حقق المنتخب المغربي فوزا مستحقا على نظيره الزيمبابوي بثلاثية نظيفة في ربع نهائي كأس إفريقيا للاعبين المحليين، ليضمن تأهله إلى دور النصف حيث سيلاقي منتخب الكامرون في المبارة التي ستجمع الفريقين يوم الأربعاء القادم. واعتمد الحسين عموتا مدرب الأسود في مباراة زامبيا على ذات التشكيلة التي أنهى بها مباراة الجولة الثالثة من منافسات دور المجموعات أمام أوغندا، حيث وضع في حراسة المرمى كالعادة الحارس أنس الزنيتي، وفي الدفاع كل من العمر النمساوي وسفيان بوفتيني وعبد المنعم بوطويل وحمزة الموساوي.. ووضع في خط الوسط كل من يحيى جبران وآدم النفاتي وعبد الإله الحافيظي وسفيان رحيمي الذي يميل أكثر إلى الهجوم.. بينما وضع عموتة كالعادة أيوب الكعبي في خط الهجوم كرأس حربة. ولم يكن أسود الأطلس في حاجة إلى أي وقت لجس النبض أو لامتصاص ضغوطات الخصم، حيث قاد هجوما قويا من أول دقيقة أثمر عن هدف السبق في الدقيقة الأولى، وهو أسرع هدف في تاريخ نهائيات "الشان".. وجاء الهدف من توقيع سفيان رحيمي بعد تمريرة دقيقة من الحافيظي. ولم يكد المنتخب الزامبي يصحو من الصدمة، ويستوعب الذي حدث حتى أضاف المنتخب المغربي الهدف الثاني من توقيع اللاعب بامعمر في الدقيقة 8 إثر تنفيذ الحافيظي لضربة زاوية. كانت نية الأسود منذ بداية المباراة الضعط المتقدم والبحث عن التهديف بإصرار كبير معتمدا على تدفقات لاعبيه المتتالية وعلى صناعة الانطلاقات عبر خطي الوسط والدفاع مع الإعتماد أيضا على الكرات الحاسمة من صانع الألعاب عبد الإله الحافيظي. وبالقدر الذي كانت بداية المنتخب المغربي ناجحة بالنسبة للمنتخب المغربي، بالقدر التي كانت مستفزة للاعبي منتخب زامبيا الذين فقدوا أعصابهم وبدأوا يرتكبون الأخطاء ويمارسون التدخلات القوية والعنيفة في حق لاعبي الأسود أسفرت إحداها عن طرد شيلونغوشي إثر تدخل عنيف في حق الحافيظي، وكان ذلك في الدقيقة 22 بات بعدها المنتخب المغربي متفوقا عدديا على أرضية الملعب. الثنائية مع الأكثرية العددية منحت مزيدا من الثقة لأسود الأطلس.. في وقت بدا فيه المنتخب الزامبي مرتبكا وفاقد للتركيز، وهو ما حفز المنتخب المغربي على البحث عن مزيد من الأهداف.. وقد فعل ذلك فعلا بفضل أداء جماعي ومثالي، أثمر عن الهدف الثلاث من توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 39 عن طريق ضربة جزاء مستحقة. ورغم التغيير الإضطراري الذي لجأ إليه المدرب عموتة في الدقيقة 28 عندما أصيب النفاتي في العضلة الخلفية وأدخل بدله زكريا حدراف.. إلا أن أسلوب أداء الأسود لم يتغير وظل كما هو يميل إلى ممارسة الضغط الخانق وصناعة الانطلاقات بكثافة بحثا عن مزيد من الأهداف. وكان من الطبيعي أن يناقش المنتخب الوطني مجريات الشوط الثاني بكثير من الهدوء والتأني مع الحفاظ على تقدمه في النتيجة والبحث في نفس الوقت عن أي سعي قد يقود إلى هدف أو أهداف أخرى.. وبالفعل أتيحت فرصة ذهبية لرحيمي في الدقيقة 58 لم يتسغلها كما يجب لتضيع عليه فرصة ذهبية لإضافة هدف رابع. ولجأ عموتة خلال الدقيقة 61 إلى تغيير الحافيظي بزميله وليد الكرتي لتجنيب الأول مزيدا من الإرهاق تحسبا لمباراة نصف النهائي القادمة كما لجأ في الدقيقة 73 إلى تغيير رحيمي بزميله رضا سليم.. لذلك كان من الطبيعي أن يتراجع الإيقاع بعض الشيء، وأن تقتصر مهمة الأسود مع تعاقب دقائق المباراة على الحفاظ على النتيجة وعلى شباكهم نظيفة أكثر من البحث عن تسجيل أي هدف آخر. وعلى إثر خطإ قاتل ارتكبه عمر النمساوي في الدقيقة 80 تمكن المنتخب الزامبي من توقيع هدفه الأول عن طريق لاعبه موزيس، ليتضح أن الأسود بدأوا يفقدون السيطرة على مجريات المباراة رغم النقص العددي للمنتخب الزامبي.