(أ ف ب) - بنى رئيس نادي بايرن ميونيخ بطل ومتصدر الدوري الالماني لكرة القدم, اولي هونيس الذي حكم عليه بالسجن 3 سنوات ونصف السنة بسبب التهرب من الضرائب, لنفسه صورة "السيد المستقيم" على رأس احد اكبر الاندية الاوروبية قبل ان يجد نفسه في قلب فضيحة عارمة. ويعد هونيس (62 عاما) احد اهم شخصيات كرة القدم منذ 40 عاما كلاعب ورئيس ناد على حد سواء, ويعرف لدى الجمهور بمزاجه العكر, ويواجه كاميرات التلفزيون بوجه محمر من الغضب بعد تصريحات في غير مكانها. ومن سخرية القدر, انه شجب في واحدة من اطلالاته الاخيرة على احدى محطات التلفزيون, المشروع الذي تقدم به اليسار الراديكالي لفرض ضرائب على المداخيل الكبيرة, وقال في هذا الصدد "الاغنياء يذهبون الى النمسا وسويسرا ولم يقتطع اي شيء" من اموالهم. ويجد اولي هونيس اليوم نفسه في قلب احدى اكبر فضائح الرياضة الالمانية وحكم عليه لانه تهرب من دفع الضرائب على اكثر من 27 مليون يورو من خلال عدم الاعلان عن العائدات التي يحصل عليها من البورصات السويسرية. ورأت مجلة در شبيغل الاسبوعية انه في بلد كرة القدم الاهم في العالم, اثارت القضية كثيرا من الضجيج لانها طالت "شخصا يعد مثالا ونموذجا لالمانيا بأكملها". وبقي هونيس, وهو ابن جزار من جنوبالمانيا والذي استقبلته المستشارة انغيلا ميركل على العشاء, مديرا تنفيذيا للنادي البافاري على مدى 30 عاما قبل ان يصبح رئيسا لمجلس الاشراف, واصبح يقود بيد معلم خبيرة اكثر الاندية الالمانية احرازا للالقاب. وعمل هونيس من بايرن ميونيخ احد الاندية الاكثر ازدهارا في العالم برقم اعمال قياسي بلغ 9ر393 مليون يورو في موسم 2012-2013. وحقق بايرن ميونيخ المصنف بين كبار اندية اوروبا, في عام 2013 --عندما كان هونيس في عين العاصفة--, ثلاثية تاريخية باحرازه الدوري والكأس المحليين ودوري ابطال اوروبا, وانجز الخماسية باحرازه لاحقا الكأس السوبر الاوروبية وكأس العالم للاندية. ومن بين "المكاسب الكبيرة" التي حققها هونيس في مسيرته كمدير للنادي كان ضم الفرنسي فرانك ريبيري في عام 2007. وبفضل هونيس والته الحاسبة, اصبح بايرن ميونيخ نموذجا اقتصاديا لاندية اخرى وقعت في ايدي اصحاب المليارات الروس او مشايخ الخليج او احيانا مكبلة بالديون, واستطاع ان يفرض نفسه على الساحة الاوروبية دون ان يلحق بها الدمار وامتلأت صناديقه بالمال. ورغم ابتعاد بايرن ميونيخ سنوات ضوئية عن ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين الغارقين في الديون حتى القعر, كانت فلسفة هونيس تقتصر على عدم تحمل نفقات اكثر من الارباح. وطبق هونيس هذا المبدأ على مشروعه الخاص والمثمر لصناعة السجق في نورمبرغ (جنوب شرق المانيا) والذي انطلق من لا شيء ليصبح المورد الاول للعملاق ماكدونالدز بحدود 10 الاف طن في العام من السجق مع الكاري. ونجاح هونيس كرجل اعمال لم يمنعه من دعم "سري" لبعض المنظمات الخيرية, فهو يشارك في اعياد ميلاد اندية المشجعين ويساعد سرا لاعب في ضائقة ويهب لمساعدة اندية في اوضاع صعبة على غرار ما فعل مع الغريم بوروسيا دورتموند عندما كان على شفير الافلاس عام 2005. ويحفل سجل هونيس الشخصي كلاعب بالعديد من الالقاب عندما دافع عن الوان بايرن ميونيخ بين 1970 و1979 (3 القاب في الدوري المحلي ومثلها في دوري ابطال اوروبا او كأس الاندية الاوروبية سابقا), فضلا عن احراز كأس العالم مع منتخب بلاده عام 1974 وكأس اوروبا عام 1972 قبل ان يعتزل وهو في السابعة والعشرين بعد اصابة شديدة في الركبة. وغالبا ما يقدم هونيس, الناجي الوحيد من حادث طائرة سياحية عام ,1982 نفسه على انه الداعم الاول لنادي بايرن ميونيخ, ويقول "النادي هو انجاز حياتي. انه خلجات قلبي وسيبقى دائما كذلك". ورغم خيباته, قدم المساهمون في النادي وقادته وانصاره دعما غير محدود لهونيس الذي صفق له الجميع خلال انعقاد الجمعية العمومية في نوفمبر, ورددوا "اولي هونيس, انت الافضل.." فاجهش بالبكاء واقسم "ساخدم هذا النادي حتى اخر نفس في حياتي".