بعد تعادل الوداد أمام الأهلي وفوز الترجي التونسي على مولودية الجزائر برباعية، إختلطت أوراق المجموعة الثانية في كأي أبطال إفريقيا وتعقدت حساباتها، بعد أن تأجل الحسم في أمر المتأهلين إلى دور النصف النهائي إلى ما بعد انتهاء مباراتي القاهرةوالجزائر العاصمة. وانحصر التنافس على بطاقتي العبور للنصف النهائي في ثلاثة فرق وهي الترجي والوداد ثم الأهلي، فيما خرج المولودية من التنافس بشكل رسمي إثر خسارته الأخيرة في ملعب المنزه بأربعة أهداف. موقعة ملعب 5 يوليوز لا تهم الوداد فقط، بل تشرئب لها أعناق التوانسة والمصريين الذين يعلقون آمالهم على المولودية ويدعونه للإنتفاضة ضد التواضع وختم مشوار المسابقة الإفريقية بنتيجة تحفظ لعميد الكرة الجزائرية ماء الوجه. الورقة التالية تقدم قراءة لمباراة ظاهرها حساب وباطنها عذاب. المولودية في امتحان النزاهة رغم أن مولودية الجزائر غير معني بنتيجة المباراة بعد أن كان أول المغادرين لحلبة السباق، إلا أن الحسابات التي تحيط بالمواجهة التي ستجمعه مساء الجمعة بالوداد، تجعله طرفا أساسيا في معركة العبور إلى المربع الذهبي، وهذا هو الحافز الوحيد للجزائريين للعب دور الفريق القادر على إنهاء المنافسات بلقب الروح الرياضية بعد أن خذلته النتائج الميدانية، فالأهلي والترجي يعولان على بنشيخة لوقف تقدم الوداد نحو الصدارة، بل إن أصدقاءه التوانسة إلتمسوا منه في آخر مواجهة هزم الوداد بكل ما أوتي من جهد وضرب عصفورين بحجر، الإنتقام من المغاربة الذين أخرجوه من وجدان الجزائريين بعد هزيمة رابع يونيو برباعية، ورد الإعتبار للمولودية. وطالبت وسائل الإعلام الجزائرية مسؤولي المولودية باستحضار قيم الروح الرياضية، وقالت إن أهم شيء بالنسبة لمولودية الجزائر وخاصة مسؤوليها ألا يقحموا أنفسهم في حسابات لا تهمهم ما دام أن الفريق أقصي من تونس ومباراته المقبلة تحضيرية لمباراة البطولة لا أكثر ولا أقل، وأهم شيء بالنسبة إليه هو أن «يضع شرف النادي وتاريخه الكبير أولوية ويلعب بنزاهة ما دام المتأهلين في النهاية سيكونان عربيين من مجموعة عربية خالصة». أنصار الأهلي والترجي يجمعهم شيء واحد كونهم يتمنون خسارة الوداد، لأن الترجي معرض للإقصاء إذا خسر في ملعب القاهرة وفاز الوداديون في الجزائر، والأهلي سيكون عليه أمام مطب الإنتصار والإنتظار، ومن غير المستبعد أن يتم اللجوء في حسم أمر التأهيل لحساب النسبة الخاصة. الأهلي والترجي يقدمان تحفيزات للمولودية أكدت صحيفة «الهداف» الجزائرية، أن مفاوضات في الكواليس وتحركات في الخفاء بين مسؤولي الأندية الثلاثة، الغاية منها تحفيز فريق المولودية وملء حقينة معنوياته قبل مواجهة الوداد خوفا من دخوله المواجهة بدون سلاح الفوز بعد أن فقد كل حظوظ المنافسة على مقعد في نصف النهائي. وكشفت الجريدة عن وجود محاولات جادة من طرف مسؤولي الترجي والأهلي لتحفيز لاعبي المولودية للإطاحة بالوداد، وقال الجزائريون إن الأمر يعتبر مشروعا وتلجأ إليه عدة أندية حتى في البطولات الأوروبية، لكن الأمر الذي سيكون غير مقبول تماما هو أن تتنازل المولودية عن نقاط المباراة للمغاربة مقابل المال، كما أوردت العديد من وسائل الإعلام الجزائرية الصادرة هذا الأسبوع، واعتبرته بمثابة بيع لشرف الجزائر ووصمة عار في تاريخ المولودية والكرة الجزائرية على حد سواء، لكن مسؤولي الوداد يرفضون هذا التعامل ويقولون إن الفريق المغربي قادر على انتزاع التأهيل من قلب العاصمة الجزائرية. المولودية: إجماع على احترام قيم الرياضة قلل مسؤولو مولودية الجزائر من أهمية المباراة، وأجمعوا على أنها ستكون عادية وبأقل الضغوطات الممكنة، وقال رئيس الفرع غريب إنه غير مهتم بالفوز أو الخسارة، وأضاف في خرجاته الإعلامية إن «المباراة ستكون عادية جدا ولا يهمنا إلا الفوز بنقاطها لجمع أكبر عدد ممكن من النقاط، نحن نمثل الجزائر ولا يحق لنا أن نتدخل في حسابات لا تعنينا، لا بد أن نقدم مباراة كبيرة حتى نؤكد للجميع أن الجزائري لا يبيع شرفه ولا يهمنا في الأخير من يتأهل». بنشيخة من جهته متحمس للمباراة لأنها في اعتقاده فرصة للثأر من المغاربة الذين أخرجوه من وجدان الجزائريين وعجلوا باستقالته، لذا أكد أن المباراة ستخوضها عناصره وكأنها معنية بأمر التأهيل. على المستوى البشري يحاول الطاقم التقني للمولودية محو مضاعفات رباعية الدارالبيضاءوتونس، لذا يحرص المدرب على إشراك اللاعبين المؤهلين لخوض المنافسات القارية، ويصر على إشراك كل من عمرون وداود في مباراة الوداد مباشرة بعد انتهاء التربص مع المنتخب الأولمبي الجزائري. ومنذ العودة من تونس إنكب بنشيخة على إصلاح الأعطاب التي تلازم لاعبيه، ومحاولة مد جسور الإنسجام بين اللاعبين القدامى والجدد، خاصة في ظل هشاشة الرصيد البشري لفريق فقد الكثير من عناصره. الوداد: نفوز أو نموت كهذا يقول لاعبو الوداد الذين فوتوا على أنفسهم وجماهيرهم فرصة ضمان التأهل وحسم أمره في الدارالبيضاء، وبالتالي تحويل مباراة الجزائر إلى مباراة استعراضية، رغم ذلك أصبح من اللازم على الممثل الوحيد لكرة القدم المغربية في عصبة الأبطال الإفريقية خوض مباراة ملعب 5 يوليوز بمنطق معركة الزلاقة «الخصم أمامكم والإقصاء وراءكم فليس لكم سوى الصبر أو الموت». يغيب عن تركيبة الوداد المدافع الخالقي الذي جمع إنذارين، لكن تحضر بالمقابل القتالية والإستماتة والروح التي خاض بها الحمر موقعتي الكلية الحربية في القاهرة وملعب المنزه في تونس.