أجواء غير عادية واللقب الإفريقي له هبة ربانية عشنا ضغطا لا يطاق ..الجمهور والهدف الأول من مفاتيح الفوز طلبت الرحيل في بداية الموسم والركراكي أصرّ على بقائي دخل الوداد التاربخ الإفريقي مجددا بعد أن توج مؤخرا بلقب دوري أبطال إفريقيا على حساب الأهلي المصري وفاز عليه بهدفين للا شيء في ليلة ساحرة لا تنسى. عرفت هذه المباراة الكثير من المشاهد، تجلى أبرزها في تألق زهير مترجي الذي كان عريس الليلة ونجمها المطلق بتسجيله لهدفين ثمينين سيخلدان في خزائن الوداد، خاصة الهدف الأول الذي سيصنف من أفضل أهداف هذه النسخة. وسلط مترجي الضوء في حديثه مع «المنتخب» حول العديد من النقاط التي تهم المباراة سواء الضغط الذي سبقها أو خلال فتراتها ثم أجواء بعد التتويج، إذ كان من الطبيعي أن تغمره السعادة بهذا الإنجاز سواء الشخصي أو الجماعي. المنتخب: كيف يكون شعور لاعب متوج بكأس عصبة أبطال إفريقيا؟ زهير مترجي: لن أكون إلا سعيدا بهذا الإنجاز القاري الذي سيزين ليس فقط خزانة الوداد بل أيضا الكرة المغربية، لذلك سعادتي لا توصف، خاصة أنه يعتبر الأول في مشواري الكروي، كأس عصبة أبطال إفريقيا بعتبر من أهم المنافسات الإفريقية، وأي لاعب يتمنى الفوز به، فكان من الطبيعي أن ننتشي بهذا الإنجاز لأيام مع كل مكونات الفريق، التي أهنئها على كل المجهودات. المنتخب: سبق أن توجت بلقب البطولة مع الوداد، ربما يبقى الإحساس باللقب الإفريقي استثنائيا؟ زهير مترجي: فعلا سبق أن أحرزت مع الوداد لقب البطولة والآن بكأس عصبة أبطال إفريقيا، صحيح إنه شعور مختلف واستثنائي، لأن كل لاعب يتمنى أن يعيش تلك اللحظة خاصة عندما نشاهد الفرحة في جمهور الوداد والمغرب عامة، ليس سهلا الصعود على منصة التتويج والفوز باللقب الإفريقي الذي يعتبر من أمجد الكؤوس، لذلك يبقى لهذا اللقب نكهة أخرى وقيمة استثنائية لكل لاعب. المنتخب: كيف عشت أجواء هذا النهائي؟ زهير مترجي: لم تكن المهمة سهلة، واجهنا ضغطا كبيرا قبل المباراة، خاصة أننا لعبنا النهائي بقواعدنا واَمام جمهورنا، لم يكن مقبولا منا أن نضيع الفرصة، لكن بمجرد دخولنا، أرضية الملعب زال ذلك الضغط وأصبح تركيزنا أكثر على المباراة. المنتخب: ربما هذا ما يفسر بدايتكم الإيجابية في المباراة، لأنكم كنتم أفضل من الخصم؟ تركيزنا كان كبيرا وعرفنا أن الدقائق الأولى ستكون مهمة كما أن الأهلي سيواجه ضغطا ويخشي البداية، بدليل أنه بدأ المباراة مرتبكا. لم نترك له الفرصة وكلما ضغطنا في البداية كلما تزعزعت ثقته، وكان واضحا ذلك من خلال استحوذانا على الكرة ولم نترك الفرصة للاعبيه ليفرضوا لعبهم بالإضافة إلى أنه كان مضطرا للتراجع، وقد توجنا هذه السيطرة بتسجيلنا هدفا في وقت مبكر وكان مهما وثمينا. المنتخب: هل يمكن اعتبار أن الهدف الأول قد فتح لكم باب معانقة اللقب؟ فعلا لقد كان مهما خاصة أننا سجلناه في وقت مبكر، أي في الريع ساعة الأولى، إذ بالقدر الذي حرّرنا بالقدر الذي أربك حسابات الأهلي. لا ننسى أن الهدف الثاني كانت له أهميته، خاصة أننا سجلناه في توقيت جيد، أي بعد بداية الشوط الثاني بقليل، وهو الهدف الذي أعتبره أنه قربنا من التأهل.
المنتخب: ليس أصعب أن تخوض مثل هذا النهائي داخل القواعد، هل شكل لكم ذلك نوعا من الضغط؟ زهير مترجي: لا أخفي أننا عشنا ضغطا في الأيام التي سبقت المباراة كنا نحاول تذويبها، لكن ذلك الضغط لم يؤثر على تلك الرغبة الجامحة بدواخلنا للفوز باللقب. لا شيء كان يقف أمامنا بعد دخولنا الملعب، كان. لدينا هدفا واحدا هو الفوز باللقب وإهدائه للجمهور الذي كان ينتظره منا. المنتخب: أكيد أن الجمهور الحاضر كان له دور كبير في هذا التتويج، بشهادة الجميع؟ فعلا، جمهور الوداد لعب دورا كبيرا، أنا أعتبره أيضا من مفاتيح فوزنا، دعمنا من بداية المباراة وحتى نهايتها، لقد زادنا رغبة في الفوز، كانت في الواقع أجواءً هيستيرية في الملعب وزادتنا حماسا. في الواقع لم يكن دور جمهور الوداد وحده الإيجابي في هذه المواجهة، بل منذ أن تم السماح بحضوره المواجهات هذا الموسم، حيث وقفنا على دعمه ومساندته والدور الذي لعبه، لذلك لا يسعني إلا أن أهدي له هذا اللقب. المنتخب: سبقت النهائي شكوك حول مشاركتك بسبب الإصابة، كيف قضيت تلك الأيام وكيف عدت؟ زهير مترجي: غبت عن عدة مباريات بسبب إصابتي بتمزق، رغم أن مشاركتي في النهائي كان أمر مشكوك فيه، لكن كنت مُصراً على المشاركة، كنت أعرف أن مثل هذه الفرص لا تعاد كثيرا، لذلك راهنت للمشاركة في النهائي بأي ثمن.. دخلت مع المجموعة في الأسبوع الذي قضيناه في مركز محمد السادس ومع توالي الحصص التدريبية، شعرت بتحسن كبير إلى أن أصبحت جاهزا للمباراة. المنتخب: سجلت هدفا سيبقى راسخا في أذهان كل المغاربة على حارس مجرب إسمه الشناوي؟ زهير مترجي: الهدف أولا سجلته بتوفيق من الله عز وجل، فعندما انطلقت بالكرة وجدت المساحة وكانت لدي جرأة التسديد رغم بُعد المسافة، ربما لم أُعطي أي اشارة للتسديد وهو ما فاجأ الحارس الشناوي، علما أنه سبق أن سجلت أيضا هدفا في نصف النهائي أمام نفس الفريق من مسافة بعيدة. المنتخب: توجت في هذه المباراة كأفضل لاعب في النهائي؟ زهير مترجي: كنت سعيدا بهذا التتويج، هي فرحة أخرى انتابتني بعد أن تمّ اختياري كأفضل لاعب وحصلت على الجائزة، مثل هذه الإستحقاقات الشخصية يكون لها أيضا أثر إيجابي َوتزيد من الثقة. دعني أؤكد أن هذا الإستحقاق هو أيضا نتاج لمجهودات زملائي والطاقم رالتقني والجمهور والمسؤولين، الجميع آزرني وساندني لأحصل على ما حصلت عليه في النهائي وما حققته أيضا. المنتخب: ربما لعب شخص ما دورا مهما، الأمر يتعلق بالمدرب وليد الركراكي؟ زهير مترجي: فعلا لن أنسى فضله علي، حيث أعتبره من أفضل المدربين الذين تدربت تحت إشرافهم، لقد ساعدني كثيرا، لا أخفي أني كنت أرغب في الرحيل في بداية الموسم، لكن الركراكي أصرّ على بقائي ورفض مغادرتي، وأكد لي أني سأستفيد كثيرا، لذلك كانت خطوة صائبة ببقائي مع الركراكي. المنتخب: الموسم لم ينتهي، هناك استحقافات ما زالت تنتظركم؟ فعلا، نحن نطارد لقب البطولة وكذا كأس العرش، حيث يدخلان ضمن أهدافنا هذا الموسم ، طموحنا لن يتوقف عند لقب كأس عصبة أبطال إفريقيا، لأن هدفنا هذا الموسم هو حسم الثلاثية، لذلك نحن مطالبون بالحفاظ على تركيزنا وإرادتنا وأن لا نتراجع للوراء لأن الموسم ما زال مستمرا. المنتخب: ماذا عن منافستكم على درع البطولة وكذا حظوظكم؟ زهير مترجي: نحن نحتل المركز الأول ونسير في طريق جيد، لكن ذلك لا يعني أننا سنتراجع، بل نحن مطالبون ببذل مجهود أكبر في الدورات الأخيرة التي عادة ما تكون صعبة، الأهم لنا أن نحافظ على تركيزنا وثباتنا ولا نترك نشوة الفوز الإفريقي تطول وتؤثر على ما ينتظرنا في الإستحقاقات المقبلة. المنتخب: حدث مهم ينتظركم أيضا، يتمثل في كأس السوبر الإفريقي؟ زهير مترجي: فعلا ستكون مباراة إستثنائية وعرس مغربي خالص، عندما سنواجه نهضة بركان بطل كأس الكونفدوالية، سيكون عرسا مغربيا خالصا، نحن فخورون بهذه المباراة ولقاء الفريق البركاني، أعتقد أن ما وصل له الوداد ونهضة بركان يؤكدان الحضور المغربي الكبير في القارة السمراء، أكبد سيكون سوبر إفريقي تاريخي، شخصيا أنتظره بشغف كبير. المنتخب: ماذا تتذكر إذا استرجعت شريط المنافسة الإفريقية من بدايتها إلى النهائي؟ زهيز مترحي: لقد كان موسما شافا، ولم يكن سهلا، ما بين الرحلات المكوكية وضغط المواجهات، خضنا الكثير من الإختبارات الصعبة والمهمات التي لم تكن سهلة، لكننا كنا ندرك أن مثل هذه المنافسات تتطلب تضحيات كبيرة وإرادة قوية وتلاحم مكونات الفريق التي كانت أيضا من أسباب هذا النجاح. أكيد أن كل هذا الضعط يذوب عندما تحصد في الأخير ما زرعته من عمل مضنٍ وشاق.