كورونا خصم شرس ننتصر عليه بالبقاء قي البيوت كان الحجر الصحي سيكون صعبا علي لو بقيت بمصر يوجع أشرف بنشرقي دفاعات الخصوم بحمولات المهارات الفنية التي يحتكم إليها، فهو كالبرق عندما يلمع وهو كالرعد عندما يتفرقع وهو كالمطر إن انهمر سقى العيون جداول من الفن الممتع.. أشرف مشاغب بدرجة مبدع، مسافر لا يعدمه زاد لكي ينبث في كل الحقول التي يمر منها، أزاهير الجمال. مع الوداد، أضاف أشرف للسيمفونية الحمراء نغمة جميلة، وعندما تحول لقاهرة المعز منضما للزمالك، عزف على النايات في نهر العطاء أجمل الألحان، فجعل منها الزملكاويون هرما رابعا لهم.. الرجل الذي تحول إلى مارد يزرع الكوابيس أينما حل وارتحل، يحكي ل"المنتخب" قصة سنوات العشق الأحمر والأزرق والأبيض. لنستمع إلى صدى كلماته.. - المنتخب: كيف يعيش أشرف بنشرقي حالة التوقف الكاملة بسبب جائحة كورونا؟ بنشرقي: ككل اللاعبين، نحن بصدد وضعية استثنائية، قوة قاهرة فرضت علينا الدخول بشكل طوعي في حجر صحي، كنت محظوظا بأنني عدت للمغرب قبل ساعات فقط من إقفال المجال الجوي، وإلا لكان الأمر صعب التحمل في ظل هذه الظروف العصيبة التي نمر منها، بل وتمر منها الإنسانية جمعاء، حيث نوجد في مواجهة وباء فتاك يقتضي رفع درجات الحرص والوقاية والإحتياط. المنتخب: طيب كيف نجحت في العودة للمغرب مع إغلاق المجال الجوي بين المغرب ودول العالم؟ بنشرقي: كنت مع فريقي (الزمالك) بصدد التحضير لمباراة كنا سنلعبها يوم 15 مارس الماضي أمام المصري البورسعيدي، ليصدر القرار بتعليق كافة المنافسات وتوقيف التداريب، عندها التمست أنا وزميلي محمد أوناجم من إدارة الزمالك العودة للمغرب إلى حين أن تنتهي الأزمة، حصلنا على الموافقة، وعلى الفور اقنطعت تذاكر السفر لي ولأفراد عائلتي، وكان من حظنا أننا جئنا للمغرب في آخر طائرة ربطت بين القاهرة والدار البيضاء، أي لو كنا تأخرنا لساعات لكتب علينا البقاء بالقاهرة بعيدا عن الأهل في ظروف عصيبة كهاته. طبعا الموافقة اقترنت بتعليمات طبية وصحية وحتى غذائية صادرة عن الجهاز الطبي للفريق، لقد أوصانا بالتقيد بهذه التدابير الصحية والدخول بشكل طوعي في عزل صحي. - المنتخب: كيف تعيش هذا العزل الصحي؟ بنشرقي: تعرف جيدا أننا كلاعبين سنعاني من هذا الحجر الصحي، فمع قلة التداريب وصعوبة التواجد في فضاءات رياضية مخافة نقل العدوى، تعرض اللاعب لأزمة زيادة الوزن وليس من السهل أبدا التخلص من الكيلوغرامات الزائدة. بمجرد عودتي للمغرب وتحديدا للدار البيضاء تواصلت مع السيد سعيد الناصيري رئيس الوداد طبعا قبل فرض حالة الطوارئ الصحية، وقال لي أن مرافق النادي مفتوحة في وجهي إن أردت القيام بتداريب فردية، ولكنه دعاني إلى اتخاذ كافة التدابير الوقائية، إلا أنني فضلت عدم المجازفة وآثرت القيام ببعض التمارين الخفيفة بالبيت. المنتخب: صعب على أي رياضي أن يجد نفسه محروما من التداريب والمباريات ومن كرة القدم التي هي حياته؟ بنشرقي: بالطبع هو أمر صعب للغاية بل هي وضعية بالغة التعقيد، ولكن هناك ما هو أهم، إنه صحة الإنسان، وعندما يتعلق الأمر بصحة الإنسان فلا مجال للمزايدة، كل ما هنالك يجب أن نكثر من الدعاء لله كي يذهب عنا البأس، وأن نتوحد ونتعاضد لنستطيع هزم فيروس كورونا، وأنا على يقين أننا ستحرج من هذه المحنة أكثر قوة. - المنتخب: على غرار مشاهير الرياضة والفن بالمغرب وبالعالم، خرجت أيضا لتوجه رسالة عميقة للمغاربة لكي لا يستهينوا بهذا الفيروس القاتل؟ بنشرقي: هذا دورنا الإنساني الذي لا يمكن أن نتنازل عنه، نحن مغاربة رضعنا من حليب المغرب وكبرنا في عزه وواجبنا أن نحافظ عليه ونكون أقوياء لمواجهة أي خطر يتهدده، رسالتي للمغاربة كانت بسيطة جدا، هذا وقت الوحدة ووقت التكاثف والإلتحام، وصيتي للجميع إلزموا بيوتكم واتبعوا التعليمات الطبية ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة. - المنتخب: هل سنتخلص سريعا من هذا الوباء اللعين؟ بنشرقي: بقدرة الله سنتجاوز هذه المحنة وكل العالم سيتجاوزها، لكن في الوقت الراهن سلاحنا لقهر الفيروس هو "نبقاو فديورنا ونلتزموا بالتعليمات الطبية" والفرج من عند الله. المنتخب: قبل أن يقفل فيروس كورونا المستجد ملاعب العالم ويفرض الحظر الرياضي، كان نادي الزمالك وكنت معه، تعيشون لحظات لا تنسى أعادت القلعة البيضاء لزمنها الجميل، كأس السوبر الإفريقي وكأس السوبر المصري والوصول لنصف نهائي عصبة الأبطال على حساب الترجي التونسي حامل اللقب، ماذا لو استعدت معي شريط هذه الإنجازات الرائعة؟ بنشرقي: في ظرف زمني قصير، حقق الزمالك ما لم يكن يخطر ببال أحد، ما لم يكن يتوقعه أشد المتفائلين، من حسن حظي أن هذه الإنتفاضة الجميلة لفريق الفن والهندسة اقترنت مع وصولي إليه، قبلها كان الزمالك يعيش حالة من الإنتكاسة، أتصور أن وصولي للزمالك بمعية محمد أوناجم ولاعبين آخرين واستعادة الفريق للاعبين المصابين، هيأ الفرصة لكي يخرج الفريق من دائرة الضياع ويحصد كل هذه الألقاب التي تحدثت عنها. الطريق لهذه الألقاب لم يكن سهلا، فللفوز بالسوبر الإفريقي بقطر، كان يجب أن نتغلب على واحد من أفضل الأندية بإفريقيا هو الترجي التونسي صاحب آخر لقبين لعصبة الأبطال، ولكي نفوز في الإمارات بالسوبر المصري كان لابد وأن نفوز على غريمنا الأهلي، ولكي يعاود الزمالك الظهور في نصف نهائي عصبة الأبطال، كان لابد وأن يجدد تفوقه على الترجي التونسي بعد لقاءين ضاريين.