فتح كروي كبير!؟ أعرف ما عليه السيد رئيس الجامعة من حرص على أن تكون هناك مقاربة جديدة لاختيار من يوكل إليه تدريب الفريق الوطني، وما عليه هو وأعضاء المكتب الجامعي من إصرار على أن يجري تأطير كافة المنتخبات الوطنية بشكل يحترم المنظومة التقنية المتوافق عليها ويتوافق مع متطلبات المرحلة، وأكثر من ذلك يحقق الشفافية التي ظلت غائبة لأزمنة كثيرة·· هذا الحرص وذاك الإصرار يستمدهما رئيس الجامعة من حرص أكبر منهما بكثير، حرص على الإستجابة روحا ونصا لما جاء في الرسالة الملكية التي حملت توجيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأربع مؤسسات إقتصادية كبرى بتخصيص دعم مالي سنوي يصل إلى 25 مليار سنتيم للمنتخبات الوطنية· وما جاء فيها نص على إستراتيجية المكانة الذي تحتلها المنتخبات الوطنية لكرة القدم في وجدان الشعب، ونص أيضا على ضرورة إعمال الشفافية والنزاهة والإحترافية في تدبير الدعم وفي تدبير هذه المنتخبات الوطنية أيضا·· ولكنني بمطلق الأمانة ما قدرت أن يصل الحرص في غياب إدارة تقنية وطنية عاملة وفاعلة ومؤثرة في المنظومة ككل، إلى ابتداع هذه الصورة التي يجري الحديث عنها، من أن الإرتباط بمدرب بديل لروجي لومير المقال أو المفصول، لا بد وأن يحتكم لقواعد تبدو غريبة، لطالما أنها تختزل الإرتباط في الزمان وتحدده أدبيا بمجموعة أهداف· من قال أنه تدبير استعجالي، ومن قاله إنه إرتباط مؤقت، ومن قال أن الجامعة لا تريد أن تتورط في تعاقد طويل المدى، فتلف على عنقها حبالا في صورة شروط جزائية ومؤخرات، قد لا تجد وسيلة للتخلص منها إن ثبت فشل المدرب إلا بصرف ملايين أخرى· ولكن هل نعتبر هذه التخريجة قابلة للتنفيذ؟ وإن وجدنا من يقبل بها، ما يمنع من القول إنها صممت على المقاس تمهيدا لدخول مدرب بعينه عرين الأسود ولقطع الطريق على مدرب آخر، يعرف الكل أنه لن يقبل العمل وفقا لهذه الصيغة·· كنا نعرف أن بقاء لومير فيه إذلال للمغاربة بعد الذي فاه به الناخب المفصول وكان موجبا للإقالة، وفيه تصريح علني بموت كل أمل في الوصول إلى كأس العالم وحتى إلى كأس إفريقيا للأمم، وكنا نقدر مدى خطورة التوقيت، توقيت الإقالة والإنفصال عن مدرب والتعاقد مع مدرب غيره، إلا أننا لم نكن نتصور أن نهتدي في تفكيرنا لإحلال مدرب جديد على رأس الفريق الوطني إلى هذه الصيغة، "المبتكرة"· وإن نجحت الجامعة غذا في إيجاد مدرب يقبل بهذه الصيغة ويتطابق مع خصوصيات المرحلة، ولا يكلفها نصف ما كان يكلفها روجي لومير، فإنها ستكون قد حققت من دون أن تعرف فتحا كرويا يستحق أن يوضع بين الفتوحات الكبرى التي عرفتها كرة القدم عبر تاريخها الطويل· --------------- يسأل البعض باستغراب عن السر وراء وأد السيد الفاسي الفهري رئيس الجامعة، لهيئة المجموعة الوطنية لكرة القدم الصفوة، فهي على حد قولهم محدثة بموجب مراسيم، وحلها ليس بيد الجامعة، ويصدمني أن يكون بعض من كانت لهم بالمجموعة الوطنية لأندية الصفوة مصالح يقضونها، أو امتيازات يحصلون عليها، أو >بزولة< يرضعون منها، قد نسوا أن المجموعة الوطنية لكرة القدم الصفوة، أحدثت كهيئة تابعة فصلا ونصا للجامعة، وأن الأخيرة تفوض لها إدارة مرفق خاص، وإن ثبت لديها أنها لم تعد مؤهلة لذلك حلتها وانتهت منها·· وقطعا لا يجب أن نحمل رئيس الجامعة أي وزر في الذي فعله، فهو لم يمعن في الإنتقام من أشخاص أو في تصفية أشخاص، بل كل الذي فعله أنه وقف عند حقيقة أن المجموعة الوطنية لأندية الصفوة وقد أخذت كما نعرف صلاحيات كثيرة وأساءت التعامل مع ملفات كثيرة، لا تستجيب لما هي عليه المرحلة، فقد جاءت المجموعة تمهيدا لميلاد العصبة الإحترافية، وأصبحت المجموعة دائمة والعصبة مجرد حمل كاذب· اليوم ونحن على أبواب انعطافة ضرورية وإلزامية، توجب أن تكون لنا بطولة محترفة وأندية محترفة، وجب أن ننهي مؤقتا طال أمده، ونعلن من الآن بداية العمل في بناء عصبة إحترافية لها بنودها في القوانين المعدلة للتربية البدنية والرياضة، ولها أيضا مقتضياتها التطبيقية التي لن تولد العصبة من دونها· ماتت المجموعة الوطنية لكرة القدم الصفوة لتولد العصبة الإحترافية، وبين الهيئتين هناك فجوة كبيرة لا بد أن يقطعها من هم هواة من المسيرين ليصبحوا محترفين فكرا ونهجا ورؤية·