بدايتي في الرائد كانت صعبة لكنني تأقلمت سريعا لن أنسى فضل المرحوم مديح وأتمنى الإحتراف في أوروبا أتطلع للمشاركة في كأس العرب وقميص منتخب المغرب طموح مشروع دخل كريم البركاوي تجربة جديدة في مشواره الكروي، عندما راهن على حمل ألوان الرائد السعودي بعد سنوات قضاها مع حسنية أكادير، وكانت كل المؤشرات تؤكد أن البركاوي بعد نهاية لموسم الماضي، سيغير الأجواء بعد أن حان وقت الرحيل عن الفريق السوسي، ناهيك عن العروض الكثيرة التي طاردته، قبل أن يختار دخول تجربة في الخليج، شأنه شأن مجموعة من اللاعبين الذين راهنوا دخول هذه التجارب. البركاوي وفي حواره مع «المنتخب»، يكشف سر اختياره الإنتقال للرائد السعودي، وكذا تقييم حضوره مع الفريق السعودي وطموحاته المقبلة، خاصة المشاركة في كأس العرب المقرر أن تقام في قطر، إضافة إلى مواضيع أخرى. المنتخب: كيف جاءت فكرة الإنتقال لنادي الرائد السعودي؟ كريم البركاوي: كان هناك عرض من هذا الفريق من بين عدة عروض مهمة توصلت بها، لكن هذا الفريق كان أكثر إصرارا على جلبي كما لبَى كل شروطي ومتطلباتي، فلم أجد بُدا في الإنتقال له، بعد أن كللت المفاوضات بالنجاح. انتقالي للرائد كان أيضا من جانب رغبتي دخول تجربة احترافية خارج المغرب، كان طموحي أن أغير الأجواء وأستشرف تجربة جديدة أغني بها رصيدي. المنتخب: هل كان سهلا عليك مغادرة حسنية أكادير الذي عشت معه لحظات لا تنسى؟ كريم البركاوي: طبعا لم يكن سهلا، لكني وجدت أن الوقت قد حان لتغيير الأجواء ودخول تجربة جديدة، لكن الشيء الذي أراحني أني غادرت حسنية أكادير وهو في وضعية جيدة، بدليل أن آخر مباراة خضتها كانت على مستوى نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، حيث تبقى هذه المباراة تاريخية بحكم أن فريقنا وصل لهذا الدور لأول مرة في تاريخية فكان لي الشرف لأشارك في هذه المباراة قبل الرحيل. المنتخب: كانت هناك أخبار أكدت تلقيك عرضا من فرنسا، ما صحة ذلك؟ كريم البركاوي: أريد التأكيد في هذا الصدد أن من أولوياتي وأهدافي الأولى، كانت أن أحترف في أوروبا، لذلك كنت مُصرا على أن أناقش أي عرض يصلني من أوروبا بكل جدية. فعلا، أبدى فريق من الدرجة الثانية بالبطولة الفرنسية رغبته في ضمي، وقدم لي عرضا رسميا، لكن القيمة المالية كانت غير مشجعة، لذلك باءت المفاوضات بالفشل، فقررت بعدها أن أدخل تجربة بالخليج. المنتخب: وماذا عن العروض المحلية، هل كانت مطروحة أمامك؟ كريم البركاوي: للأمانة، فقد توصلت بعروض من أندية مغربية وازنة قبل مواسم، لكن إدارة الحسنية كانت متشبثة ببقائي ورفضت بيعي، خاصة أننا كنا ننافس على عدة واجهات، توصلت أيضا بعروض بعد نهاية الموسم الماضي، وكانت في المستوى، لكن تركيزي كان أكثر على الإحتراف خارج المغرب، خاصة أن العروض الخارجية التي توصلت بها شجعتني على ذلك، وهي مناسبة لأشكر كل الأندية المغربية التي أبدت اهتمامها الكبير للتعاقد معي. المنتخب: كيف عشت بدايتك الأولى في السعودية، هل تأقلمت بسرعة ؟ كريم البركاوي: البداية كانت نوعا ما صعبة، حيث خضت مباراة نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية ضد نهضة بركان وسافرت في اليوم الموالي، شيء طبيعي أن تكون البداية نوعا ما صعبة، إذ كنت بحاجة لبعض الوقت من أجل التأقلم مع الأجواء الجديدة. لا أنكر أني وجدت كل الترحاب من مكونات الفريق من جهاز تقني ومسؤولين ولاعبين وخاصة الجمهور، كل ذلك ساعدني على التأقلم مع الحياة الجديدة، كما أنه يسهل الإستئناس بالأجواء بسرعة، عندما تنتقل للعيش في بلاد عربية، بخلاف مثلا البلدان الأوروبية الذي نصطدم فيها بمجموعة من المتغيرات. المنتخب: وماذا عن الجانب التقني، كيف كانت البداية مع الرائد؟ كريم البركاوي: خضعت لحجر صحي لمدة يومين، بمجرد التحاقي بالرائد، استدعاني المدرب في نفس الأسبوع للمباراة، شاركت في الدقائق ال10 الأخيرة، فيما شاركت في المباراتين التاليتين وسجلت فيهما هدفين، لكني لم أسجل بعد ذلك في 3 مبارايات قبل أن أتعرض للإصابة، لكني الأمور سارت بشكل جيد بعد عودتي لأجواء المنافسة وتأقلمت أكثر مع الأجواء وسجلت الكثير من الأهداف. المنتخب: هل صحيح أن اللاعب الأجنبي في البطولات الخليجية يعيش ضغطا كبيرا؟ كريم البركاوي: فعلا، اللاعب الأجنبي مطالبا أن يكون أكثر تميزا وتطالبه مكونات الفريق دائما بالعطاء، خاصة إن كان مركزه في الهجوم، بل يكون مجبرا على التسجيل دائما ولا يغيب عليه الحس التهديفي طويلا.. من جانبي أبذل قصارى جهدي في المباريات لأني أعرف أن الرائد جلبني من أجل تقديم الإضافة والمساهمة في تلميع صورته في البطولة السعودية. المنتخب: وماذا قدم الرائد هذا الموسم؟ كريم البركاوي: لم يظهر الرائد بالمستوَى المطلوب هذا الموسم، بسبب كثرة الإصابات التي أثرت عليه وأبعدت أبرز لاعبيه، بينما ظهر بشكل أفضل في الموسم الماضي، بدليل أنه نافس على أحد المقاعد الأسيوية. لكن الرائد ما زال ينافس هذا الموسم ويبحث على إنهاء الترتيب في أحد المقاعد الأمامية. المنتخب: هل تشعر أنك تستفيد تقنيا من هذه التجربة، خاصة أن الكثير من المتتبعين يعتبرون أن الإستفادة تكون مادية أكثر منها رياضية؟ كريم البركاوي: بحكم ممارستي في البطولة السعودية والمشاركة في المبارايات، فأنا أؤكد أن هذه الفكرة خاطئة، اعتبارا لقيمة البطولة السعودية ومستوى أنديتها، لأن اللاعب يكون دائما مطالبا ببذل مجهود كبير في التداريب والمباريات، بل إن المنافسة تكون أقوى بين اللاعبين الأجانب، وكل لاعب أجنبي عليه أن يقدم الإضافة المطلوبة، لذلك مخطئ من يعتقد أن اللاعب ينتقل للبطولة السعودية من أجل السياحة أمام قوة المنافسة. المنتخب: هل هناك من اختلاف بين البطولتين المغربية والسعودية؟ كريم البركاوي: وجدت الإيقاع في البطولة السعودية أقوى، اعتقد أن ما يميزه هم اللاعبين الأجانب الذين يبقى أغلبهم من النجوم ويأتون بصفقات مالية كبيرة وأغلبهم يشكلون لاعبين أساسيين في منتخباتهم، هناك أيضا أندية قوية تدبر أمورها بسيولة مالية كبيرة، كل ذلك يجعل البطولة السعودية مميزة في الخليج، وتختلف على العموم من حيث الإيقاع عن البطولة المغربية، وأشعر أني استفدت كثيرا من هذه التجربة تقنيا وتكتيكيا. المنتخب: هل يبقى سقف طموحك البقاء في الخليج ولما لا الإحتراف في أوروبا؟ كريم البركاوي: الإحتراف في أوروبا يبقى حلم كل لاعب، خاصة أن أي تجربة إلا وتكون مفيدة من جميع المستويات، برأيي لا يجب أن يتوقف الطموح في محطة واحدة. طبعا أتمنى أن أعيش تجربة في أوروبا، ما عليّ إلا أن أواصل العمل والإشتغال بجدية من خلال الإستفادة من التجربة الحالية في السعودية بتطوير إمكانياتي من جميع الجوانب. المنتخب: هناك حديث عن مشاركة محترفي الخليج مع منتخب المغرب في كأس العرب، أكيد أنك تتمنى المشاركة في هذه المنافسة؟ كريم البركاوي: إنه طموح مشروع لأي لاعب أن يشارك في المنافسة العربية وحمل القميص الوطني، هي خطوة مهمة أكيد أنها ستحفز محترفي الخليج وستزيدهم رغبة من أجل تقديم أفضل العطاء. طبعا سأكون فخور وأنا أشارك في كأس العرب، خاصة أني شاركت في تصفيات كأس أمم إفريقيا للمحليين الأخيرة، لذلك يبقى من طموحاتي الكبيرة، ولما لا حمل قميص منتخب الكبار. المنتخب: أكيد أنك ما زلت على تواصل مع مكونات حسنية أكادير، لأننا نعرف العلاقة التي تربطك بهذا الفريق؟ كريم البركاوي: طبعا لا يمكنني أن أنسى فريقي الأم، وكل ما قام به لأجلي، وبفضله وصلت لهذا المستوى من المنافسة، أتابع كل مبارياته وأنا دائما على اتصال باللاعبين ودائما أستفسرهم حول أحوالهم وأهنئهم وأدعمهم بعد كل مباراة، أتمنى دائما النجاح لفريقي الأم ليكون في المراتب العليا. المنتخب: كيف تحكم على مستوى حسنية أكادير هذا الموسم؟ كريم البركاوي: بعد بدايته الصعبة في البطولة، استعاد حسنية أكادير مستواه منذ التعاقد مع المدرب رضا حكم الذي أعاد التوازن للفريق والثقة للاعبين، بداأنا نلاحظ تطورا كبيرا في الأداء، وهذا يعكس رغبة مكونات الفريق وحماسهم من أجل تمثيل الكرة السوسية أفضل تمثيل. أتمنى أن يسير حسنية أكادير على هذا المنوال، خاصة أن للفريق إمكانيات بشرية مهمة، كما أتمنى أن ينهي الفريق الترتيب في أحد المراكز المتقدمة التي تخول له المشاركة في المنافسة الإفريقية أو العربية.