باسم صوت الشعب يا حنات.. لم ينتبه عبد السلام حنات جيدا أن أول تيفو تم رفعه تزامنا مع عودته لتزييت «عجلات» الرجاء في ولاية أكدت أن العود ليس دائما أحمد، كان تيفو «الإمبراطورية» وكتب بلغة لاتينية إغريقية.. ومن يقود إمبراطورية ما عادة، يجب أن يكون أهلا لصولجانها وقادرا على تحمل ثقل التاج وليس التدثر بالسلهام فحسب.. لم ينتبه الحاج أيضا وهو ينافس أصغر مرشح عبر تاريخ الجموع العامة محمد بودريقة أن الأخير حمل معه كتابا أخضر لا يحمل نفس سفسطات عقيد الجمهورية، بل مشاريع طموحة رفعت سقف آمال شعب الخضراء لبرج عاجي يتطلب من عبد السلام لياقة عالية وطول نفس موازي وليس مجرد وضعه يده في «الخابية» الرجاوية وإلتقاط السمن السوسي المعتق الباقي في قاعها كما تركه غلام قبل رحيله صوب تيميتار؟ للأسف عاد حنات بتزامن مع حراك شعبي كان لا بد له من انعكاس على صوت الشعب بمعبد المكانة، حراك يناهض التوريث ويجعل من لازمة «التعاويدة» فعل ناقص مبني للماضي وحتى للمجهول، وتأكد أن النجمة قد تحرق كما قد تضيء، تصنع اللمة كما قد تكون سببا في الغمة. بسرعة نسي الرجاويون قرابينهم التي قدموها فداء للنجمة المعلومة، ووجد بالاتشي المغلوب على أمره أن الصيف ضيعت اللبن والحليب الذي تركه في زمن غابر طريا فأصبح مذاقه اليوم أجاجا وهو الذي كان سائغا لذة للشاربين، على أن عودته غير الميمونة تزامنت مع ارتفاع أسهم أشهر عبارة في السنة «إرحل»، ومعها إصابة ذاكرة المناصرين بزهايمر مزمن يلغي الماضي ولا يحتفظ في علبته إلا بنكسات الحاضر المؤلم. فأي لعنة أصابت قلعة الكؤوس وجعلت منها مثار سخرية ونكاية غريم حولها لأحجية من حجايات حديدان التي تهمز وتلمز «الرا بنت الرا اللي بالحليب معمرا..»؟ في نفس الفترة من الموسم المنصرم راهن حنات على قدوم صديق البيت ميشيل والذي هدَّ السقف مع أول ثلث من عمر البطولة، وكعادة كل الأجانب وعقدهم عند المسير المغربي رحل المدرب الفرنسي الذي لم يفز في أي من لقاءاته وهو الخاسر أمام أبناء فضالة في كأس العرش وفي جيبه 30 مليون سنتيم، قبل أن ينتفض ويعيد الشيك لأصحابه ويقول لهم أنه يكفيه ما ناله في طلاقات خلع سابقة مع الأسود.. مشهد إستنسخه الغريم مع دوس سانطوس البرازيلي، في حين تعامل حنات مع فاخر إبن الدار بمعيار «النفار» الذي يكاد يقترب من تفجير أوداجه من النفخ وحين ينتهي يفطن أنه ظفر بالريح. عاد فاخر من العمرة وحين هم بافتحاص رصيده فوجئ بحصار أصفار ضربه توقيع مغلوط لحنات بوحي من أوزال العراب الخفي داخل الرجاء، ليتأكد إبن الدار أن الرصيد الأكبر الذي ظفر به هو رصيد الكرامة حين انتصر لقناعاته وترك للسملالي إعطاء تفسير الرجولة لمريدي الخضراء المرابضين أمام مبنى البريزيدون؟ مدرب مغربي يفوز بالدرع يحصد الريح ومدرب خواجة يخربها فيودع مكرما غانما، والخبر اليقين عند فخر الدين وفاخر وقبلهم مديح الذي ودعته الجامعة بعد العودة من أثينا ببرقية بلون أصفر و«تامبر» بدرهم ونصف قبل أن يوصل العسكر للنهاية ويترك كعكة الكأس لغيره يحلي بها؟ إنتظر جمهور المكانة «فلاي الإتحاد الإماراتية» على قمصان الرجاء ومعها المليار الموعود، وتفعيل شراكة أتلتيكو مدريد ونادي الستة الكبار، فاستفاقوا على توقيع «طيران الإمارات» مع ريال مدريد ب 140 مليار وعلى أن المليار الحقيقي هو الذي تركه غلام وتبخر كما تبخرت حلوى نجدي وملايين المقاصة ليصاب صندوق الرجاء بالقحط والإصفرار وهو الذي يحمل لونا أخضر، فرفض الأتلتيكو شراكة فريق طلقه بالثلاثة في طنجة وملعبها الجديد؟ اليوم حنات مغلوب على أمره يبقى أم يرحل؟ تائه بين الصمود وانتظار أخبار اليمن ودمشق وطرابلس واللؤلؤة الزرقاء بالبحرين وجديد صمود الرعيل الذي جايله ومدى قدرتهم على تجاوز جرأة الثوار؟حنات لا يتردد في تقديم شهادة براءة منتصف الليل في حق من مسحوا «عجلات» فريقه فكان مصيره الكليساج عند أقرب منعرج؟ يدرك حنات أكثر من غيره أن إرادة تحنيطه أكبر من كل صمود ممكن، وأن الحكماء الذين يحمون ظهره في مكتبه ويطالبونه بالبقاء صباحا، يشربون شاي الصويري مساء مع مناوئيه لكتابة لافتات «ديكاج» التي تنتشر أمام فيلته، ولو تمعن في سقوط بعض الحكام العرب لأيقن أن أكثرهم أسقطته «خوية» الحواريين والحاشية قبل ضغط الثوار.. رسالتي لرئيس الرجاء هي كالتالي: «الحاج حنات أنت تقود فريقا مرجعيا وهرما إسمه الرجاء ولقبه «صوت الشعب» فلا تأخذك حلاوة الكرسي وتستبد بك وساوسه فتنسى أهم درس يمكن أن تتركه للتاريخ وهو: الديموقراطية التي تعني إرادة الشعب ياريّّّّس، إفعل هذا قبل أن يستجيب القدر وإن لم تفهم فاقرأ ما قاله الشابي وعكسته ثورة الياسمين».. باسم صوت الديمقراطية أو ضوت الشعب الرسالة وصلت، هذا إن لم يصح صوت الضمير؟