لا تهولوا الأمور مع الزاكي.. حراسة الأسود في أمان الناخب الوطني يملك حاسة سادسة لن تخطئ التعامل مع حراس المرمى الإصابة حرمتني من مرافقة المنتخب المغربي لتونس وأملي كبير بالتعويض تنظيف الأجواء وتصفية الخواطر سيقود الجيل الحالي للمجد القاري سعيد بأن أكتشف تجربة عصبة أبطال أوروبا أمام مهاجمين خرافيين عاش مع الزاكي تجارب فريدة من نوعها داخل الوداد، يومها رهن الزاكي مصيره بالفريق بين إقرار مبدأ المداورة بين فكروش ولمياغري أو الرحيل. الناخب الوطني الجديد هو أكثر العارفين بفكروش وأكثر المطلعين على قدراته وعلى قدرته على الصد والرد في الأوقات الحاسمة التي سيحتاجه فيها المنتخب المغربي. كريم فكروش المتألق هناك بعيدا، حيث لا أضواء ولا متابعة في بطولة قبرصية قدمته على أنه فارسها الأول بامتياز، بعد أن نجح في قيادة ليماسول للصدارة والإقتراب من اللقب والحضور بأمجد كأس أوروبية عصبة الأبطال. في الحوار التالي يستعرض فكروش جانبا من جوانب العودة للعرين وتقييمه لترسيم الزاكي ناخبا وطنيا وقراءاته لحظوظ الأسود بالكان وكيف يقرأ مستقبلهم أمام منافسين سيحضرون بعتادهم الثقيل للعودة بالتاج من العاصمة. تابعوا ما سيبوح به المتألق فكروش في الحوار التالي: المنتخب: توقع على موسم كبير لعله الأفضل بمسارك الإحترافي، وأنت تقترب من التتويج بلقب البطولة القبرصية، هل هي إشارة على رفع أسهم العودة للمنتخب الوطني؟ كريم فكروش: فعلا وبداية لا يسعني إلا أن أكون سعيدا بالتقصي والمتابعة التي خصصتموها لي، وذلك لشعوري بقليل من الغبن بفعل عدم مواكبة ما أقدمه ويقدمه غيري من ببطولات من هذا التصنيف. البطولة القبرصية تطورت والدليل المستويات الكبيرة لمنتخب قبرص والذي لم يعد منتخبا صغيرا يسهل تجاوزه بأوروبا كما كان الشأن بالسابق. سعيد جدا ومرتاح لحصيلة ما وقعت عليه هذا الموسم وسعادتي أكبر باقترابنا من التتويج والذي سيكون إنجازا كبيرا بكل المقاييس. المنتخب: كم هي نسبة مساهمة فكروش مع ليماسول ليصبح زعيما للبطولة القبرصية؟ كريم فكروش: ليس من عادتي أن أصدر أحكاما على ما أقوم به من عمل، الأمر مرتبط بخبراء وتقنيين هم أصحاب الإختصاص والمؤهلون لإصدار هذا النوع من الأحكام. بالنسبة لي الأمور واضحة وثقتي كبيرة بما قدمته وبما وقعت عليه هذا الموسم، والدليل خوضي ل 31 مباراة رفقة الفريق وهو رقم قياسي داخل النادي ويعكس الثقة والتنافسية والإنتظام بالأداء والحمد لله كل هذا لا يزيدني إلا إصرارا على تقديم الأفضل والمواصلة بنفس الإيقاع. المنتخب: هل حسمتم مسألة اللقب؟ كريم فكروش: نحتاج ل 3 نقاط وبعدها تصبح الأمور محسومة، حيث يلاحقنا فريق أبولو الشهير الذي أحرج أولمبيك ليون بعصبة أبطال أوروبا وكان مميزا بدور المجموعات الموسم المنصرم. رهان التتويج سيتيح أمامي على وجه الخصوص تحقيق أمنية غالية قد تشكل منعطفا في مساري كحارس للمرمى. المنتخب: ما الذي يمكن أن يغيره تتويجك مع الفريق لهذا الحد؟ كريم فكروش: إنها المشاركة المباشرة في عصبة الأبطال الأوروبية، ومبدئيا ضمنا المشاركة حتى ولو احتل الفريق الصف الثاني. أن تواجه مهاجمين خرافيين من كوكب آخر(إبراهيموفيش ورونالدو وميسي وسواريز) هذا أقصى ما قد يتمناه حارس المرمى لتقييم مستواه وإختبار قدراته، والحمد لله بلغت هذا السقف من الطموح وهو إنجاز كبير بحد ذاته ويعكس المستوى الذي سأمارس فيه الموسم القادم إن شاء الله. المنتخب: هل تعتقد كريم أن دورك الموفق رفقة ليماسول هو من فتح لك الباب العودة للفريق الوطني، أم هو الفراغ وغياب حراس كبار بالساحة؟ كريم فكروش: منذ تواجدي بالبطولة المغربية وأنا أسمع مثل هذا الكلام المحبط والذي لن يخدم بأي شكل من الأشكال حراسة مرمى المنتخب المغربي. الترويج واستهلاك أسطوانة ضعف الحراس لا أتفق معها، يكفي أن الحارس المغربي متى سنحت له الفرصة للعب بأوروبا أو غيرها يتألق ويكشف عن مهارته. لذلك أنا صارم في هذه الناحية وحريص على أن التألق والإنتظام في المستوى هو من يقود الفريق الوطني وليس الضعف أو شيء آخر. المنتخب: أنت عشت تجربة فريدة من نوعها داخل الوداد وهي المداورة مع لمياغري، واليوم الزاكي يعود للأسود وأنت في طليعة من يضعهم أمام اهتماماته للفترة القادمة، كيف تلقيت خبر تعيينه مدربا للفريق الوطني؟ كريم فكروش: سأكشف لك سرا ليس لأن الزاكي تم تعيينه أو أنه قد يمنحني شرف حراسة المنتخب المغربي حارسا أول، لا.. هي شهادة صدق في حق الزاكي الذي له خصال المدرب المحترم والكبير والمدرب الجدير بتحمل مسؤولية تدريب منتخب بلاده. لقد سررت وكنت سعيدا جدا وأنا أتابع تعيين الزاكي بهذا المنصب الذي يستحقه أيما استحقاق. المنتخب: تعايشت مع الزاكي بالوداد وتعرفه بشكل دقيق، كيف تتوقع اشتغاله داخل المنتخب المغربي؟ كريم فكروش: بالعودة لما يتم الترويج له بخصوص ضعف حراس البطولة أو غيرها، فأعتقد أنه يجب غلق هذا الملف نهائيا، والزاكي كمدرب وحارس كبير سابقا من الممكن أن يخطئ على مستوى مركز أو مركزين، حراسة المرمى لا أعتقد وهو بحاسته السادسة سيتجاوز هذا الأمر كما أنه امتياز بالنسبة له عمن سبقه. الزاكي سيعيد تصحيح الكثير من الأمور وأنا أحلم بتدارك ما ضاع مني معه. المنتخب: ما الذي تقصده؟ كريم فكروش: قليلون هم من يذكر على أنني رافقت الزاكي في كل المباريات الإعدادية التي سبقت الكان التاريخي بتونس 2004، قبل أن أصاب وأتغيب عن الدورة. صحيح يومها شعرت بحسرة كبيرة لكوني كنت بقمة مستواي، لكني مصر إن شاء الله على التعويض هذه المرة والتعويض سيكون رائعا لأن الكان سيقام بالمغرب. المنتخب: هل تعتقد أننا نملك مواصفات المنتخب القادر على التتويج باللقب القاري كريم؟ كريم فكروش: صدقني لا أعتقد أن منتخبات كثيرة بإفريقيا تملك الأسطول الرائع والمميز من اللاعبين المحترفين مثل الذين يملكهم المنتخب المغربي. إنه جيل موهوب وجيل أكثر من مميز قادر على البلاء الحسن وعلى تقديم أشياء جميلة، ولقد إستبشرت خيرا بتعيين الزاكي، وأعتقد أن تنظيف الأجواء وتصفية الخواطر هو ما ينقصنا وبعدها سنكون إن شاء الله في الموعد لأن التتويج قادر على قلب الكثير من المعطيات. المنتخب: مثل ماذا؟ كريم فكروش: مثل إعادة ربط جسور الثقة مع الجمهور المغربي والعودة للريادة القارية واستعادة الكبرياء الذي سينعش البطولة الإحترافية وسيجعل المنتخب المغربي أكثر إرادة على التأهل للمونديال. ثقتي كبيرة في كون الكان منعرج كبير في تاريخ الكرة المغربية وعلينا استثماره على نحو رائع. المنتخب: تتابع من دون شك البطولة الإحترافية، ألا يراودكم الحنين للعودة لها، وكيف تساير نتائج الماص والوداد؟ كريم فكروش: بكل صدق وضع الفريقين العزيزين على قلبي يثير بداخلي أشياء كثيرة وحزا شديدا، لا الوداد ولا المغرب الفاسي يستحقان الأوضاع التي يعيشانها حاليا. أتمنى أن يتجاوزا معا هذه الإكراهات التي صادفتهما وأن يستعيدا توهجهما سريعا.. أما باقي المباريات فأحرص متى سنحت لي الفرصة على مواكبتها، وأعتقد أنه حدثت طفرة في بعض الأمور، أما المستوى فهو نفسه كما تركته.. لا أفكر حاليا بالعودة لأنني محترف ومحترم لعقدي مع فريقي. المنتخب: وما هي طبيعة العقد؟ كريم فكروش: إنه عقد يمتد لسنة قادمة، ومسؤولو ليماسول الذين يخصونني بتقدير وعطف كبيرين يلحان علي للتجديد قبل نهاية العقد وأنا أعترض على مناقشة الأمر لغاية بلوغ التاريخ المتفق عليه في انتظار معرفة المستجدات. من السابق لأوانه الحديث عن مستقبلي وتركيزي الحالي هو على مساعدته للفوز باللقب المنتخب: يبدو أنك إرتحت للتجارب بهذه البلدان، من اليونان لقبرص هو عكس لنفس العملة؟ كريم فكروش: الكرة هنا تتطور يوما بعد يوم والإحتراف هو المسيطر، إحتراف العقليات والتعامل على أعلى مستوى، لقد وجدت راحتي وهو ما يترجمه أدائي داخل الميدان. لقد توفقت في تجربتي لموسمين رفقة جيانينا باليونان، وقدمت مستويات كبيرة للغاية، لقيت استحسانا من الجميع ومع ليماسول الأمر ذاته وهو ما يشعرني بالإرتياح والإستقرار رفقة أسرتي. المنتخب: هل إندمجت الأسرة بالحياة القبرصية؟ كريم فكروش: بطبيعة الحال ولا يجب أن نغفل أن اليونان وقبرص من أشد الأماكن سحرا على مستوى العالم واستقطابا للسياحة. رفقة زوجتي ونجلي آدم لا نشعر بأي نوع من الإغتراب والجميع يحفنا بالتقدير والود ولا يوجد ما يدعونا للتذمر. المنتخب: في الختام، هل يشعر كريم بالإنصاف حاليا؟ كريم فكروش: الحمد لله وأنا من النوع القنوع والذي يبدي دائما رضاه بالقدر خيره وشره، الحمد لله لم أبد تذمرا في أي وقت من الأوقات ودائما كنت حريصا على تقديم مستويات كبيرة وترك مجال الإختيار متاحا أمام الناخب الوطني. أتمنى أن أوفق في المشاركة مع منتخب بلدي بالكأس القارية القادمة وأتمنى أن نبقي على الكأس بالمغرب، وصدقني فحب الجماهير المغربية للزاكي وتوفر الأخير على مقومات المدرب الناجح بجانب الجيل الرائع من المحترفين، أشياء تجعلني أكثر ثقة على أننا سنحقق إنجازا مميزا ورائعا إن شاء الله يعيد الإعتبار للكرة المغربية.