مدريد: يلتقي ريال مدريد وفالنسيا الخميس في مواجهة ذات تقاليد تاريخية عريقة في مسابقة الدوري الإسباني لكرة القدم (لا ليغا سانتاندير)، لطالما كانت الإثارة حاضرة فيها ولا تخيب التوقعات أبداً، لكن حينما يستعيد جماهير "الخفافيش" ذكريات مواجهة الذهاب في شهر ديسمبر الماضي فإنها ستكون مؤلمة لهم حينما أدرك "الملكي" التعادل بنتيجة 1-1 في الدقيقة 95 عبر المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة بعد تمريرة حاسمة من الحارس تيبو كورتوا، وجاء جرس الإنذار لهذه الذكرى بعدما أهدر فالنسيا الفوز قبل أيام واستقبل هدف التعادل من ليفانتي في الدقيقة 97. ويمر موسم فالنسيا بالعديد من التقلبات بين صعود وهبوط، وهو حال ريال مدريد أيضاً، ومع تبقي عشر مباريات لكل فريق بين طموحات المنافسة على اللقب لفريق العاصمة والسعي لحجز أحد المقاعد المؤهلة إلى البطولات الأوروبية لفالنسيا، فإن ذلك يعتبر مؤشرات نحو الكثير من الدراما المرتقبة في أمسية هذا الخميس. وما زال ريال مدريد في قلب المنافسة على اللقب ويحتاج إلى النقاط الثلاث من أجل البقاء على مقربة من منافسهم برشلونة متصدر الترتيب، ومع غياب اللقب عن خزائن الفريق منذ عام 2017، فإن المدرب زين الدين زيدان يبدو أكثر تصميماً من أجل استعادته مرة أخرى للعاصمة. في غضون ذلك، يسعى فالنسيا للبقاء في دائرة المنافسة على المقاعد المؤهلة للبطولات الأوروبية في 2020-2021، وبينما هم بعيدون بعض الشيء عن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا، وجاء إهدار نقطتين أمام ليفانتي في الرمق الأخير ليصعب الأمور عليهم، لكن فالنسيا أنهى الموسم الماضي بقوة وحصد وقتها 21 نقطة في آخر 10 مباريات في موسم 2018-2019، وهو ما يجعل المدرب ألبرت سيلاديس الذي سبق له اللعب في صفوف ريال مدريد خلال مسيرته، يمتلك الثقة لتحقيق المفاجأة. ويعتبر ثنائي هجوم الفريق الزائر المكون من رودريغو مورينو وماكسي غوميز واحد من أقوى الثنائيات الهجومية في (لا ليغا)، حيث أسكن رودريغو الكرة داخل الشباك بشكل ممتاز من زاوية ضيقة في مواجهة الديربي أمام ليفانتي يوم الجمعة الماضي، كما يمتلك سيلاديس الثنائي الموهوب غونسالو غوديس وفيران توريس للعب كأجنحة ورغم أن كلاهما عائدان من الإصابة فإن ما يشجعهما هو حقيقة الحصول على يومين راحة زيادة عن ريال مدريد. وبالنسبة ريال مدريد، فإن التوقف بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد-كوفيد 19، منحه الفرصة لتعزيز صفوفه من خلال عودة الثنائي الهجومي إيدين هازارد وماركو أسينسيو اللذان حصلا على الوقت الكافي للتعافي من الإصابة، بعدما تم الإعلان عن انتهاء الموسم بالنسبة لهما في وقت سابق. كما يمكن أن يعتمد زيدان على الجناحان البرازيليان الشابان رودريغو وفينيسيوس جونيور، اللذان يعتبران إضافة قوية بفضل الأداء الغير متوقع منهما، وسط تركيز الأضواء على الحارس الدولي البلجيكي تيبو كورتوا الذي يتصدر قائمة أفضل حراس مرمى (لا ليغا) باستقباله أقل عدد من الأهداف هذا الموسم، ولعلنا يجب أن نتابعه جيداً في حال تقدم للمساعدة في الكرات الثابتة في الدقائق الأخيرة لعله يكرر الأمر!. بغض النظر عن موعد لقاء الفريقان خلال الموسم وبغض النظر عن الظروف، فإن المباريات بين ريال مدريد وفالنسيا دائماً ما تعد بالمتعة، والتقى الفريقان 169 مرة في (لا ليغا) على مدار السنوات الماضية، وحقق ريال مدريد الفوز 87 مرة وفالنسيا 45، وتعادلا في 37. وعلى مدار آخر 12 مواجهة بينهما في (لا ليغا)، وبغض النظر فإن الأمور كانت متقاربة، ومنذ عام 2014، حقق ريال مدريد الفوز أربع مرات، وفالنسيا ثلاث مرات وتعادلا 5 مرات، منها التعادل أربع مرات بنتيجة 2-2، وجاء التعادل الأخير الدراماتيكي بنتيجة 1-1. ويمكن لأي أحد يخمن ما ينتظرنا هذه المرة من إثارة أيضاً، حيث يسعى كلا الفريقان لكسب النقاط الثلاث من أجل تدعيم طموحاتهما، وكملاحظة جانبية مهمة فإن هذه المباراة ستقام على ملعب ألفريدو دي ستيفانو، الذي كان بالعادة الملعب المنزلي لكاستيا الفريق الرديف لريال مدريد، حيث يخضع ملعب سنتياغو برنابيو لأعمال الإنشاء.