فاز الدولي المغربي مبارك بوصوفة (25 سنة) لاعب سبورتينغ أندرلخت بجائزة أحسن لاعب محترف لهذا الموسم والتي هي عبارة عن كأس ذهبية تنظمها الجريدة الفلامانية (HET LAATSNEIEURS) بالعربية (آخر ساعة)، وهذه السنة أجريت مراسيمها بإحدى الفنادق الفاخرة بضواحي أنفيرس العاصمة الفلامانية بامتياز· وقد تعتبر هذه الكأس في حد ذاتها اعترافا من الأوساط الكروية المحترفة لأن المشاركين في التصويت يتكونون من لاعبي الدرجة الأولى ومدربي الفرق بها، ويأتي هذا الإستحقاق في أقل من أسبوع بعد فوز بوصوفة بحذاء "EBENE" الذي يتوج أحسن لاعب إفريقي بالبطولة البلجيكية، ليصل العدد إلى خمسة استحقاقات في مشوار هذا اللاعب الرائع الذي فرض نفسه كظاهرة لكرة القدم الحديثة، بتقنياته العالية، بمداعباته الراقصة والساخرة في بعض الأحيان من الخصوم الذين يريدون امتحان قوتهم ومهارتهم أمام العندليب الأسمر، بسحنته الكولميمية والصحراوية إذا صح التعبير، دائما ودائما يتفوق عليهم بما أعطاه الله من ذكاء وخفة دم، وإذا تم تتويجه هذا الموسم أمام أمر لاعبي البطولة البلجيكية ونخص الذكر بلاعب سطاندار مبوكاني ولاعب (لاكنطواز)، بريان رويز BRYAN RUIZ، فإن ذلك كان عن جدارة واستحقاق، لأن بوصوفة لوحده يلقبونه بالسيد 50% (MONSIEUR) بصفوف أندرلخت، والأرقام تؤكد بوضوح أنه 30% من المتفرجين الذين يحضرون لمقابلات أندرلخت للتمتع بما يقدمه من لوحات فنية للجماهير العريضة التي يكن له كل حب وإخلاص، فضلا على الأهداف التي يسجل واللمسات أو التمريرات الأخيرة التي يهيء للهدافين الآخرين، كل هذا جعل من بوصوفة لاعبا متكاملا يفرض نفسه ليس داخل رقعة الملعب فحسب، بل حتى في المستودع والحصص التدريبية، وبعبارة أوضح هو الوحيد الذي يقرر وينفذ، وكلمته مسموعة ومقبولة من طرف زملائه في الفريق ولو أنه في بعض الأحيان يوبخهم في حالة ما كان عطاءهم دون المستوى (المعلم وبس)· امبارك بوصوفة الذي يعتبر من جهة أخرى أقصر لاعب في البطولة البلجيكية ب 1.67م، ولو أنها في الحقيقة قامة عادية وغريبة في نفس الوقت بالنسبة لبقية أفراد عائلته، والصورة المرافقة لهذا المقال توضح قامة أبيه السيد سليمان بوصوفة (68 سنة)، والذي له تفسير آخر في هذا الموضوع، هذا الأب المخضرم الذي يعيش نصف السنة بكلميم صرح لنا على أنه عند ازدياد مبارك لم تكون له دراية كبيرة في تربية الأولاد، بحيث سافر جميعهم إلى كلميم وكانت الحرارة على أشدها 45 درجة، وكان السيد سليمان على أن الأطفال يفترضون حراسة كبيرة في ما يخص (الشرب) إلى درجة أنه أدرك على أن مبارك تغيرت ملامحه قبل أن ينقله إلى المستشفى على وجه السرعة، وبفضل تدخل أطباء مستشفى كلميم أنقذ الولد مبارك من الموت، لكنه ظل يشكو من افتقار في نموه، وهذه هي الأسباب التي جعلته يبقى قصر القامة، لذا أخذنا بعين الإعتبار قامة أحد إخوانه التي تصل إلى 2.03م· المهم هو أن ما ينقص مبارك بوصوفة في القامة، زاده قيمة وذكاء لا يتصور، وهذه هي أسباب نجاح العندليب، لذى أكد له مدرب تشيلسي قبل مجيء أبراموفيتش السيد جيان فرانكو زولا الإيطالي الجنسية على أن الأهم هو ما يدور بالرأس وليس في القامة، بحيث أعطاه مثال الظاهرة مارادونا، ولو أنه لا مجال للمقارنة بين بوصوفة ومارادونا·