عندي دين سأسدده للرجاء نعم أضع عينا على ما يجري بالجيش أخاف أن لا تفي الأندية بإلتزاماتها نحن نبني فريقا وطنيا جديدا، فلماذا الإستعجال؟ إذا نحن قمنا بعملية افتحاص لواقع الإطار الوطني المغربي الذي يشكل الدعامة التقنية في ميدان كرة القدم المغربية، لن نجد أكثر تمرسا وكفاءة وحمولة معرفية مبنية على تجارب ودراسة من المدرب امحمد فاخر الذي يعتبر من الأقلية الذين أحاطوا بعالم التداريب من مختلف مجالاته انطلاقا من ممارسة محترمة في صفوف الرجاء البيضاوي المدرسة والمنبع ثم كإطار على مستوى مدرسة النادي فمدرب مساعد رفقة أبرز الأطر التي تعاقبت على دفة التأطير بخضراء المغرب، خاصة في مستوى التألق والألقاب مع المدرب "روغوف" (9596) ثم كمدرب بكل المقاييس أكد هويته بلقب سنة 1999 في انتظار الإطار الأرجنتيني أوسكار فيلوني. امحمد فاخر أعطى الأطر الوطنية الشابة والطموحة درسا في الإقدام والشجاعة عندما حلق بجناحيه في سماء نهضة سطات، ثم مع حسنية أكادير لقطف لقبين متتاليين مع الفريق السوسي (20012022) (20022003)، وبالتالي أنهى فترة انتظار دامت نصف قرن. مع الفريق العسكري فتح فاخر سجل ماضي هذا الفريق ليربطه بالألقاب، ثم طار للإحتراف كسابقة بالبطولة التونسية بعد أن مر بكرسي قيادة المنتخب الوطني في ظروف جد صعبة وفي إطار واجب وطني أداه بكامل الأريحية. عودته من تونس تزامنت مع بحث الرجاء عن الطائر النادر وميوله الخضراء وزن ثقيلا رغم إغراءات عسكرية ومنطلقة المتأخر في عمله لم يحل دون حضوره المتميز في بطولة ما قبل الإحتراف. - المنتخب: ما هو تقييمك للجزء الذي مر من البطولة؟ فاخر: كما يعلم الجميع فإنني كنت في مهمة بتونس والتحقت بالوطن والبطولة قد اجتازت محطتها الخامسة، وبالتالي لم أشرف علىإعداد فريق الرجاء الذي كان لي الشرف تحمل مسؤوليته التقنية كامل ولأول مرة في مشواري، وهكذا وجدت بعض الصعوبات في إطار اختيار المجموعة التي سترافقني في الموسم الحالي، البطولة عرفت تحسنا ملموسا قياسا بالمواسم الماضية لكن بإيقاع بطيء، إلا أن الإيجابيات واقع ملموس على مستوى التجهيزات الرياضية وعمل الأندية واهتمامها بالتكوين والتحكيم واختصارا كل مكونات اللعبة، هذا لا يمنع من وجود بعض الهفوات التي يمكن تجاوزها مستقبلا. - المنتخب: ما هي طبيعة ومصادر هذه الهفوات؟ فاخر: كما تعلم فالكرة المغربية تتأهب لدخول عالم الإحتراف على قواعد قانونية خاصة بعد صدور قانون التربية البدنية والرياضة، في إنتظار صدور قانون المدرب المغربي، والملاحظ أن جزء مهما من محتوى دفتر التحملات بات واقعا ملموسا في حياة الأندية التي تحاول حرق المراحل ما دامت التنافسية هي سيدة الموقف. من الأخطاء التي أخشى أن تؤثر على مسار الأندية غياب التخطيط المنبني على الواقعية خاصة على مستوى تأمين الدخل القار الذي بدونه لا يمكن أن نرسم البرامج، من هذه الهفوات تلك المتصلة بعقود اللاعبين، حيث أن الظاهر أن بعض الفرق إن لم نقل جل الفرق قد تورطت عندما أبرمت عقودا خيالية مع اللاعبين مكرهة بحكم أن جلهم كان حلا من أي إلتزام، ما سهل عليه أن يختار وبالتالي ظهور مضاربات لا أدري هل الأندية ستقوى على الوفاء بإلتزاماتها المادية، كما هو متبث في العقود وشهر مارس المقبل سيشكل منطلقا لهذه المشاكل التي ستدخل من خلالها الأندية في صراعات مع اللاعبين وحتى الأطر التقنية وهذا قد يشكل نقطة تراجع على مستوى أداء الفرق، وبالتالي قد يبعثر أوراق الأندية التي لم تحكم مخططاتها بواقعية. - المنتخب : بالأمس كانت كرة القدم الوطنية تعيش ظاهرة وفرة اللاعبين واليوم نلاحظ نقصا مهولا ينعكس على هيكلة الأندية، ما السر في نظرك؟ فاخر: بالأمس كان مصدر توفر اللاعبين من المستوى الجيد هو المدن الكبرى كالدارالبيضاء، الرباط، مراكش، فاس، وجدة ومكناس، والسبب هو تواجد الفضاءات التي كانت تشكل المرتع الخصب الذي غذى الأندية إلى درجة أنها كانت تتخلى عن عدد كبير من المواهب التي تلج أندية أقل مستوى بحثا عن الممارسة في انتظار الأفضل، لذا أصبحت المدن الصغرى هي المصدر الذي تعتمده الفرق لإثراء رصيدها من اللاعبين الذين لا يرقى البعض منهم إلى المستوى المطلوب. - المنتخب: ما هو الحل في نظرك؟ فاخر: في غياب هذه الملاعب لا بد من التعجيل بخلق مراكز التكوين داخل الأندية وتجهيزات القرب التي نادى بها السيد الوزير والإهتمام بالرياضة المدرسية ونظام الدراسة والرياضة على مستوى المدن والقرى ولمرافقة هذه المشاريع لا بد من تعزيز الطاقم التقني المغربي بأطر في المستوى ولها تكوين يلائم هذا التخصص. - المنتخب: هناك تضارب في الرأي بخصوص إحداث دوري المستقبل، ما رأيك؟ فاخر: لقد تحدثنا كثيرا عن النادي كقاعدة ينطلق منها كل عمل هادف إلى تحسين المستوى الكروي ببلادنا، ويجب ألا ننسى إدارة الكرة الوطنية إلى الأمام، لذا فمن الضروري أن تتم هيكلة الجامعة والعصب في إطار ما تتطلب الممارسة، بالنسبة لسؤالك فإنني إندهشت عندما سمعت من الإطار الهولندي "فيربيك" أنه لم يكن على علم بهذا الدوري، إذن من تجرأ بالتطفل على الإطار الذي له مسؤولية تدبير الشأن التقني لهذه الفئة، هذا شيء خطير يفرض وضع عدة تساؤلات على إدارة الكرة الوطنية ونحن على بعد شهور من دخول الإحتراف. - المنتخب: ما هو الجديد الذي لمسته في مسار البطولة الوطنية، وهل بدأت ملامح اللقب تتحدد؟ فاخر: الجميل في بطولة هذا الموسم ظهور فرق لها طموح غير مسبق للفوز بلقب البطولة، وأذكر على سبيل المثال فريقي أولمبيك آسفي والمغرب الفاسي، بالإضافة إلى الأطراف التقليدية، هذا من شأنه أن يذكي روح المنافسة ويرقى بالبطولة إلى أفضل، وبالتالي جلب المتفرج الذي يبقى دعامة مادية وروحية. - المنتخب: هل تتابع تحركات الفريق العسكري عن قرب؟ فاخر: أظن أن المرحلة التي قضيتها بهذا الفريق تلزمني بالإهتمام به لأنني ما زلت أحتفظ بصداقة المسير والإطار واللاعب والطاقم الطبي والجمهور، فهي مدرسة والكبار لا يموتون. - المنتخب: بعد عودتك، هل فضلت الرجاء على الجيش الملكي، ولماذا؟ فاخر: أنا جد محظوظ لأنني بمثابة الإبن الذي له أسرته الحقيقية وأسرته بالتبني، وكل طرف له محبة خاصة في قلبي، بالنسبة للرجاء فلي دين على النسور باعتبار الرجاء مدرستي الأولى وكان لا بد أن أختار لأرد جزء من هذا الدين وتلبية رغبة في داخلي وتتمثل في قيادة الرجاء تقنيا وفي إطار المسؤولية الشاملة. بالنسبة لفريق الجيش الملكي فهو الفريق الذي علمني الإحتراف وهذا لن أنساه. - المنتخب: يعتبر جمهور الرجاء الأقرب إلى الفريق وهي أسطورة لن تتغير، كيف هي علاقة فاخر مع هذا الهرم؟ فاخر: كما ذكرت فهو بحق الأقرب واعتبر ذلك إيجابيا في إطار وضع المدرب أمام مسؤوليات تحقيق مطالب هذا الطرف الذي لاحظت جديده الكامن في نضجه والتحلي بسلوك الطرف الذي أصبح عارفا بميدان كرة القدم ويتذوق الفرجة ويحسن التشجيع حتى في حالة الضيق، لذا فإن علاقتي به هي أكثر من علاقة إطار تقني بفريق، بل عنصر منتمي إلى أسرة الرجاء، وأشكل مع ظلمي والصديقي وفتحي ومخلص وعبد الرحيم وباقي القدماء الذين أخلصوا للرجاء وما زالوا جمهورا من نوع خاص. أعطيك مثالا بفريق الفتح الذي حقق نتائج مهمة خلال هذا الموسم رغم غياب الجمهور، أظن أن قلة هذا الطرف أعطت حسين عموتا فرصة العمل بدون ضغوط، وهذا يبدو إيجابيا بالنسبة لهذا المدرب الشاب. - المنتخب: إذا كان هناك مدرب له نظرة واقعية للمنتخب الوطني فهو الإطار امحمد فاخر الذي عاش التجربة مع زملاء مروان الشماخ، ما هي نظرتك الحالية؟ فاخر: أنطلق من المجموعة التي يتشكل منها المنتخب الوطني الحالي والتي تضم عناصر يلجون عرين الأسود للمرة الأولى في مشوارهم، لذا ينتظرهم عمل طويل وشاق لاستحقاق حمل القميص الوطني كسابقيهم نور الدين نيبت، مصطفى حجي، الحضريوي صلاح الدين بصير وباقي المجموعة المخضرمة بين فترتي هنري ميشيل والزاكي بادو ، وإذا كان الإستثناء هو بالنسبة للحارس لمياغري ومروان الشماخ وحسين خرجة وحجي الأصغر، فباقي الموجة الجديدة تدخل في هذا الإطار، لذا أعتبر التركيبة قابلة للتطور ما دام القيدوم مستعد لمساعدة الجديد، وهذا يتطلب بعضا من الوقت وكل حكم سيكون سابقا لأوانه. بالنسبة للإطار البلجيكي السيد "غيرتس" فالمهلة لن تكون سهلة لكنها غير مستحيلة ما دام التقني الجديد قد تمرس في عدة فرق وحقق نتائج دفعت إلى جلبه، خاصة أنه مسنود بإدارة تعمل على تلبية كل رغباته واختياراته. - المنتخب: أين تكمن الإشكالية في الظرفية الحالية في نظرك؟ فاخر: لقد مر المنتخب الوطني بظرفيات أصعب من التي يمر منها الآن وهو يتجدد ويتهيكل، كما أنه واجه لقاءات أصعب من لقاء الجزائر، إلا أننا لا بد أن نضع هذا الفريق الخصم والعنيد في المجهر ونضع المقارنات ونبني كل عملنا على ما هو سلبي وإيجابي لتلافي المفاجأة. الفريق الجزائري أكثر تجربة وانسجاما لكونه عاش بطولة كأس العالم وقبلها كأس إفريقيا وفي المناسبتين كنا نحن غائبين، إذن فالإنسجام واقع جزائري بالإضافة إلى عامل الملعب والجمهور، في إطار تقني محض هناك لياقة بدنية متميزة لصالح الجزائريين والسيطرة على الكرات العالية وقوة على مستوى الضربات الثابتة، كل هذه معطيات يجب أن نضعها في خانة الفترة الإعدادية لهذه المواجهة لضمان الفوز أو التعادل على الأقل. - المنتخب: وفي حالة الهزيمة لا قدر الله؟ فاخر: لن تكون نهاية العالم باعتبار أن الفريق المغربي يوجد في فترة هيكلة وإعداد اعتمادا على عناصر تنتمي إلى أكبر الأندية الأوروبية، وكما ذكرت سالفا عامل الإنسجام هو الذي سيعطينا فريقا من أقوى ما أنجبته كرة القدم المغربية، فلماذا نضيعه في هذه الحالة؟ كمغربي وإطار سابق للفريق الوطني، أتمنى أن يدخل أسود الأطلس الأفراح إلى قلوب كل المغاربة لتكون الإنطلاقة التي ينتظرها الجميع. حاوره: