الرجاء أدى راتب شهر واحد لفسخ العقد وجمال زكى إنتداب بلعمري توجت المفاوضات التي باشرها مسؤولون رجاويون مع الإطار الوطني فتحي جمال عن قبول هذا الأخير العرض ليشغل مهمة مدرب خلفا للروماني إيلي بلاتشي. وعلمت «المنتخب» أن مسؤولين بالنادي قد ربطا الإتصال هاتفيا بإبن الفريق فتحي جمال، الذي أعرب عن موافقته المبدئية في انتظار الحديث عن تفاصيل الإرتباط، وجاء قرار فتح قناة للتواصل مع جمال بعد اقتناع الرئيس بالمردود الباهت للمدرب الروماني الذي عجز عن تدبير مرحلة الكساد الكروي ولم يقدم إضافات جديدة تنتشل الفريق من مستنقع النتائج السلبية، بل إنه لم يتمكن من قيادة الفريق الأخضر إلى الفوز في جميع المباريات الرسمية والودية، إذ تعرض الرجاء تحت إمرته لهزائم وتعادلات في أحسن الأحوال سواء في منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية التي غادرها باحتلاله الصف الأخير في مجموعته، أو في منافسات كأس العرش بعد الخروج المذل أمام أولمبيك آسفي، أو بعد البداية المتعثرة في أول مباراة برسم البطولة الاحترافية أمام النادي القنيطري، بل إن شبح الخسارة ظل يطارده حتى في اللقاءات الودية كدوري أحمد النتيفي الذي خرج منه الرجاء صاغرا. وازدادت مخاوف الرجاء بعد أن ظهرت أعراض استعصاء هجومي نتج عنه شح في الأهداف، كما ظهرت أعراض الخلاف وساد التسيب الفريق، حيث لا تمر حصة تدريبية دون أن تندلع حروب بين اللاعبين، بل إن المدرب الذي كان عنوانا للإنضباط تحول إلى رجل مسالم خذلته النتائج وسلبت منه زمام القيادة. في ظل هذا الوضع إهتدى المكتب المسير إلى صيغة للتخلص من مدرب تبين أن نظرياته قد تقادمت ووصفاته قد أصبحت عديمة الجدوى، وكلف أحد المسيرين القدامى بمفاوضته في موضوع الإقالة، وهو ما استجاب له المدرب الروماني الذي قال إنه عاجز عن فهم ما يحصل له داخل الرجاء، وقبل بالرحيل مع أداء الشرط الجزائي. وجاء اختيار فتحي جمال لإلمامه بالوضع الراهن للفريق ولا يحتاج لفترة طويلة للإستئناس بالجو العام للرجاء، علما أنه قد سبق له أن لعب للرجاء وأشرف على تدريبها وإدارتها التقنية قبل أن يحقق نجاحات في مشواره كمدرب أولا ومكون معتمد من طرف الفيفا مع أندية عديدة كالجيش والكوكب والدفاع الجديدي. ولفك الإرتباط مع المدرب الروماني بلاتشي، وافقت إدارة الرجاء على الرجوع إلى الشرط الجزائي للعقد، والذي يفرض على النادي تسديد راتب شهر واحد قبل إعلان قرار الإقالة من جانب واحد، وعهد للعسكي صديق بلاتشي بإنهاء الإشكال دون مواجع، في أفق توقيع عقد مع المدرب الجديد/القديم الذي يتابع عن كثب تطورات الوضع في الرجاء. وعلمت «المنتخب» أن فتحي جمال قد أبدى قلقه من الإنطلاقة الباهتة للفريق واستياءه للمردود المتدني لبعض اللاعبين الذين كان يعول على تجربتهم لانتشال الفريق من وضعه، وقال إن الجولة الثانية من المباراة الأخيرة أمام القطن الكامروني جعلته مقتنعا بأن الرجاء الآن في أسوإ أحواله. ورغم أن العديد من المتتبعين للشأن الرجاوي ومنهم بعض المسيرين، يؤمنون بأن فتحي جمال هو رجل المرحلة، إلا أن كل المؤشرات تؤكد بأن المهمة لن تكون سهلة، خاصة وأن الإطار الوطني المغربي قد عاش فترة عصيبة بعد إشرافه على الدفاع الجديدي في بداية الموسم الرياضي الماضي ومع الكوكب المراكشي، مما يعني أن الرجاء ستكون مناسبة لإعادة جمال إلى الواجهة بعد أن قرر الإبتعاد عن الكرسي التقني والتفرغ لإدارة وكالة لتحليل المعطيات التقنية للمباريات الدولية والمحلية. وحسب الأخبار القادمة من مركب الوازيس، فإن الإتصالات الأولية مع فتحي جمال قد منحته صلاحية اختيار الطاقم التقني الذي يتلاءم وتصوراته.