• كيف أنهى كل الأدوار؟ ولماذا قرر إسدال الستار؟ • إستسلم مُرغما قبل عام نصف على نهاية عقده • قرار شجاع للحظة الوداع المليئة بالأوجاع لم يكن المهدي بنعطية يتوقع أن ينهي مشواره الكروي بهذا السيناريو الحزين عندما ألزمته الإصابة على ترك ملاعب كرة القدم كلاعب إلى الأبد، وطي سجل 15عاما من الحضور القوي والمتواصل في الملاعب ليصبح «أرشيفا» من الماضي على غرار كل اللاعبين المعتزلين.. فقد كان يمني النفس بمواصلة حضوره في الملاعب وخوض المباريات إلى غاية نهاية الموسم القادم على الأقل، أي إلى نهاية عقده مع فريقه التركي فاتح قرا جمرك في 30 يونيو 2023. لكن الإصابة التي لم ينفع معها علاج، لم تمهله طويلا واضطرته للإعتزال رغما، و«تعليق الحذاء» كما يقولون! مقتنعا في نفس الوقت بأن لكل بداية نهاية. • نهاية عهد عندما قرر المهدي بنعطية الرحيل عن فريقه الدحيل الذي أمضى معه موسمين ونصف.. أكد في رسالة نصية عبر أحد حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي، في بداية يونيو الماضي، أنه قرر ترك فريقه القطري وخوض تجربة جديدة دون الإفصاح عن وجهته.. وكتب قائلا: «إنها نهاية تجربة رائعة في بلد استثنائي.. وفي ناد طموح وضعني على مدى عامين ونصف في أفضل الظروف.. شكرا جزيلا للنادي، ولرئيس النادي، ولجميع المدربين الذين عملت معهم، ولطاقم العمل المختلف ولجميع اللاعبين». وأضاف: «لا يزال لدي الكثير من الطموح والشغف.. وهذا هو السبب في كوني سأخصص الوقت الكافي لدراسة كل المقترحات المقدمة لي لتحديد مستقبلي». وبعدها كثر الحديث حول مستقبله بين من يتوقع أن يعلن اعتزاله مبكرا وبين من يرى أنه سيستمر في الملاعب وسينتقل للعب في بطولة أخرى، وقتها أكد بنعطية أنه ما زال يطمح في الإستمرار كلاعب على أعلى مستوى • إنتظار لم يطل وظل بنعطية ينتظر العرض الملائم ويؤكد في نفس الوقت أن شغف مواصلة اللعب على أعلى مستوى ما زال يسكنه، وأن الرغبة في الإستمرار في الملاعب ما زالت تحدوه بشكل كبير، خصوصا أن فترة الإنتقالات الشتوية كانت مفتوحة ولديه متسع من الوقت لتحديد مستقبله، وقد أكد في تصريحات له مع الصحيفة الإيطالية «طوطو يوفي» مطلع شهر يونيو الماضي أنه قد يعود للعب مرة أخرى في إيطاليا خصوصا أنه تلقي في منتصف الموسم الماضي عدة عروض من أندية في «السيري أ» وفق تقارير إعلامية إيطالية من ضمنها بارما وجنوى، لكنه لم يستطع أن يستجيب لها وقتها لالتزامه بإنهاء عقده مع الدحيل. وقتها صرح بنعطية للصحيفة الإيطالية قائلا: «اشتقت دائما إلى إيطاليا.. أنا وأسرتي أحببنا دئما العيش في هذا البلد.. في الماضي القريب تلقيت فعلا اتصالات من جوفنتوس وميلان لكني كنت مرتبطا بعقدي مع فريقي الدحيل في قطر.. دعونا نرى الآن ما إذا كان لا يزال هناك فريق قادر على توفير الحافز الصحيح.. بالتأكيد لا يوجد نقص لدي فيما يخص الشغف والرغبة في الإستمرار في الملاعب.. لا تزال قدماي تستطيعان الركض بشكل جيد». وأضاف: «بصراحة لا أعرف بعد أين سيكون مستقبلي، لكنني حاليا استمتع بعطلتي». • إلى تركيا والحقيقة أن الحديث عن مستقبل بنعطية بعيدا عن الدحيل تناولته تقارير إعلامية متعددة منذ يناير الماضي، حيث أفادت أخبار تركية أنه تلقى عرضا من نادي بيسكتاش، في وقت ذكر فيه هو نفسه عبر حسابه الشخصي على «أنستغرام» أن لديه عروضا من تركيا.. ومرة قالت تقارير إعلامية إيطالية إنه قد يلعب لنادي جنوى الإيطالي المهتم بضمه لصفوفه، قبل أن تذكر أخبار أخرى من إيطاليا أيضا أن نادي بارما مهتم هو الآخر بالتعاقد معه لتعزيز خط دفاعه، وأن المفاوضات في هذا الشأن كانت جارية على قدم وساق قبل أن تتوقف دون أن يكتب لها النجاح. وفيما كثرت التخمينات حول مستقبل اللاعب ووجهته القادمة، في ظل الأخبار المتواترة التي كانت تضعه مرة في إيطاليا ومرة في تركيا ومرة في الخليج.. فاجأ بنعطية الجميع بإعلان إنضمامه للفريق التركي فاتح قرا جمرك. ولم يكتب لبنعطية أن يلعب لنادي غلطة سراي الذي كان يضعه في وقت من الأوقات ضمن أولوياته واهتماماته. ومع هذا الإختيار أعلن بنعطية أنه سعيد وأنه سيبذل كل جهوده ليكون في جحم تطلعات فريقه الجديد.
• مرحلة جديدة وشمر بنعطية على ساعديه ليبدأ مرحلة جديد في مشواره الإحترافي، وقد راقه كثيرا أن يلعب في بطولة سيلتقي خلال مبارياتها بالعديد من زملائه السابقين ضمن صفوف المنتخب المغربي أمثال يونس بلهندة لاعب أضنة دمير سبور وفيصل فجر لاعب سيفاسبور ومنير المحمدي حارس مرمى هاتاي سبور.. وغيرهم. ووقع بنعطية عقده مع فاتح قرا جمرك لمدة موسمين، حيث سينتهي في 30 يونيو 2023، وبدأ معه تحدياته الجديدة انطلاقا من الجولة الأولى التي فاز فيها فريقه على ضيفه غازي عنتاب (3 2). وكانت بداية مشجعة للفريق وللاعب على حد سواء. ومثل حضوره الجيد في المباراة الأولى أظهر بنعطية حضورا جيدا أيضا في الجولتين المواليتين، أمام ريزي سبور التي انتهت بالتعادل السلبي، وأمام بيسكتاش التي إنته لصالح هذا الأخير (1 0). • بداية المشاكل ولم يكد بنعطية يخوض مباراته الثالثة في الدورة الثالثة من منافسات البطولة التركية حتى بدأت المشاكل الصحية تلوح في الأفق، إذ عانى من إصابة غيبته عن الدورتين المواليتين الرابعة والخامسة أمام كل من أدانا دمير سبور وملاتياسبور.. ورغم أنه تخلص من آثار الإصابة فيما بعد وشارك في الجولتين السادسة والسابعة أمام كل من أنطالياسبور وسيفاسبور، إلا أنه انتكس من جديد بعدما تجددت إصابته، واضطر للغياب عن الملاعب لأزيد من شهر، ولم يشارك في الجولات الأربع الموالية (8 9 10 11). وقتها تسرب خبر اعتزاله اللعب نهائيا، وذكرت صحيفة «قيصري» التركية أن بنعطية إتخذ قرار الإعتزال بسبب طول المدة التي يتغيب فيها عن الملاعب بسبب الإصابة، لأن ذلك يؤثر على مساره كلاعب كما يؤثر على مسار النادي. كما ذكرت الصحيفة أن بنعطية سيجتمع برئيس الفريق سليمان هورما لإبلاغه بقرار الإعتزال، وأنه سيناقش معه كيفية إنهاء العقد الذي يربطه بالنادي بشكل ودي. • بنعطية يرد خبر اعتزال بنعطية الذي ذكرته الصحيفة منتصف شهر نونبر الماضي، إنتشر بسرعة انتشار النار في الهشيم، وتناقلته العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، وكان لا بد أن يظهر بنعطية ليعطي الخبر اليقين، إما أن يزكيه وإما أن ينفيه.. وفعلا جاء الرد سريعا عبر «أنستغرام» حيث أكد بنعطية عبر حسابه الشخصي، أن الخبر لا أساس له من الصحة، وأنه إن حدث وقرر الإعتزال فإنه سيكون هو من يعلنه وليس أي طرف آخر، مؤكدا أن اهتمامه منصب على الإعتناء بنفسه، وأنه يبذل قصارى جهوده للتخلص من آثار إصابته والعودة للملاعب من جديد. وفعلا عاد بنعطية للملاعب وشارك مع فريقه في الجولة 12، حيث لعب 23 دقيقة في مباراة القمة التي جمعت فاتح قرا جمرك بنادي غلطة سراي (1 1). وكانت هذه المباراة هي المقياس الحقيقي التي اختبر خلالها بنعطية إصابته ومدى قدرته على الإسمترار في الملاعب.. واتضح له أنه من سابع المستحيلات أن يواصل اللعب مع إصابته التي تتجدد كلما عاد للملاعب. • القرار المرّ وبقي بنعطية خارج المنافسات خلال الدورات 13 14 و15 من منافسات البطولة التركية، كما ظلت إشكالية إصابته قائمة، واقتنع أخيرا أن الوقت قد حان لاتخاد القرار الصعب، و«يرمي المنديل»، ويعلن أنه وضع حدا لمسيرته الإحترافية كلاعب لكرة القدم، والتي دامت أزيد من 15 عاما. وعلى نحو مفاجئ وفي يوم الخميس الماضي 9 دجنبر كتب بنعطية عبر حسابه الشخصي على أنستغرام رسالة وداع واعتزال مؤثرة تخفي أكثر مما تظهر.. وتؤكد كلماتها تحت السطور أن الرجل يعتصر ألما وحزنا على النهاية الصعبة التي حان وقتها والتي لا يرغب أي لاعب في أن يعيشها رغم أنها حقيقة قائمة آتية لا محالة. ولم تكن تجربة بنعطية في تركيا على النحو الذي كان يتطلع إليه، إذ شارك في 6مباريات فقط لعب خلالها 329 دقيقة، دون أن يتمكن من خوض 90 دقيقة في أي مباراة.