الرجاء والجزيرة فوض المكتب المسير للرجاء البيضاوي في آخر اجتماعاته لرئيس اللجنة القانونية المحامي سيبوب، تدبير ملف النزاع القائم بين الرجاء ومعلق قناة الجزيرة الرياضية الزميل جواد بادة، وقال بلاغ للنادي إن المكتب المسير قرر رفع شكاية تظلم إلى مدير القناة القطرية، وشكاية مماثلة إلى الهيئة «العليا» للإتصال السمعي البصري، رغم أن هذه الهاكا لا تملك وصاية على برامج الفضائيات العربية، كما لم يستبعد مسيرو الرجاء إمكانية اللجوء إلى القضاء. يجمع الرجاويون الذين تتبعوا مباراة الرجاء البيضاوي ضد إنيمبا النيجيري على قناة الجزيرة الرياضية، على أن المعلق المغربي جواد أبدى جودا وكرما في تلميع صورة امحمد فاخر المدرب غير المأسوف عليه من طرف الرجاويين، وأن زميلنا استغل هزيمة الفريق المغربي لينصب نفسه ثائرا ضد الأوضاع داعيا إلى إسقاط النظام الحاكم للرجاء، محرضا على ثورة خضراء ضد اللاعبين والمدرب والمسيرين، ضدا على ضوابط مهنة التعليق التي تفرض على المعلق الإهتمام بما يحصل على رقعة المستطيل الأخضر الذي كان مكسوا بالطين في تلك الظهيرة الرمضانية. قبل انطلاق مباراة الرجاء وإنيمبا تقدم نحوي شخص بملامح عربية يدعى هاشم سيدي سالم، قدم نفسه كمراسل لقناة الجزيرة في دول تحت الصحراء، وتبين من خلال حواري معه أنه من جنسية موريتانية، طلب الرجل مجموعة من المعلومات حول مقام الرجاء في مدينة أبا، وتساءل عن إمكانية إجراء حوار قصير مع مسؤول مغربي بعد انتهاء المباراة، أحلته على رئيس الوفد الذي قال له بأن المطلب مرهون بنتيجة المباراة وانصرف. إستهل موفد الجزيرة مراسلته بالتهكم على إجابة المسؤول الرجاوي، وقال إن الرجاويين لا يتحدثون إلا إذا انتصروا، علما أن التصريحات التلفزيونية ذات طابع اختياري، ولم يشر إلى معاناة البعثة المغربية في مدينة لا تتوفر على الحد الأدنى من شروط الحياة. لكن يبدو أن بادة تضامن مع زميله فشن هجوما على الرجاء أشرس من هجمات إنيمبا، وخرج عن خط الملعب ليقدم عرضا يذكر بمداخلات أشد المعارضين في الجموع العامة، مع فرق صغير هو غياب التصفيق الذي يرافق عادة مثل هذه الإنتقادات، ورفع في وجه المدرب الحالي أكثر من إنذار، بل وتدخل في اختياراته التقنية في تطاول غريب على الإختصاصات. ولأن قناة الجزيرة هي صاحبة النقل الحصري للمباراة، فقد نفذ الخطاب التحريضي للجزيرة إلى دواخل الرجاويين، الذين تلقوا إشارات التحريض الرسمي وخرجوا في مظاهرة لم تكمل القناة القطرية «حسنتها» وترسل موفدا عنها لتغطية الحدث، وهي التي تملك خبرة واسعة في إسقاط القيادات، كما أنها لم تعبر عن استعدادها لتلقي صور التظاهرة التي تلتقطها كاميرات الهواتف النقالة، ولم تنجز برامج حول الثورة الخضراء. كان فخر الدين مدرب الوداد السابق ومحلل قناة الرياضية أرحم بالرجاء من معلق القناة، رغم أن هامش الحرية أوسع للمحلل، فقد وضع لفريخ أزمة الرجاء في سياقها ولم يغسل وجه فاخر أو يلمع صورته المخدوشة بعد أن ترك جمل الرجاء بما حمل وراح يبحث عن مال في آبار النفط الخليجية، قال فخر الدين إن الرجاء مجرد كيان يعيش حالة زكام وليس مريضا بالسرطان، ولم يلجأ إلى أسلوب جواد في تبييض الأقوال. أكدت التحقيقات الأولية التي باشرها بعض الرجاويين أن إعلاميا مغربيا قد توسط لفاخر لدى بادة، والتمس منه إجراء عملية تجميل إعلامية للمدرب الفار من معسكر أكادير، وقال المحققون إن لهم أدلة على وجود أيادي خفية غيرت موقف المعلق المغربي وحولته من عاشق للرجاء إلى ناقم عنها، فالرجل الذي ظل في مباراة الفتح والصفاقسي يستشهد بأقوال إيلترا إيغلز لم يصمد طويلا أمام جاذبية ملتمس الصفح. نذكر جميعا تلك الرسالة الإحتجاجية التي بعث بها مسؤولو ريال مدريد يوما لقناة الجزيرة الرياضية ضد الصحفي الجزائري لخضر بالريش، ليس لخروجه على النص أو تلميع صورة مدرب أو خدشها، بل فقط لأن مدير مكتب القناة في مدريد حاول الدخول إلى أرضية ملعب سانتياغو برنابيو خلال مباراة الكلاسيكو مع برشلونة بالرغم من تحذيرات الأمن، والنتيجة توقيف لخضر بالريش من طرف إدارة القناة إلى أجل غير مسمى، معتبرة ما حصل خطأ مهنيا وتفادت بالتالي الخلاف مع أكبر الأندية الرياضية في العالم. سبق للوداد أن احتج على حسن الحريري والدفاع الجديدي على ولد شهيبة وحسنية أكادير على زهير الرامي والرجاء البيضاوي على الشراط والمغرب الفاسي على يسري المراكشي، لكن لا أحد من هؤلاء تحول من معلق إلى زعيم ثورة.