حْتِيتْ الرْوايْس إذا كان من السهل معرفة الأحوال النفسية للوداديين والرجاويين ونوعية التعامل بينهم على ضوء التطورات المتناقضة داخل القلعتين البيضاويتين، فإن من الصعب نعرف كيف يتصرف الرئيسان عبد السلام حنات وعبد الإله أكرم إذا ما إلتقيا أو تحدثا هاتفيا، لكن بالتأكيد يمكننا أن نتخيل حالتهما إذا تواجدا صدفة أو على موعد حول مائدة في شي زردة مجموعين فيها غير هوما، يعني غير الرؤساء ديال الفراقي.. فأكرم لن يكف عن تبادل الكلام والنكت مع مجالسيه ولن يكف عن الضحك لأقل الأسباب، فيما حنات غادي يكون مغوبش ومربّع يديه غير كيشوفيهم ساكت وكيخمّم. مالك أسي حنات ما كتهضر معانا ما كتضحك؟ واسي أكرم الله يهديك، واش كتضحك عليا؟ كيفاش بغيتيني نضحك وأنا ما عندي لا لعّابة لا مدرب، لا فلوس. وغير ضحك مولاها ربي، شوف دومو ما عندو والو في جيبو وكيتفركع بالضحك. أشنو؟ ما في جيبو والو؟ ما كتشوفش جيبو عامر بالمنخرطين. في حالة لا تحدث إلا في الأنظمة الشمولية، يصر الرئيس دومو على النشاط رغم كل القلاقل التي تهدد منصبه، ويصر التشبت بكرسيه رغم نضج كل أسباب التنحي وكأنه يعيد إنتاج ما صنعه الزعيم الليبي وهو يدعو الليبيين إلى الرقص والغناء بحالا الدنيا هانية ما واقع والو، ويقلّد الرئيس اليمني عبد الله صالح في مناورات أدّت الله يستر إلى إرساله إلى غرفة الإنعاش ثم إلى عمليات التجميل، فقد صرّح السي دومو جهارا بأنه غير مستعد للتنازل عن الرئاسة لفائدة الوصوليين والإنتهازيين وتجار المصالح، وهذا يعني ببساطة شيئا واحدا: إما أن الرئيس حكيم دومو هو الغرباوي الإستثنائي النزيه حاليا، وهو الوحيد لحد الساعة البعيد عن الوصولية والإنتهازية، وهاد القضية ما كتدخلش للعقل حيت ولاد الناس باقين، وإما أن السي دومو لا يمكن أن يصدق أن يترأس النادي القنيطري رئيس من خارج آل دومو، وهو بالتالي مستعد لتخوين كل منافسيه والتشهير بهم، وهاد القضية ممكن تكون بصح حيت ما فيها والو إيلا السي دومو مشى ف حالو يرتاح شوية باراكا عليه. فين غادي نمشي؟ أنا راه باقي صغير، شوفوا السي الحمامي اللي عطى العهد باش ما يتفرَقْش مع مّي المولودية حتى واحد فيهم يدّي لاخر للقبر. شوف، عندك الحمامي والعموري وماندوزا وكاع اللي في الدوزيام ديفيزيون ما عندنا فيهم غرض، كلهم مرفوع عليهم القلم هاد العام. ما يمكنش، أنا عارف بلي القلم مرفوع على ثلاثة: الدري الصغير حتى يبلغ والمْسطّي حتى يدير لعقل والناعس حتى يفيق... شكون هوما في هادو؟ وغير فكّر فيها مزيان، وتلقى الجواب. نافذة جيبو خاوي من الفلوس، ولايني عامر بالمنخرطين