بات استمرار الهولندي رونالد كومان على رأس الجهاز الفني لبرشلونة محل شك، في ظل تذبذب نتائج الفريق الكتالوني منذ بداية الموسم، محليا وقاريا. اللعب غير المنتظم الذي يظهر عليه برشلونة تحت قيادة كومان وعدم ثقة رئيس النادي فيه والتبرير المستمر من جانب المدرب بعدم إمكانية تقديم المزيد، كلها عوامل تجعل رحيله مسألة وقت. ولم ينقذ الرهان من البداية على الشباب مثل أليخاندرو بالدي ويوسف ديمير ودخول آخرين مثل بابلو بايز جافيريا "جافي" في الشوط الثاني، أمس الاثنين في التعادل مع غرناطة 1-1 كومان من سيل الانتقادات بسبب تكتيكه الجدلي. وهذه المرة لم يكن الخصم بايرن ميونخ، بل غرناطة الذي وصل إلى كامب نو دون فوز في الليجا، لكنه كان متقدما طول المباراة، ولم يظفر بالانتصار بفضل هدف في الوقت القاتل سجله رونالد أراوخو. لكن قرار الاستغناء عن كومان يتوقف على عدة جوانب يجب تقييمها بعيدا عن النتائج الرياضية والصورة التي ظهر بها بلوجرانا على أرض الملعب. 1- الوضع الاقتصادي إقالة كومان ستكبد النادي الكتالوني 12 مليون يورو في صورة تعويض في وقت تخلو فيه خزائنه من المال. 2- صعوبة البحث عن بديل مع بدء الموسم بالفعل، تبدو خيارات العثور على بديل لتولي الإدارة الفنية معقدة. إلى جانب تشافي هيرنانديز الذي يدرب السد القطري، يعد مدرب المنتخب البلجيكي روبرتو مارتينيز هو الخيار المفضل لمجلس إدارة لابورتا. لكن لن يكون من السهل إقناعه بترك مهمته الحالية بينما تلوح بطولتا دوري الأمم الأوروبية ومونديال قطر في الأفق. 3- ضغط المباريات حتى الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، حينما سيحل ضيفا على أتلتيكو مدريد، لن يكون لدى الفريق الكتالوني أي وقت لالتقاط الأنفاس بين المباريات. حتى حينها ستكون في انتظاره مواجهات قادش وليفانتي وبنفيكا وأخيرا الروخيبلانكوس. 4- الجمعية العمومية إذا لم تتم تسوية "قضية كومان" في غضون شهر، من المرجح للغاية أن تصبح إحدى المشكلات الأساسية التي سيسأل عنها الأعضاء الممثلون مجلس إدارة لابورتا في الجمعية العمومية المقررة في 17 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وهو أمر تريد الأخيرة تفاديه بأي ثمن. 5- فقدان الثقة منذ توليه المنصب في مارس/ آذار الماضي، أجرى الرئيس الجديد لبرشلونة العديد من التغييرات في المناصب الرئيسية الرياضية والإدارية في النادي. على النقيض، استمرت الإدارة الفنية للفريق في ظل عجز لابورتا عن إيجاد بديل، ويريد الرئيس حل هذه المسألة عاجلا وليس آجلا. 6- حجج كومان التبرير بأن ما حدث له علاقة بحقيقة أن اللاعبين المتاحين له حاليا تحت تصرفه ليس بوسعهم تقديم المزيد لا يقنع مشجعي البارسا، الذين يستشيطون غضبا في كل مرة أكثر من ذي قبل. كما لم ترق للجماهير تصريحات مثل تلك التي أدلى بها المدرب أمس الاثنين، حين تساءل على سبيل تقديم الأعذار، عما إذا كان ينبغي اللعب بأسلوب "تيكي-تاكا بينما لا توجد مساحات".