>فابور< تروسيي إسمعوا هذه القصة الجديدة·· تروسيي الفرنسي يريد تدريب المنتخب الوطني >فابور أي بلا أجرة< خلال المباريات الثلاث الفاصلة والمقبلة للفريق الوطني للتأهل لكأسي العالم وإفريقيا 2010·· وهو من قدم ترشيحه وحيدا في سياق المنافسة على مقعد تدريب المنتخب·· طبعا تبدو القصة غريبة بعض الشيء لمدرب مر كلمح البصر، إذ غادر الفريق الوطني من دون أن يجري أي لقاء رسمي بعد عهد الزاكي·· وتبدو الغرابة أغرب مما نتصوره اليوم لمدرب يلهث وراء قبول المعركة >الكاميكاز< من دون أجر كما لو أنه يرد غنيمة الأمس القريب، وأي مدرب كان أجنبيا أو مغربيا لا يمكن أن يقبل بهذا الإجراء الإحتياطي الذي دعت إليه الجامعة في تخريجة مفخخة، لأنه بكل شفافية حدث بركاني بحمم متطايرة، ومن يضع رجله فيه، إما أن يقاومه بالعيش وأمل العيش والتأهل إلى أحد الكأسين، أو الموت أي الإقصاء والإخفاق مجددا·· وتروسيي هو من هذه الطينة التي قبلت هذه الفرضية >ببلاش<، ومن الطينة التي تموت حبا في تدريب المنتخب المغربي كحلقة أكبر من كل التي دربها من المنتخبات الأوروبية والإفريقية والأسيوية، ومن الطينة التي تموت حبا في المغرب كموطن ثاني بعد فرنسا·· لكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بإلحاح، هل حقا نزل تروسيي إلى هذا المستوى من التواضع والإستخفاف بنفسه كمدرب؟ وهل تروسيي زمان الذي اختمر بتجارب إفريقية مع الأندية وليس مع المنتخبات لسنوات قليلة، قبل أن يلتحق باليابان ويصل مع منتخبها إلى دور الثمانية في مونديال 2002 هو تروسيي اليوم الذي لم تثمر جولاته الأوروبية والعربية أي شيء من الإنجازات حتى يكون اليوم العنصر الأبرز في معادلة ترشيحه لمنتخب المغرب "ببلاش"؟ بالعقل·· لا يمكن أن ينصب تروسيي نفسه بطلا لهذه الحدوثة لأنه يريد دخول البركان للتأهل مقابل أن يفوز بمرحلة ما بعد 2010 لأربع سنوات إضافية بأهداف استراتيجية لكأس إفريقيا 2012 ولكأسي العالم وكأس إفريقيا 2014· وبالعقل أيضا يريد أن يربح تروسيي مجالا أقرب إليه بالمغرب، لأنه يعيش أصلا بالمغرب ويفهم كل شيء عن الكرة المغربية وبمحيط المنتخب المغربي، وبالعقل أيضا يريد تروسيي أن يحظى بثقة العهد الجامعي الجديد الذي كان أصلا المحبوب لديه من بعض عناصره داخل الفتح الرباطي أيام زمان·· وبالعقل أيضا يريد تروسيي أن يربح نفسه كلاعب إحتياطي وكمدرب احتياطي مغامر بصراع ثلاث مباريات كالنار والدخان مقابل أن يفوز بالثقة المؤقتة لتكون أقوى وأقوى لما بعد 2010· >فابور< تروسيي في نظري ليس هدية مقبولة أساسا حتى ولو كان مضمونها الروحي ينم عن حب عذري للمغرب، ولكن لا يمكن لأي أجنبي أن يسقط في هذه المتاهة لأنه يضع نفسه في الحضيض، وربما نزل إلى هذا المستوى لأنه لم يجد أصلا أي مجال ليعمل به، كما لا يمكن لأي منتخب في العالم أن يقبل توقيع عقد مؤقت بالمجان إلا إذا كانت جامعته موضوعة في خانة الشراكة مع جامعات أخرى، ، لكن بامتيازات إضافية للمدربين، و>فابور< تروسيي هو دعابة فنية ورمزية في نظري مقابل اصطياد الجامعة لأفق الأربع سنوات المقبلة بنعمها وخيرها المالي، وهو ما لا يمكن أن يقبل اليوم من أي مدرب أجنبي سيعيش نفس الأسطوانة للتكوين والتعارف و··· و··· حتى لو كان تروسيي الأقرب إلى فهم عقلية المغرب أكثر من لومير وهنري ميشيل· ما نريده من الجامعة هو أن تفهم طبيعة المرحلة الملغومة لكونها دخلت المعركة بخطورة، وعليها أن تدرس الإخفاق والتأهل القادمين بالعقل، كما على الجامعة أن تدرك أن التأهل إلى كأس إفريقيا يبقى جزءا طبيعيا في معادلة ربح المرحلة·· لأن بالإخفاق في كل شيء، ستكون سنة 2010 سنة بيضاء للمنتخب المغربي، ومدربها القادم سيكون بلا شك موضوع استراتيجية الأفق لأربع سنوات، ما يعني أن المدرب المغربي هو الأقوى لدخول المعركة بالأطروحتين أيا كانت سلبيات الإقصاء مطروحة، لأن ما يهم هو أفق ما فوق 2010، لكن بداية من >الكاميكاز< الحالي بمدرب مغربي يرى في نفسه أهلية علاج وتوحد المجموعة وسياج المنتخب بأسلحة الكوموندو·