• العودة كانت صعبة لكن بالإرادة تخلصنا من هاجس "كورونا" • عانيت كثيرا مع الإصابات • والدي شكل لي القدوة وتوجيهاته كانت زادي في مشواري • المنتخب المحلي قادر على الدفاع عن لقبه بالكامرون المهدي قرناص، واحد من اللاعبين المميزين في البطولة الوطنية، وأحد الركائز الأساسية داخل الدفاع الجديدي، بحكم أنه تدرج في جميع الفئات، إذ ظل يحمل عشقا خاصا لفريق الدكاليين وهو الذي تذوق هذا العشق من والده المدافع الكبير عبد الحكيم قرناص الذي لعب للدفاع في فترة الثمانينيات. في هذا الحوار نقف مع قرناص عند أهم المحطات التي خاضها في مشواره، بداية مع الدفاع الجديدي، أليسوند النرويجي، الجيش الملكي ثم الوداد البيضاوي، وتجاربه مع المنتخبات الوطنية، وحكاية الإصابات التي تعرض لها في مشواره، تابعوا التفاصيل.. المنتخب: بداية، هل يمكن الحديث عن صعوبة العودة لمنافسات البطولة بعد فترة الحجر الصحي؟ قرناص: فعلا كانت هناك صعوبة، خاصة وأن اللاعب لم يسبق له أن ظل متوقفا عن ممارسة كرة القدم لأزيد من ثلاثة أشهر، والصعوبة بطبيعة الحال تجلت في الجانب البدني، لأنكم تعرفون جيدا بأن التداريب التي كنا نخوضها في الحجر الصحي ليست هي التداريب التي كنا نخوضها في الملعب مع اللاعبين وبالكرة، ومع ذلك كنا نبذل قصارى الجهود بأن نحافظ على اللياقة البدنية، وقد تم منحنا برنامجا يتماشى مع المرحلة من الطاقم التقني للدفاع الجديدي. وقد سعدنا كلاعبين بالعودة لأجواء المنافسة لأن حياتنا مرتبطة بكرة القدم والتوقف الإضطراري بسبب تفشي وباء كورونا، أثر علينا كثيرا من الناحية المعنوية. المنتخب: كيف كان رد فعلكم كلاعبين مع قرار الجامعة بإعادة مباراتكم ضد الرجاء البيضاوي بعد إنتظار طويل؟ قرناص: بالنسبة لنا كلاعبين ما كان يهمنا هو الدفاع عن ألوان الفريق في الميدان والأمور الإدارية تركناها للمكتب المسير الذي ما زال يدافع عن مصالح الفريق، والحمد لله قدمنا مستوى جيد ضد الرجاء وكنا نستحق الفوز. المنتخب: هل أنتم راضون على عودتكم لأجواء المنافسة بعد التعادل أمام الرجاء ونهضة بركان؟ قرناص: بطبيعة الحال نحن راضون على المستوى الذي قدمناه أمام الرجاء البيضاوي والنهضة البركانية، علما أن الفريقين معا يتنافسان على لقب البطولة الإحترافية وكنا في المستوى المطلوب، وكان اللاعبون عند الموعد، وكان بالإمكان أن نحقق أفضل من التعادل الذي حققناه، ولي اليقين مع العودة سنكون في أفضل حالاتنا، وبالرغم من الظروف الصعبة التي عشناها في فترة الحجر الصحي فقد عدنا تدريجيا لأجواء المنافسة، وأكيد أن المستوى سيعرف تصاعدا بعد مرور المباريات. المنتخب: تناوب على تدريب الدفاع الجديدي لحد الآن ثلاثة مدربين، بداية بالزاكي بادو والجزائري عبد القادر عمراني وحاليا جمال أمان الله، ألم يتأثر الفريق بهذا التحول التقني؟ قرناص: فعلا عرف الدفاع الجديدي تحولا على مستوى الطاقم التقني، لكن الأساس ظل قائما وهي المنظومة التكتيكية التي عرف بها الفريق، صحيح لكل مدرب فلسفته، إلا أن الفريق ظل محافظا على نهجه، والمدرب جمال أمان الله يعرف اللاعبين جيدا بحكم أنه كان معنا في الفترة الماضية، لذلك لم يجد صعوبة في إختيار اللاعبين والتعامل معهم، والحمد لله كما تبين للجميع هناك حماس بين اللاعبين لإستكمال الموسم وتحقيق النتائج الجيدة. المنتخب: هذا الحماس سيكون من دون شك ضروريا في ظل المنافسة التي يعرفها الدفاع على المراكز المتقدمة؟ قرناص: هذا شيء منتظر لأني أعرف اللاعبين، لذلك فالمنافسة هي جزء من حياة الأندية الكبيرة، التي غالبا ما تعرف هذا النوع من المنافسة، التي تكون ضرورية وتلعب لصالح الفريق، إعتبارا إلى أن اللاعب يكون مطالبا بالإجتهاد سواء في المباريات أو التداريب، أما الإختيار الأخير فيبقى للمدرب، ونحن نسعى كلاعبين إلى تقديم مردود جيد يكون ثمرة مجهود جماعي. المنتخب: ولكن في المباريات الخمس الأخيرة لم تحققوا الفوز، ماذا حصل للفريق؟ قرناص: لو قمت بملاحظة بسيطة، سترى بأن الأندية التي واجهناها تختلف طموحاتها، فإتحاد طنجة الذي تعادلنا معه يبحث عن الإنعتاق من النزول، وواجهنا مولودية وجدة التي توجد في السباق نحو المنافسة على لقب البطولة، وتعادلنا مع الرجاء والنهضة البركانية وخسرنا أمام أولمبيك خريبكة، يعني أننا كنا أمام مواجهات ساخنة، وإن شاء الله سنتدارك الموقف وسنعود لتحقيق الفوز في المباريات القادمة. المنتخب: الدفاع كغيره من الأندية الكبيرة مطالب باللعب على الألقاب، هل تعتقد أن ذلك ممكن هذا الموسم؟ قرناص: كل شيء ممكن، إذا ألقينا نظرة على سبورة الترتيب سيتأكد لك بأن رصيد أندية الصدارة من النقاط ليس كبيرا، وهناك فارق بالإمكان تذويبه، شرط أن ننجح في حصد النتائج الجيدة للضغط على أندية المقدمة، لنثق أولا في إمكانياتنا ونتسلح بالعزيمة، لكن الأهم هو أن لا نضيع النقاط في المباريات القادمة، خاصة المباريات التي تجرى داخل قواعدنا رغم أن الفترة القادمة ستكون صعبة. المنتخب: لنعرج على تجربتك بأليسوند النرويجي، حيث عدت سريعا إلى البطولة ولم يدم مقامك طويلا بالفريق النرويجي.. قرناص: مغادرتي لأليسوند تعود لأسباب خارجة عن الإطار الرياضي وأهمها عدم إنسجام عائلتي مع الأجواء هناك، حيث أصبح مستحيلا أن أواصل مشواري هناك، تعرف أن الإستقرار من أهم أسباب النجاح، لذلك كان علي أن أغادر الفريق وأعود إلى المغرب، رغم أنني كنت أراهن على البقاء هناك. المنتخب: وماذا كان رد فعل مسؤولي أليسوند؟ قرناص: طبعا رفضوا في البداية لأنهم تشبثوا بي وجالسوني أكثر من مرة، وأكدوا لي الإستجابة لكل طلباتي للبقاء، كما منحوا لي فرصة لتسوية مشاكلي، لكن في الأخير إقتنعوا بأني متشبث بقرار المغادرة، فدخلوا في مفاوضات مباشرة مع الجيش بعد أن درسوا كل العروض التي توصلوا بها، لأقرر حمل ألوان الفريق العسكري والحمد لله كانت تجربتي معه موفقة. المنتخب: لكن أي لاعب إلا ويحلم بالإحتراف في أوروبا، لماذا لم تختر الإنتقال لبطولة أوروبية أخرى؟ قرناص: كما أكدت لك لم يكن بوسعي البقاء سواء في النرويج أوفي أي بلد أوروبي آخر لأسباب عائلية، لا أريد مزيدا في الخوض فيها، صحيح أن كل لاعب إلا ويحلم باستشراف مثل هذه التجارب في أوروبا، وقد راهنت عليها لأرفع من رصيد تجربتي، لكن كما يقال مكره أخاك لا بطل، فقد كنت مرغما على مغاردة أوروبا. المنتخب: هل ما زلت تفكر في دخول تجربة إحترافية جديدة؟ قرناص: طبعا عودتي للمغرب لا تعني أنني أسقطت فكرة الإحتراف خارجيا، سأحاول تكرار التجربة عندما تسمح ظروفي العائلية بذلك، الحمد لله أن سني ما زال يسمح لي بدخول تجربة جديدة بأوروبا، لكني حاليا مطالب بالتركيز على تجربتي مع الدفاع وتقديم المستوى الذي يخول لي العودة إلى الواجهة في البطولة ومساعدة فريقي على تسجيل أفضل النتائج. المنتخب: أكيد أنك إستفدت من تجربتك الإحترفية، خاصة أن هناك إختلافا بين البطولتين المغربية والنرويجية؟ قرناص: طبعا، كل التجارب التي يمر منها أي لاعب إلا وتكون مفيدة له، خاصة عندما يتعلق الأمر بأوروبا، فرغم أن البطولة النرويجية لا تلقى إشعاعا إعلاميا، إلا أنها متطورة من حيث المستوى والإمكانيات، كما أن أسلوبها مغاير عن البطولة المغربية، فكرتها تعتمد على الإندفاع والكرات الطويلة والسرعة، وهي جوانب أفادتني كثيرا، ناهيك عن الحياة الإحترافية التي تعلمنا أيضا الإنضباط وغيرها من أسس الإحتراف. المنتخب: بعد أليسوند، لعبت للجيش الملكي، ثم للوداد البيضاوي، وعدت فيما بعد لفريقك الأم الدفاع، كيف تقيم تجربتك مع الوداد البيضاوي؟ قرناص: كل التجارب التي خضتها أفادتني كثيرا، الوداد فريق كبير وكل لاعب يحلم بأن يحمل قميصه، لكن حدث أن وضعني المدرب السابق للوداد فوزي البنزرتي في لائحة المغادرين وقررت حينها مغادرة الفريق والتوقيع لفريقي الأم الدفاع الجديدي. المنتخب: تعرضت لكثير من الإصابات في مشوارك الكروي، ألم تؤثر عليك هذه الإصابات نفسيا؟ قرناص: بطبيعة الحال هناك تأثير كبير على معنوياتي خاصة وأنني أكون في قمة أدائي، لكن كل شيء قسمة ونصيب، وهذا هو حال لاعب كرة القدم، للأسف لاحقتني هذه الإصابات وقد أثرت على مستواي، والحمد لله أنني اليوم أوجد في صحة جيدة وأملي ألا أتعرض للإصابة لكون فريقي بحاجة لخدماتي وأريد أن أحقق معه بعض الإنجازات. المنتخب: بوصفك لاعب المنتخب المحلي، هل بمقدوره الدفاع عن لقبه في نسخة الكامرون؟ قرناص: المنتخب المحلي يتوفر على عناصر مجربة، وله كل الحظوظ للدفاع عن لقبه بالكامرون بقيادة المدرب الحسين عموتا، قبل جائحة كورونا كان الفريق الوطني في كامل الجاهزية للأسف تم تعليق جميع الأنشطة لنواصل التحضير بمنازلنا، وبعد العودة من الحجر، ستكون هناك معسكرات إعدادية للفريق الوطني للإبقاء على الجاهزية لدى اللاعبين، الذين يستحقون أن يكونوا أبطال النسخة القادمة، علما أن لاعبي المنتخب الوطني ظلوا تحت مراقبة المدرب الحسين عموتا والطاقم التقني من خلال تطبيق البرنامج الذي منح لنا في فترة الحجر الصحي، وكانت هناك متابعات يومية مكنتنا من التركيز على الإستحقاقات القادمة. المنتخب: بعيدا عن تجاربك الكروية، أنت إبن واحد من نجوم الدفاع في فترة الثمانينيات، الأمر يتعلق بعبد الحكيم قرناص، هل إستفدت من تجربة الوالد؟ قرناص: بالفعل إستفدت منه الشيء الكثير خاصة من خلال توجيهاته ونصائحه لكونه جايل نخبة كبيرة من اللاعبين المميزين الذين قدموا الشيء الكثير للكرة الجديدية ومنهم والدي عبد الحكيم قرناص، لذلك كان لابد من الإقتداء به، وهذا الحب جاء عن طريق الممارسة وإنخراطي مبكرا بالفئات الصغرى للدفاع الجديدي، حيث تعلمت الشيء الكثير من خلال التأطير والتكوين اللذين خضعت لهما مع مختلف الأطر التي تناوبت على تدريب هذه الفئات، الحمد لله أنني حققت حلم الوالد الذي كان يحلم بأن يرى إبنه لاعب كرة قدم معروف. • بطاقته الإسم الكامل: المهدي قرناص من مواليد: 12 مارس 1990 بالجديدة الطول: 1.81م الوزن: 74 كلغ المركز: وسط الميدان الفريق: الدفاع الجديدي الصفة: دولي مبارياته دوليا: 1 أهدافه دوليا: 1 أول مباراة دولية: المغرب كينيا: 30 (الإثنين 13 أكتوبر 2014 مباراة ودية) أول هدف دولي: المغرب كينيا: 30 (الإثنين 13 أكتوبر 2014 مباراة ودية) مشواره كلاعب: 20092014: الدفاع الجديدي (83 مباراة 10 أهداف) من 20 يونيو إلى 30 دجنبر 2014: أليسوند النرويجي (13 مباراة) 20152016: الجيش الملكي (17 مباراة) 20162017: الوداد البيضاوي (7 مباريات) 20172018: الوداد البيضاوي (5 مبارايات هدف واحد) 20182019: الدفاع الجديدي (24 مباراة 3 أهداف) 20192020: الدفاع الجديدي (15 مباراة هدف واحد) ألقابه توج مع الدفاع الجديدي بلقب كأس العرش عام 2013. توج مع الوداد البيضاوي بلقب البطولة الإحترافية عام 2017.