دخل المنتخب المغربي التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما تأهل لنصف نهائي كأس العالم 2022 بقطر، بعدما تجاوز "أسود الأطلس" عقبة منتخب البرتغال بهدف لصفر، على أرضية ملعب الثمامة في إنجاز فريد للكرة المغربية والعربية والأفريقية. لم يغير وليد الركراكي من طريقة لعب المنتخب المغربي،فبعدما زج بيميق وعطية كأساسيين بعد غياب مزراوي وأكرد،حرص "أسود الأطلس" على التراجع للوراء من أجل الإعتماد على المرتدات الخاطفة، في مواجهة شهدت صراعا كبيرا في خط الوسط منذ إنطلاقتها حيث لعبت بإيقاع مرتفع،بعدما إعتمد ربان البرتغال على جواد فليكس لصناعة اللعب، أمام المغاربة الذين لم يغامروا كثيرا للضغط على مرمى الحارس دييغو كوسطا. المنتخب البرتغالي وبعدما وجد صعوبات في تمرير كرات قصيرة من الخلف، للصعود لمناطق المنتخب المغربي، ركز على الكرات الطويلة، التي لم تعط أكلها كذلك لتتواصل المواجهة بصراع كبير في خط الوسط، بتميز للاعب أوناحي الذي حاول ربح بعض المساحات من الملعب وتمهيد بعض الكرات لزميله زياش الذي جرب حظه عبر بعض التسديدات مثلما كان في الدقيقة 18، دون أن يجد طريق الشباك، لتستأنف المواجهة دون أن يدافع المغاربة بشكل متأخر لكن بالإعتماد على الضغط الذي يمارسه النصيري وزياش على الخط الخلفي للبرتغاليين الذي حضر فيه بيبي ودياز بكل قوة، قبل أن يباغث المغاربة منافسهم بمحاولة خطيرة في الدقيقة 34 بواسطة أملاح الذي سدد عاليا بعد تمريرة عطية الله، ليجرب وراءه بوفال حظه بتسديدة كانت ضعيفة في الدقيقة 35. المنتخب المغربي ظل يراقب المواجهة بكل ثقة في النفس، لغاية الدقيقة 42 التي هز فيها النصيري شباك البرتغال وسط فرحة عارمة للجماهير المغربية، قبل أن يستميث المنتخب المغربي الذي عرف من أين تؤكل الكتف بعدما أنهى الشوط الأول لصالحه أداءا ونتيجة. ومع إنطلاق الشوط الثاني، حرص المنتخب المغربي على غلق المنافذ في وجه لاعبي المنتخب البرتغالي،مع التراجع للخلف للإنطلاق في المرتدات الخاطفة، التي كان سلاحا قويا إستنجد به الركراكي للحد من فاعلية كتيبة المدرب فرناندو سانطوس،الذي حاول جاهدا التركيز على جهة عطية الله، لكن الأخير لعب بكل شراسة وقاوم من أجل إرباك حسابات البرتغاليين الذي إضطر مدربهم لإجراء تغييرات في الدقيقة 51 أبرزها إخراج غيريرو وإدخال رونالدو،في مواجهة ظل المغاربة يدافعون فيها بكل قوة وشراسة لجعل منتخب " البحارة" يفقد الثقة في نفسه. وفي الدقيقة 56 إضطر الركراكي لإخراج سايس بعد إصابته وتعويضه بأشرف داري،لتتواصل المباراة بمد وجزر بين الطرفين، بعدما إندفع المنتخب البرتغالي بقوة وسط إستماثة للدفاع المغربي بعد دخول بدر بانون مكان أملاح ناهيك عن اشديرة بدل النصيري، ليواصل منتخب البرتغال الضغط بكل قوة على المغاربة دون جدوى، خاصة مع تألق ياسين بونو وحضوره القوي، في لقاء رفض الركراكي أن يغامر فيه بعدما ظلت العناصر الوطنية تتراجع للخلف لتأمين الخط الخلفي للفريق الوطني، قبل أن يبرز جواو فليكس في الدقيقة 82 بتسديدة صدها الحارس بونو، لتتواصل المواجهة بحضور قوي للاعبين المغاربة الذين واصلوا الحضور بقوة في مباراة تحمل فيه المنتخب المغربي كامل الضغط قبل أن يحسم بطاقة التأهل رغم طرد اللاعب شديرة بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية.