إستفزازات بنشيخة حرب نفسية لن تضعف عزيمتنا بعنابة لن نلعب لأجل التعادل لأننا نملك آليات تحقيق فوز تاريخي ضغط الجمهور وحساسية الديربي تلزمنا بتركيز خاص جدا أول شيء سأفعله لو بلغنا ويمبلي هو حمل العلم المغربي ما قدمته وبنعطية غير قناعات خبراء الكالشيو إزاء اللاعب المغربي
بشخصيته القيادية والكاريزما التي اكتسبها بفضل سنواته الطويلة في عرين الأسود والتي أهلته ليصبح عميدا للجيل الحالي، وكذلك بفضل نجاحه دخول أجواء واحد من أكثر الدوريات والبطولات العالمية صرامة واحتراما وهو الكالشيو، كان لزاما استجواب الحسين خرجة قبل المباراة الواعدة والحاسمة نهاية الأسبوع الحالي بعنابة أمام المنتخب الجزائري لأنه مؤهلا أكثر من غيره لقراءة اللقاء بمنظار الدقة اعتبارا لما راكمه في سابق التجارب المماثلة. خرجة أكد أنه من الخطأ السقوط في فخ بنشيخة وتصريحاته الإستفزازية التي تكشف عن حجم الضغط الجاثم داخل معترك المنافس كما وصفه، رفض إطلاق وصف المصيري على لقاء لن تكون نتيجته النهائية حاسمة في مسار المؤهل «للكان» القادم.. عرج على حجم الفوران الذي سيكون عليه ملعب عنابة وكيفية امتصاصه، وقدم تصوره لشكل لقاء بحساسية مفرطة لن يلعب الأسود فيه لأجل التعادل.. خرجة يقدم هنا قراءته، وقبلها يستعرض كيف يعيش مغامرة جميلة في حضن بطل العالم أنتر ميلان وعبور فريقه للحاجز البافاري في عصبة الأبطال وحلم اللحاق بالملعب الأسطوري ويمبلي شهر ماي القادم من أجل الزعامة الأوروبية. المنتخب: ولو أن الحدث الكبير الذي يشد اهتمام كل المغاربة حاليا هو اللقاء الكبير أمام المنتخب الجزائري، إلا أني أفضل أن أبدأ معك بإنجاز التأهل لربع نهاية عصبة الأبطال الأوروبية، كيف عشت اللحظة وتفاصيلها؟ الحسين خرجة: صراحة، لقد كانت لحظة تاريخية وحدثا كبيرا في مسيرتي الكروية لأن بلوغ هذه المحطة المتقدمة في مسابقة بقيمة عصبة الأبطال ليست بالإنجاز السهل على الإطلاق.. الألمان وصحافتهم ولاعبيهم باعوا جلد الأنتر وقدموا تصريحات إستفزازية قبل مواجهتنا، وهو ما جعل الجميع يتعبأ للإطاحة بهم بملعبهم وهو ما حصل، لم ننم ليلتها والإحتفالات إستمرت بإيطاليا لأننا كنا ننظر لحاجز البايرن على أنه الفاصل بيننا وبين تحقيق حلم التواجد بويمبلي. المنتخب: نترك بقية الحديث عن هذا الموضوع لغاية نهاية الحوار، ونفتح صفحة لقاء عنابة، من موقعك كلاعب مجرب سبق وأن واجهت الجزائربصفاقس 2004 ، كيف تنظر للمواجهة؟ الحسين خرجة: أدرك جيدا أنها مباراة بخصوصيات مختلفة عن كل المواجهات التي خضناها في الفترة الأخيرة، وكي نلعب على المكشوف لأن الجمهور المغربي يعلم هذا جيدا، هي مباراة كروية لكن يتحكم فيها أكثر من قناع، وبوصفي عميدا للفريق الوطني وراكمت العديد من التجارب في صفوفه، بل خضت لقاءات بمثل هذه الحساسية، فإني سأعمل طيلة الأسبوع الحالي على إيصال هذه الرسالة للاعبين، خاصة الجدد على أمل التعاطي الحكيم مع لقاء عنابة، لأن نتيجته لها قيمتها ليس على مستوى النقاط المحصلة وإنما على مستقبل فريق شاب ومتجدد بدأ يجد طريقه نحو الخروج من مرحلة الشك التي عشناها جميعا.. المنتخب: تحدثت عن حساسية اللقاء ومعها مؤثرات جانبية قد تتحكم في السير العام له، ما رأيك في تصريحات المدرب بنشيخة الذي يكاد يجزم بفوز فريقه في لقاء الديربي؟ كيف تتعاطون من جهتكم كلاعبين مع مثل هذه الخطوات؟ الحسين خرجة: أعتقد أنها تصريحات تلزم بنشيخة وحده وتدخل ضمن حرب نفسية تقليدية في مثل هذه المواعيد ولن تنال من عزيمة لاعبي الفريق الوطني في شيء، بل على العكس أظن أنها ستكون السلاح الذي قد نهزم به المنتخب الجزائري لأن الإستفزازات غالبا ما تولد ردود فعل عكسية، وشخصيا عشت هذه التجربة أمام البايرن.. كان لي إتصال بعدد من اللاعبين خاصة المجربين قبل الحلول بالمغرب، وأول الأشياء التي يجب أن نتفق عليها هي التحلي برزانة كبيرة سواء اتجاه التصريحات التي ستأتي من محور الفريق المنافس وثانيا ضبط النفس داخل الملعب مما قد نعيشه من ضغط وتحرش إن من الجمهور أو اللاعبين.. المنتخب: تدرك إذن على أنكم ستكونون في ملعب بمواصفات استثنائية من حيث التشجيع والكم الحاضر، ألا يشكل هذا علامة فارقة في لقاء بهذه المواصفات؟ الحسين خرجة: لا أظن، ولو أني أدرك أنه لو تعاملنا بذكاء مع أول 15 دقيقة وتركنا الإعصار يمر فإنه من الممكن أن يشكل هذا الجمهور عبئا على المنتخب الجزائري.. لقد عشت تجارب مماثلة واللاعبون يمارسون على أعلى المستويات ولن يكون هناك تأثير كبير على المعنويات.. مسألة أخرى لا يجب أن تفوتني وهي أنه ومن الآن لا يجب أن نقدم المبررات مهما كانت النتيجة النهائية للقاء، لأن عامل الجمهور والملعب في الكرة الحديثة لم يعد ذو قيمة.. المنتخب: باعتبار الفريق الوطني متصدرا، وفي لقاء فوق صفيح أكثر من ساخن بملعب المنافس، ألا يمثل اللعب لأجل التعادل خيارا واردا في حساباتكم؟ الحسين خرجة: هي مغامرة غير مضمونة، وأنا أقول بأنها خارج تفكيرنا، وغيرتس برصيده الإحترافي الكبير لن يلجأ لهذا الخيار مهما كانت ضماناته كبيرة..صحيح أن التعادل قد يبقينا في الصدارة ويحفظ لنا حظوظنا لكننا لا ننظر للقاء بهذا الشكل، ننظر إليه على أنه هو الورقة التي ستؤكد نوايانا وإقلاعنا الذي راهنا عليه منذ فترة ولا نريد الدخول في نفق الشك مجددا، باختصار لن نلعب لأجل التعادل ونحن نملك مقومات وآليات تحقيق الإنتصار الذي سيكون تاريخيا بعنابة، واللاعبون المغاربة يدركون جيدا أن هذا الإغراء لا يجب التفريط فيه مهما كانت قوة المنافس ولا خصوصيات المباراة. المنتخب: من ملحمة تونس ومباراة صفاقس، بقيت أنت والشماخ بعد خروج حجي للإصابة، ألن يطرح هذا صعوبات أمام لاعبين بلا تجربة في مباراة تحمل صفة الديربي؟ الحسين خرجة: هناك العليوي الذي كان معنا أيضا وهناك لمياغري الذي كان في دكة البدلاء هذا للتوضيح فقط، والآخرون قضوا سنوات متباينة في الفريق الوطني من بصير لبلهندة مثلا، وهو ما يفرض على من سبق أن يقدم أفكاره ودعمه ويضع الجدد في الأجواء العامة، لا توجد صعوبات لأن هذه الصعاب المفروض أن يعيشها المنافس الذي فقد كثيرا من مقومات تقثه بالنفس منذ المونديال.. المنتخب: على ذكر لاعبي المنتخب الجزائري، ومثل بنشيخة هناك من قدم تصريحات ولو أنها تحمل من الدعابة الشيء الكثير، إلا أنها تكشف عن طريقة التعاطي مع القمة، غزال مثلا توعد بهزيمتك وقال أن خرجة سيخرج حزينا من عنابة، كيف تعلق؟ الحسين خرجة: لقد واجهت عددا من لاعبي المنتخب الجزائري في سابق تجاربي الإحترافية وحتى مع الفريق الوطني بتونس، وأكاد أقول أن قواسم مشتركة كثيرة بيننا وبينهم، لا على طريقة الأفكار ولا على مستوى الأداء، هناك يبدة لاعب نابولي ومصباح لاعب ليتشي ومعه غزال بباري، وعلى ذكر الأخير أظن أنه حالة تعكس فكر كل لاعبي المنافس الذين يجدون في التصريحات ما يفرغون من خلاله بعض الضغط الذي يعيشونه، إنهم يدركون أن الخسارة آو التعادل في اللقاء تعني بالنسبة لهم توديع طموح التواجد في كأس إفريقيا ومن الآن. المنتخب: أي تصور تضعه للقاء، هل سنشاهد مباراة ديربي مشنوقة بلا إبداع كما هي العادة؟ أم من الممكن أن يكون هناك سيناريو آخر خارج التوقعات؟ الحسين خرجة: ولو أني أرفض الإحصاءات والإستناد على التاريخ من أجل تقديم بعض القراءات التي تخص المباريات وأعتبر الملعب هو الفيصل وهو المحطة التي تعري كل الحقائق، إلا أني رجعت قليلا لمواجهات المغرب والجزائر وكانت معظمها خارج تصورات الديربيات الكلاسيكية بوجود الأهداف ومعها الفرجة، وشخصيا جربت هذا في صفاقس في لقاء كان الأفضل في الدورة حينها، ومع ذلك أعتقد أنه من الصعب تقديم أي قراءة للقمة ولو أني أظن أن المعركة كلها ستستغرق في خط الوسط. المنتخب: إقصاء الحمداوي وغياب حجي الإضطراري ألن يكون مؤثرا على الأسود لقيمتهما الفنية الكبيرة؟ وما تعليقك بوصفك قيدوما على لائحة غيرتس؟ الحسين خرجة: بخصوص اللائحة فإني أتحفظ على الإجابة لأنه كيفما كان موقعي فإنه لا يسمح لي بأي تعليق، والمدرب عليه أن يتحمل كامل المسؤولية إزاء قناعاته سواء المرتبطة بالوجوه أو التي تخص الشكل الذي سيلعب به. بخصوص منير أعتقد أنه موهبة فنية كبيرة وتأسفت لما حدث معه وهذه فرصة كبيرة ليوسف العرابي الذي أعرفه تمام المعرفة ويملك كل مقومات الوفاء بالمطلوب منه في هذه المباراة، أما حجي فقد كنا ننتظر دعمه وتجربته لكن مثل هذه الأشياء غالبا ما تقع وعلينا التكيف معها بإيجابية لا بالبكاء. المنتخب: هو أول إختبار حقيقي ورسمي للمدرب غيرتس وبحكم معاشرتك لعدد من المدربين قبله، هل خلصت إلى بعض الأفكار التي تميزه عمن سبقه في معالجة مباراة بهذه الحدة؟ الحسين خرجة: أجبتك سابقا عن كوننا لم نتعايش مع المدرب سوى أياما معدودة في إيرلندا ومراكش، وخلال هذا المعسكر ستكون المدة أطول من أجل الوصول بشكل كبير إلى عمق أفكاره.. الإيجابي في غيرتس هو كونه يؤمن بأفكاره ويرفض الهزيمة ويركب المغامرة.. صفات تصلح للفريق الوطني في المرحلة الحالية لتأطير مجموعة متجددة وتحتاج لربان بنفس القيمة.. المنتخب: يعول الجمهور المغربي على خبرتك بحكم التجربة الكبيرة التي راكمتها، لكن هناك تخوفات من عامل الإجهاد الذي تعرضت له وحال دون ظهورك بشكل جيد أمام النيجر، ما قولك؟ الحسين خرجة: بخصوص لقاء النيجر كانت هناك توصيات خاصة من ليوناردو بأن لا ألعب أكثر من ساعة واحدة فقط، وكنت مصابا ولقاء جوفونتس في الإنتظار، ومع ذلك لم أكن سيئا بالدرجة التي حللها البعض، لا توجد تخوفات، شخصيا متفائل بتحقيق نتيجة طيبة بعنابة ولا يجب نسيان أن لاعبي المنتخب الجزائري يمرون من فترة اهتزاز خاصة على مستوى الثقة بعد مونديال جنوب إفريقيا ويعيش جيلهم الحالي ما عشناه نحن بعد تونس 2004، وهو ما يجب أن نستغله. المنتخب: نعود لموضوع عصبة الأبطال وإقصاء بايرن ميونيخ، حدثنا عن وقائع ما حصل بين ماتيرازي وشفانزتايغر وقد كنت بين الإثنين خلال النزاع؟ الحسين خرجة: لحاقي بفريق الإنتر كان مناسبة للإحتكاك أكثر باللاعب ماتيرازي المثير للجدل ووقفت على حقيقة أنه إنسان لطيف للغاية وليس بنفس الصورة التي يتم تقديمه بها للرأي العام.. لقد تعرضنا قبل وأثناء اللقاء وحتى بعد نهايته لإستفزازات الألمان الذين لم يقبلوا بأن يخرجهم الإنتر وهو الذي حرمهم من التتويج الموسم المنصرم، ردة فعل ماتيرازي كانت عادية واللاعب الألماني هو من بدأ بالتهجم.. المنتخب: العبور بأرينا أكيد أنه كان بطعم خاص، أليس كذلك؟ الحسين خرجة: فعلا، والإحتفالات كانت وكأننا توجنا باللقب، أكملنا بميلانو الفرحة في اليوم الموالي بمبادرة من صامويل إيطو والذي فضل الإحتفال بذكرى مرور 5 سنوات على إنشاء مؤسسة خيرية يرعاها بحضور دروغبا وكالو وبعض النجوم الأفارقة، لقد كانت أجواء رائعة والتجربة تزيدني شعورا بالإعتزاز بهويتي المغربية وبالمنافسة على مستوى عال كهذا. المنتخب: بعد القرعة واللعب مع شالكه الألماني في دور الربع، ما هو سقف طموحاتكم الأوروبية؟ الحسين خرجة: هو النهائي الذي يرضينا لا شك، والتواجد في لندن الذي يمثل بالنسبة لي غاية كبيرة وحلما سأحارب لأجل بلوغه، وأول شيء أفكر فيه ومن الآن هو دخول هذا الملعب الأسطوري بالعلم المغربي.. المنتخب: مع بنعطية قدمتما هذا الموسم أوراق اعتماد رائعة للاعب المغربي، هل نقول بأن الإنجاز غير قناعات الخبراء صوب المحترفين المغاربة من أجل استقطابهم للكالشيو؟ الحسين خرجة: هذا مؤكد، لأن اللعب بالكالشيو مسألة ليست بالسهلة على الإطلاق وتتطلب لاعبين بمواصفات استثنائية.. صحيح فما قدمه المهدي رفقة أودينيزي وهو الذي يلعب أول موسم له بإيطايا غير الصورة عن اللاعب المغربي الذي ظل دائما ينظر إليه على أنه يصلح للعب في إسبانيا أو حتى أنجلترا، جعل النظرة تتغير ولا يساورني أدنى شك بأن هناك لاعبين مغاربة يمكنهم الممارسة على أعلى مستوى هنا ودون مركبات تذكر.. المنتخب: كلمة مفتوحة لعميد الأسود موجهة للجمهور المغربي وقراء «المنتخب»؟ الحسين خرجة: كنتم دائما مواكبون لنا في مختلف التجارب وعونا للمغتربين في مختلف البطولات الأوروبية وكل الشكر الموصول لكم.. رسالتي هي أن يدعوا لنا كل المغاربة للعودة بنتيجة طيبة من الجزائر وأن نوفق في بناء فريق مغربي بالمواصفات التي يحلم بها هذا الجمهور وأن تكون المساندة دائمة مهما كانت النتائج. حاوره: