لا يمكن للرجاويين سوى أن يسعدوا بالفوز الذي حققوه أمس في قلب الجزائر على حساب وفاق سطيف (1 – 0) في الجولة الثانية من منافسات دور المجموعات بعصبة الأبطال الإفريقية.. كما لا يمكنهم سوى أن يطمئموا ويتفاءلوا بمسار الفريق خلال الموسم الحالي، وذلك بعد الأداء الجيد والموزون الذي قدمه اللاعبون أمام فريق إعتاد أن يكون شوكة مخيفة في حلق النسور! فالرجاء البيضاوي لم يحقق فوزه صدفة، ولم يلعب مباراة مليئة بالشوائب أو فيها الكثير من الكلفة والتعقيد، ولكنه لعب مباراة سلسة وقدم أداء وموزونا.. وربما لعب الرجاويون واحدة من أفضل مبارياتهم على الإطلاق مع المدرب مارك فيلموت حتى الآن. ولم يكن فيلموت ناجحا في مباراته أمس أمام وفاق سطيف، فقط لأنه حقق الفوز وعاد بثلاث نقاط ثمينة.. ولكن أيضا لأن تدبيره للمباراة كان جيدا للغاية، وعرف لاعبوه كيف يمتصوا البداية القوية لوفاق سطيف واندفاعهم الكبير لتحقيق مباغتة مبكرة. وربما لأول مرة تعامل فيلموت مع مباراته بما يتلاءم مع رصيده البشري بكل إمكانياته الفردية والجماعية، وطبق الأسلوب الذي تتطلبه مباراة من العيار الثقيل ويتطلبه منافس شرس من حجم وفاق سطيف. فالمدرب هيأ لنفسه من التدبير التقني والتكتيكي ومن الترتيبات الإستراتيجية ما خول له أن يقرر مصير فريقه بيده، لذلك لم يجد صعوبة في التعامل مع المباراة واحترم التوازنات الضرورية التي تتطلبها هذه المباراة سواء في القيم الفنية لأسلوب اللعب أو في القيم النفسية للاعبين، بدليل أن الرجاويين لعبوا بثقة كبيرة ووجدوا سريعا ذواتهم وتعاملوا مع مجريات اللقاء بما يلزم من الذكاء ونجحوا في تطويع قدراتهم مع أجواء ومناخ المباراة. الفوز الذي عاد به الرجاء من الجزائر، والأداء الذي قدمه النسور أمام وفاق سطيف سيمنح المدرب واللاعبين شحنة معنوية كبيرة، كما سيدفع بالجماهير لتأخذ نفسا عميقا، وتمنح المدرب مزيدا من الفرص فقد يكون بصدد إيجاد الطريق الحقيقي لانطلاقته الحقيقية مع الرجاء.