انتهت مباراة ذهاب نصف نهائي عصبة أبطال إفريقيا بين الوداد البيضاوي وضيفه الأهلي المصري بسقطة مدوية ل"الفرسان الحمر" وخسارتهم بهدفين دون رد، في مباراة قوية ومثيرة لكنها لم تسِرْ على الإطلاق بالشكل الذي خطط له الوداديون بفضل التفوق التكتيكي والمعنوي الكبيرين لفريق الأهلي. ومن دون مقدمات جاءت بداية المباراة صادمة جدا بالنسبة للوداد الذي تلقى ضربة مؤلمة بهدف مباغت في الدقيقة 4 إثر خطإ قاتل لمدافعه يحيى جبران الذي ارتبك بشكل غريب، لينتزع منه مجدي أفشا الكرة وينفرد بالحارس التكناوتي ويسجل هدف السبق لصالح الأهلي. لم يترك هدف السبق المباغت أي خيارات للوداد سوى أن يبادر سريعا للبحث عن تعديل الكفة، والعودة في المباراة قبل فوات الأوان.. لذلك بادر إلى تنظيم عدة هجومات من الجهتين اليمنى واليسرى مرة عبر بديع أووك ومرة عبر إسماعيل الحداد، لكن من دون فاعلية.. في وقت كان فيه الأهلي يترصد بين الفينة والأخرى أي سعي وأي فرصة للقيام بهجمة قوية مضادة، لذلك لم يكن الحارس التكناوتي في مأمن على الإطلاق، وقد اتضح ذلك من خلال الخطورة التي ظلت تشكلها تدفقات الأهلي بين الفينة والأخرى. ولم يكن هدف السبق الأهلاوي هي اللعنة الوحيدة التي أصابت الوداد خلال الشوط الأول، بل أصيب بلعنة أخرى عندما أتيحت له فرصة تعديل الكفة في الدقيقة 39 ولم يستغلها على النحو الأمثل. فقد حصل غباغبو ماغيبي على ضربة جاء عندما اعترض طريقه في مربع العمليات الحارس محمد الشناوي، وهي ضربة الجزاء التي أقر الحكم الزامبي جاني سيكازوي قبل وبعد اللجوء لتقنية الحكم المساعد "فار"، لكن أووك أضاعها ليظل التقدم في النتيجة لصالح الأهلي الذي أنهى الشوط الأول متقدما بذات النتيجة 1 – 0. والحقيقة أن الوداد عانى الأمرين من ثلاثة عوامل كانت قاتلة جدا بالنسبة إليه، الأول أن دفاعه كان فوق نار مشتعلة! وكان قابلا للإنفجار في أي وقت بسبب النقص الفضيع الذي عانى منه لغياب أهم مدافعيه.. والثاني معاناته مع النقص الكبير في اللياقة البدنية والمعنوية في آن واحد، ثم العامل الثالث وهو خيارات المدرب على مستوى خط الهجوم لإبقائه على كازادي في كرسي الاحتياط. وأدرك الوداديون أن المساحة الزمنية المتاحة خلال الشوط الثاني هي كل ما تبقى أمامهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لذلك عقدوا العزم على بذل مزيد من الجهود لتعديل الكفة، لكن كان للأهلي خلال الشوط الثاني رأي آخر لأنه لم يتراجع للدفاع عن هدفه الوحيد بل استمر في البحث عن المزيد مع يقينه التام بأن دفاع ومعنويات الوداد مهزوزة إلى حد كبير. وأظهر الفريق المصري تفوقا واضحا وكأنه يلعب بميدانه، فقد كان الأفضل في كل شيء دفاعا وهجوما وبناء وتنظيما ومعنويا. ولم يتأخر الأهلي في تحقيق مراده عندما تمكن من الحصول على ضربة جزاء في الدقيقة 62 سجل منها علي معلول الهدف الثاني لتحل "اللعنة" الثالثة على الودادين الذين أدركوا أن خيارات المدرب غاموندي وأن كل ظروف المباراة خانتهم على نحو غير متوقع. ولم يعد أمام الوداد سوى أن يراهن على مباراة الإياب في القاهرة يوم الجمعة 23 أكتوبر المقبل، وأن يلعب بشعار "الكل للكل" في مهمة يبدو أنها مستحيلة بكل المقاييس!