يبدو أن المطبات التي تقف في طريق استضافة الكاميرون لكأس أمم أفريقيا 2021 لا تنتهي، واخرها الرسالة التي وجهتها عصبة الأندية الأوروبية الى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وتهدد فيها بعدم تحرير لاعبيها من أجل المشاركة مع بلادهم، وذلك بسبب بروطوكولات فيروس كورونا. وفي الرسالة التي حصلت عليها وكالة فرانس برس الأربعاء، قالت عصبة الأندية الأوروبية "على حد علمنا، لم يعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم حتى الآن عن بروطوكول طبي وتشغيلي لكأس أمم إفريقيا، وفي غيابه لن تتمكن الأندية من تحرير لاعبيها من أجل المشاركة في النهائيات". وبالإضافة الى البروطوكولات الصحية للنهائيات القارية المقررة بين 9 كانون الثاني/يناير و6 شباط/فبراير، تحدثت عصبة الأندية الأوروبية قبل كل شيء عن خطر غياب اللاعبين الدوليين عن فرقهم لفترة أطول مما كان متوقعا سابقا ، وذلك بسبب "الحجر الصحي وقيود السفر" المرتبطة بشكل خاص بتفشي متحورة أوميكرون. واستنادا الى القواعد المخففة لتسريح اللاعبين الدوليين والتي أكدها فيفا عدة مرات منذ آب/غشت 2020، يمكن للأندية الامتناع عن تسريح لاعبيها إذا كان "الحجر الصحي لمدة خمسة أيام على الأقل إلزاميا لدى الوصول" الى البلد الذي يلعب فيه المنتخب الوطني أو لدى العودة الى الفريق الذي يلعب فيه اللاعب. وأكد المجلس الإداري لعصبة الأندية الأوروبية في أوائل الشهر الحالي على ضرورة "احترام" هذه المبادىء "بشكل صارم" كما جاء في الرسالة التي حصلت عليها وكالة فرانس برس والموجهة الى ماتياس غرافستروم، الأمين العام المساعد لفيفا. ورأت عصبة الأندية أنه "خلافا لذلك، لا يمكن تحرير اللاعبين من أجل الانضمام الى المنتخب الوطني". ولطالما أعربت الأندية الأوروبية عن امتعاضها من موعد إقامة كأس أمم إفريقيا لأنها تصادف في منتصف الموسم الكروي في القارة العجوز، ما يعني أن الأندية ستحرم من خدمات لاعبيها الأفارقة في فترة حاسمة من الموسم. والجميع يدرك أهمية لاعبين مثل الهدافين المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني ولاعب الوسط الغيني نابي كيطا بالنسبة لليفربول الإنكليزي، وخسارته لهذا الثلاثي ستؤثر بالتأكيد على فريق المدرب الألماني يورغن كلوب. وبحسب التقارير في الصحافة الإنكليزية، من المتوقع أن يغادر هذا الثلاثي ليفربول بعد مباراة "بوكسينغ داي" التقليدية في 26 الحالي ضد نيوكاسل يونايتد، ما يعني أن "الحمر" سيخسر هؤلاء النجوم المؤثرين ضد ليستر سيتي، تشلسي، برنتفورد، كريسطال بالاس وبيرنلي، استنادا الى الدور الذي سيصل اليه كل واحد منهم مع منتخب بلاده. وسيكون الدوري الإنكليزي الممتاز من الأكثر تأثرا بكأس أمم إفريقيا، إذ قد يصل عدد لاعبيه المشاركين في النهائيات القارية الى أربعين، أبرزهم الى جانب صلاح ومانيه وكيتا، هداف مانشستر سيتي الجزائري رياض محرز حامل اللقب القاري مع بلاده، ونجم أرسنال المجرد مؤخرا من شارة قائد النادي اللندني لأسباب مسلكية الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ. وحاولت وكالة فرانس برس أن تقف على موقف الكونفدرالية الإفريقية للعبة من هذه الرسالة، لكنه رفض التعليق وأشار الى البيان الذي ن شر صباح الأربعاء حيث حث أمينه العام فيرون موسونغو اومبا الجميع للعمل على مدار الساعة لضمان جاهزية كل شيء قبل المباراة الافتتاحية في 9 كانون الثاني/يناير. ويتواجد موسونغو أومبا حاليا في الكاميرون حيث انضم الى وفد الاتحاد القاري الموجود هناك للعمل مع لجنة التنظيم المحلية وحكومة الكاميرون من اجل ترتيبات الحدث. وشدد بحسب ما نقل عنه موقع الكونفدرالية الإفريقية للعبة على "أننا نريد رؤية نسخة عظيمة من كأس الأمم الإفريقية هنا في الكاميرون في كانون الثاني/يناير من العام المقبل". وأضاف "لقد وضعنا أفضل نظام دعم لهذه المسابقة. خلال الأشهر القليلة الماضية، عمل مكتبنا في القاهرة وكذلك مكتبنا في ياوندي عن كثب مع حكومة الكاميرون واللجنة المنظمة المحلية لضمان تهيئة أفضل الظروف الممكنة للزوار. نحن نعمل الآن على عدد من الجوانب بما في ذلك ضمان حركة 24 فريقا مشارك ا والشركاء التجاريين وأصحاب المصلحة الآخرين القادمين إلى الكاميرون". وبينما أشار إلى بعض المجالات التي لا تزال بحاجة إلى الاهتمام قبل الأسبوع الافتتاحي للمنافسة، لا يزال أمين عام "كاف" متفائلا بقوله "هناك الكثير من التقدم في معظم الأمور التشغيلية وهناك عمل يتم إنجازه ليلا ونهارا من قبل الدولة المضيفة الكاميرون لضمان أن جميع مرافق الفرق جاهزة. نحن نعلم الجهد الهائل الذي يبذله الجميع كجزء من اللمسات الأخيرة على الأرض. نحن نرى هذا التقدم ونعترف به". وكان من المفترض ان تنظم الكاميرون نسخة 2019، لكن تم إسناد التنظيم إلى مصر لعدم الجاهزية، وتم إسناد تنظيم بطولة 2021 إلى الكاميرون ومن ثم تم تأجيلها إلى كانون الثاني/يناير 2022 بسبب جائحة كورونا. وتتزامن الرسالة الموجهة من عصبة الأندية الأوروبية الى فيفا مع تزايد الشائعات حول إلغاء محتمل لكأس أمم إفريقيا أو تأجيل جديد للنهائيات القارية. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، وصف مسؤول رفيع المستوى في الجامعة الكامرونية لكرة القدم ما يشاع بأنه "أخبار كاذبة".