كيف تحول لماكينة استهلكت 20 مدربا على عهد أكرم؟ كعادة كل موسم حيث أصبح التخبط التقني هو القاعدة والإستقرار وإنهاء الموسم بربان واحد هو الإستثناء، الوداد في قلب العاصفة من جديد والفرسان الحمر يدخلون من جديد نفق الأزمة التقنية، حيث ودع طاليب مكرها وسط الموسم، وليضيف رقما للأرقام القياسية للرئيس أكرم على مستوى تعاقداته مع المدربين. أجانب كثر ومدربون مغاربة أشكال وأنواع كلهم عاشوا نفس المصير وكلهم خرجوا من الباب الضيق كلما ساءت النتائج دون أن يساءل من يجلبهم ومن يتعاقد معهم. في المتابعة التالية رصد لفتوحات الوداد على مستوى التعاقدات مع مدربين لم يحققوا للفريق ألقابا وغنموا ملايين ورحلوا بكل تداعيات الهزات التقنية التي خلفوها وراء ظهرهم. لله ذرك يا وداد هذا هو لسان حال جماهير القلعة الحمراء وعشاق هذا الفريق الكبير والذين لم يجدوا بعد تفسيرا لكل الصراعات والهزات العنيفة التي توالت على الفريق طيلة السنوات الأخيرة والتي جعلت من هذا الصرح الكروي عنوانا للأزمة بدل أن يكون متصدرا لواجهة الأحداث بالألقاب. لم يسبق وأن تعايش الوداد مع واقع بئيس على مستوى حصيلة الألقاب كما لم يسبق له و ان تجرع مرارة الخيبة كما تجرعها خلال آخر المواسم حيث الحروب الخفية و المعلنة و الوئام عملة غائبة داخل بيت الفريق. تعددت الأسباب و المصدر واحد وهو انتقاد أداء المكتب المسير و المطالبة برحيله حيث جابت كلمة» ارحل» العالم عساها تجد أذنا لاقطة تلبي النداء و تستجيب لنبض جماهير تفننت في الدعم و لم يقابل سخاؤها بالألقاب. طاليب آخر الضحايا كان متوقعا حتى و التصريحات الناعمة و الوعود الوردية التي لم يكن يصدقها العارفون بخبايا البيت الودادي، كما لم يكن يصدقها من لهم دراية واسعة بأصول اللعبة، أن ينتهي مصير طاليب قبل أن تسدل البطولة الإحترافية ستارتها النهائية في مشهد أصبح اعتياديا داخل الفريق. إحصاءات مهولة وأرقام ناطقة تشهد على معضلة إسمها إسهال الإقالات وإسهال تصريف المدربين على الجانب والداعي لكل هذا هو مسح آثام النتائج السلبية في جلبابهم. طاليب هو آخر المقالين والمسرحين وليس آخرهم بطبيعة الحال، رحل بعد أن فاض به الكيل وبعد أن مورس عليه بريسينغ ضاغط حتى وطاسيلي يقدم وعودا على أن المدرب لن يتم المساس به ما دام متواجدا بحضرة هذا الفريق. عرف أم عادة؟ ما عاشه طاليب هو المصير ذاته وهو المصير والنهاية التي جربها قبله مدربون كثر مغاربة وأجانب، وكل مرة كان التبرير واحد وهو ضعف الحصيلة وضعف الأداء التقني للفريق. تكلمت وقائع خلال بداية الموسم على أن المدرب لن يشتغل في أريحية وهدوء، والسبب هو ما تسرب عن كون الدورات الأربعة الأولى ستكون حاسمة في تقرير مصيره قبل أن تسعفه البداية ويتم نفي الخبر. ما حدث كان هو النار التي تعكس خيط الدخان المنبعث من بعيد، وهو أن المدرب غير محمي وسيعيش ما عاشه قبله رفاق المهنة حتى صارت إقالة مدربي الوداد عرفا ترسخ ليصبح عادة وواقعا يرسخ لقاعدة وغيرها هو الإستثناء. أن يجرب أكرم وصفات أكثر من 16 مدربا على امتداد ولايته التي تنتهي الصيف القادم، فهذا معناه أن خللا كبيرا في منظومة التعاقد وليس في قيمة الأسماء المتعاقد معها. من الظالم ومن المظلوم؟ في معادلة استهلاك مدربي الفريق الودادي وبالشكل الكبير التي تقدمه وقائع ولاية الرئيس الحالي، ما يدعو حقيقة لربط الأسباب بالمسببات، حيث ظل الفريق مرجعا وفريقا كبيرا بنتائجه وطريقة تدبيره على مر التاريخ. صحيح أن الرئيس الحالي عبد الإله أكرم كان سباقا في فترة من الفترات لمنح اللاعبين والمدربين شروطا أفضل للإشتغال على مستوى العقود والحوافز، لكن أن تقدم القراءات كل هذا الكم الهائل من مدربين ومن جنسيات مختلفة وبرصيد خبرة مختلف أيضا، وكلهم أحيلوا على الرفوف والهامش، فهذا يعكس شيئا واحدا وهو أن هناك طرف مظلوم في المعادلة؟ في البطولات الإحترافية الحقيقية وداخل الأندية التي يحكمها برلمان المنخرطين في الجموع العامة الحقيقية، جرت العادة أن تكون هناك محاسبة بربط المسؤولية وهو ما لم يترجمه الوداد على أرض الواقع للأسف حين جنحت به رياح التعاقدات الفاشلة مع مدربين لم يطابقوا مرجعية وهوية النادي. العالمية في مهب الريح السبب الذي يقف وراء هذه الضجة والعاصفة التي أطاحت بطاليب، هو حجم التعبئة وعودة محاربي وصقور الفريق من مسيرين قدامى ووجوه ظلت بعيدة كل البعد عن المشهد، لغاية تتويج الرجاء بوصافة المونديال. السعي نحو التتويج بلقب كأس العالم للأتدية والرهان في الحضور بالرباط وأكادير نهاية السنة الحالية والإحساس على أن الحلم بدأ يهرب بالخسارة من الحسنية والتعادل بالقنيطرة، كان كافيا ليقدم للجماهير الثائرة والغاضبة كبش فداء وهو المدرب طاليب وهو ما ظل قاعدة وعادة تدمنها كل فرق البطولة وليس الوداد. داخل البطولة الإحترافية، حين يفشل الفريق فإن الخلل موجود باللاعبين أو المدرب وليس بالمسير الذي حول الفريق لمحمية من محمياته. وإن كان هناك من مسؤول على ضم هذا اللاعب وذاك المدرب فهو المسير الذي لا يرتقي بعد لخانة تقبل الإنتقاد والإنصياع للإرادة الجامعية التي تطالبه بالتنحي خدمة لمصالح الفريق الذي يتحول من حاميه لمهلكه. متابعة: منعم بلمقدم ------------------------------------------------ أبناء الوداد إطفائيون حرقتهم نار الإقالة لم يسلم أبناء الوداد البيضاوي الذين ظل الفريق يستنجد بهم على فترات متقطعة لإصلاح ما يمكن إصلاحه حين يخطئ المدربون المتعاقد معهم أو تسوء النتائج، من لهيب نار الإقالة وإحالتهم على الهامش سريعا بفعل أكثر من فاعل. جيلال فاضل وفخر الدين رجحي ورشيد الداوي ومصطفى شهيد المعروف ب «الشريف» وحتى فؤاد الصحابي، هم وجه نفس العملة وأسماء شربت من نفس الكأس. تحمل الداوي زمام الأمور بديلا لكافالي وناب الصحابي عن دوس سانطوس وتقلد فاضل المهمة خلفا لدوكاسطل وعوض الشريف الزاكي في فترات كما عوضه فخر الدين. إختلفت صيغة الطلاق والمصير كان واحد وهو فك الإرتياط وإحالة كل هؤلاء للهامش كلما ساءت النتائج وفتش المكتب المسير عن كبش فداء للمرحلة. ----------------------- فينغادا أقصر المعمرين الأجانب سيذكر التاريخ واحدة من المهازل التعاقدية لفريق الوداد مع مدرب أجنبي، بعد أن استقدم أكرم ذات يوم البرتغالي نيلو فينغادا مدرب الزمالك والمنتخب الأردني ليقدمه على أنه صاحب مشروع إعادة الفريق لسابق التوهج. المثير في الأمر أن فينغادا غادر شهر واحد بعد توقيعه العقد والأكثر إثارة أنه استقدم شهر يونيو وغادر شهر يوليوز، ما يعني أن الطلاق معه تم حتى قبل أن يخوض مباراة واحدة بالبطولة. واحدة من الظواهر الغريبة في مسار خطب ود مدربين دون مطابقة سجلاتهم مع هوية الفريق. ---------------------- كرونولوجيا إقالات الأجانب لاديسلاس لوزانو ( فرنسي) ودع بمجرد انتخاب أكرم رئيسا. نليو فينغادا برتغالي (شهر واحد) من يونيو إلى يوليوز 2007 دون خوض مباراة واحدة. بيلامين ماركوف (بلغاري) من يوليوز لدجنبر 2007، إقالة بعد خسارة اتحاد الجزائر بدوري أبطال العرب. ميشيل كافالي ( فرنسي) من دجنبر 2007 لفبراير 2008 إقالة بعد مسلسل كارثي بالبطولة وثاني مدرب يقال بعد شهرين من تنصيبه بعد فينغادا. أوسكار فيلوني (أرجنتيني) من مارس إلى يونيو 2008 طلاق بعد تضييع نهائي دوري أبطال العرب أمام وفاق سطيفالجزائري. دوس سانطوس(برازيلي) 3 أشهر من يونيو إلى أكتوبر 2010 وطلاق ودي بعد تبادل الهدايا دون تقديم المبررات (نتائج مقبولة بالبطولة). دييغو كارزيطو (إيطالي - فرنسي) 3 أشهر من أكتوبر 2010 إلى يناير 2011، طلاق بسبب خلافات قوية ونتائج متواضعة وتصريحات متبادلة. ميشيل دوكاسطل (سويسري) ستة أشهر من يوليوز 2011 إلى دجنبر 2012، والطلاق بعد تضييع نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي. بينيطو فلورو (إسباني) 9 أشهر من يناير 2012 إلى أكتوبر 2012 والطلاق بعد صمود كبير للإسباني ما تزال فصول نزاعه وصراعاته معروضة على أنظار الفيفا. ----------------------- الصحابي دخل التاريخ بمباراة واحدة يحمل فؤاد الصحابي في نهج سيرته ما يؤكد ويعرف أنه سبق له تدريب فريق الوداد البيضاوي، وهو فعلا ما تم بعد أن تقلد الإطار الوطني مهمة قيادة الفريق في مباراة واحدة أمام أولمبيك آسفي سنة 2008 واستطاع الفوز في هذه المباراة بهدف نظيف بعد أن عوض دوسانطوس. الصحابي تلقى يومها وعودا بتدريب الفريق رسميا قبل أن يتذكر أكرم عاداته ويجلب سيء الذكر كارزيطو الذي عوضه ولم يطل مقامه داخل الفريق الأحمر. -------------------- فلورو يطالب ب 350 مليون عدم تقدير فريق الوداد في شخص مكتبه المسير لآثار تعاقداته الكثيرة مع المدربين الأجانب كان لا بد لها وأن تثمر في نهاية المطاف خطا على مستوى التقدير أو نزاعا يصعب الخروج من ورطته. هذا ما حدث فعليا مع المدرب الإسباني فلورو والذي ما يزال متشبثا من هناك من كندا، حيث يشتغل بحقوقه كاملة وما تبقى في تعاقده الذي يكفل له إجمالي تعويض في حدود 350 مليون سنتيم (كان يتقاضى 34 مليون سنتيم شهريا). وبجانب فلورو مساعده ومترجمه ما يزال مصرا على نيل حقوقه في وقت يطالب الوداد المدرب الإسباني بأداء 340 مليون لخزينة الفريق جراء ما أسماه مكتب أكرم الإخلال ببنود التعاقد. --------------------- الديربي أكثر ما يسقط الرؤوس عبر العالم تمثل هذه المحطة الكروية وجعا برأس المدربين، ومطرقة تهوي عليهم في حال أخفقوا بالنظر لحساسية الموعد ولامتدادات تأثيره على محيط الأنصار والمنخرطين. البلغاري ماركوف خرج من الباب الخلفي للوداد سنة 2007 بعد خسارته للديربي أمام الرجاء بهدفين نظيفين ولم يسعفه الإنتصار بديربي الكأس في ربع النهاية، والزاكي بادو ودع كرسي بدلاء الفريق الأحمر 4 جولات قبل الختم، والسبب ليس سوى الديربي الذي خسره وخمن أنه بخسارته ضاع اللقب قبل أن يعوضه فخر الدين وينال كعكة البطولة التي اشتغل عليها الزاكي طويلا. --------------------- المدربون الذين إستقدمهم أكرم عددهم قارب 20 مدربا باحتساب الحالات التي كان يغادر من خلالها المدرب قبل عودته وهو ما تكرر مع الثلاثي (الزاكي وفخر الدين والشريف). إجمالي من تعاقبوا على تدريب الوداد وفيهم 8 أجانب شمل أيضا الإحصاء الأطر الوطنية وكانوا بحسب العرض التالي (لوزانو - فينغادا - كافالي - الداودي - كارزيطو - فيلوني - الزاكي بادو - الداودي - فخر الدين - دوس سانطوس - الصحابي - كارزيطو - فخر الدين - دوكاسطل - جيلال فاضل - فلورو - الشريف - الزاكي - طاليب). ---------------------- الزاكي وفخر الدين: 3×3 يعتبر الزادي بادو أكثر المدربين سواء المغاربة أو الأجانب الذين عمروا داخل الوداد ليصل مجموع السنوات التي قضاها داخل الفريق متقطعة 3 سنوات، وهو ما يعني أنه المدرب المحظوظ من بين كل البقية التي اشتغلت مع أكرم والذي ظل يدمن التغييرات على السريع كلما داهمه مؤشر الضغط. الزاكي قاد الوداد بين 2008 و2010 وعاد إليه لينهي الموسم في فترة لاحقة ثم دربه في وسط موسم 20112012 لغاية يونيو 2013 وهو ما يجعله حالة إستثنائية على مستوى الذهاب والعودة. نفس القاسم يشاطره إياه فخر الدين رجحي الذي درب الوداد في مجموع الشهور التي تواجد فيها بمركب بنجلون ل 10 أشهر جاءت كلها متقطعة عبر 3 تجارب كلها كانت تحمل هذا المدرب في صورة فكاك الوحايل وآخرها إكماله موسم 20102011 لتنتهي حكايته مع أكرم والفريق خلال هذا التاريخ ويحلق بعيدا. ------------------- كارزيطو ولوزانو أكلا الغلة وسبا الملة مدربان رحلا عن الوداد، لكن بعد رحيلهما أطلقا العنان للسانهما لينتقدا أداء مكتب الفريق ويستعرضا في الكلام المباح الذي نال من سمعة الفريق الأحمر. مدربان أثبتا فشلهما بعيدا عن قلعة الوداد، ما يؤكد أن التعاقد معهما في الأصل كان خطئا كبيرا على مستوى التقدير وهو ما يترجم واقع انتداب مدربين دون جعلهم معنيين بالمطابقة لمرجعية فريق بقاعدة جماهيرية من حجم الفرسان الحمر. ولم تحقق المدرسة الفرنسية نتائج كبيرة رفقة الفرسان الحمر على الرغم من الإمتيازات وما يرصد لها من موارد هامة.
لقب وحيد في سنوات الإرتجال هذه هي الحصيلة التقنية لفريق كبير من حجم الوداد المكتفي بلقب وحيد ويتيم قاتل لبلوغه قبل 3 سنوات، على عهد الرئيس أكرم الذي جند موارد مالية كبيرة على مستوى التعاقدات وعلى مستوى رفع ميزانية النادي التي وصلت في فترة من الفترات 5 ملايير ونصف المليار من السنتيمات. لقب تحصل عليه الوداد رفقة إطارين وطنيين هما الزاكي بادو وفخر الدين رجحي الذي أكمل مغامرة اللقاءات الثلاثة المتبقية بنجاح وبخدمة من فريق الجيش الملكي الذي هزم الرجاء في لقاء تاريخي وفاصل. زاد متواضع يكشف ربما أن الخلل لم يكن تقنيا وإن كان ذلك فهناك أكثر من مسؤول عنه. ---------------------- المنخرطون يتوعدون بالجمع العام ساهم وضع طاليب وما يعيشه الفريق على المستوى التقني في تحريك منخرطي الفريق والذين أدوا فاتورة الإنخراط (مليونا سنتيم) ولم يتوصلوا بعد بالبطاقة التي تخولهم الحضور ببرلمان الفريق الصيف القادم وبمقدمتهم لاعبون ومدربون سبق لهم المرور من الفريق (الشريف والداودي). كل هؤلاء ينتظرون التأشير بالقبول على طلب إنخراطهم، حيث توعدوا بتحويل الجمع العام القادم للفريق لفضاء للمكاشفة وإماطة اللثام عن أصحاب المسؤولية بعد أن كانت الجموع العامة السابقة كلها تتغنى بإنجازات وهمية وتبارك باسم «كولوا العام زين».