الوداد يسقط نجوم أدوانا بثلاثية تطرد النحس وتزرع الأنس الوداد يستعيد شهية الفوز بعد صيام دام شهرين عبد فريق الوداد البيضاوي طريقه في المسار الإفريقي، وحقق انتصارا هاما على خصمه أدوانا سطارز بثلاثة أهداف مقابل لاشيء في مباراة اكتسح فيها الوداديون ضيوفهم وباغثوهم بتسجيل ثلاثية في الجولة الأولى من المباراة، التي عرفت في شوطها الثاني اتجاها وحيدا هو مرمى الحارس الغاني ستيفان دون أن يفلح لاعبو الفريق المغربي من رفع الغلة، بعد أن وقف الحظ والحارس والقائم في وجه النوايا الهجومية للاعبي الوداد. وبهذه النتيجة يكون الوداد قد قطع شوطا كبيرا في بداية المشوار القاري، وقلص من مخاوف مكوناته التي تفكر في إياب حارق بعد أسبوعين نظرا لاعتبارات جغرافية ومناخية. وتندرج أهمية الانتصار في المصالحة مع الذات والجمهور، بعد أن لاحت في الأفق بوادر الاستعصاء، خاصة وأن آخر فوز للوداد يعود لديربي الدارالبيضاء وتحديدا يوم خامس دجنبر من العام الماضي.. أدوانا سطارز وتوربيون في الهم سواء تشابهت ظروف مباراتي عصبة الأبطال الإفريقية، وعانى ضيف الوداد من مصاعب عديدة على غرار ضيف الرجاء، فقد تكالبت الظروف على الفريقين معا، إذ وجد الوفد الغاني على غرار التشاديين صعوبات على مستوى السفر الذي أرهق الخصوم وحال دون التحضير الجيد. وصل الوفد الغاني إلى الدارالبيضاء عبر دفعتين الأولى من أكرا والثانية من نيروبي مرورا بدبي، وضمت العناصر التي كانت تستعد لبطولة إفريقيا للمحليين، إضافة إلى مدرب الفريق الذي يحمل قبعتين فهو مدرب لأدوانا وللمنتخب المحلي. ليس عناء السفر هو العائق الأكبر للغانيين، بل إن الأمطار القوية التي تهاطلت على الدارالبيضاء في نهاية الأسبوع، قد زادت من معاناة الغانيين الذين وجدوا صعوبات في التعاطي مع العامل المناخي، إذ أبدى الزوار تخوفهم من أرضية الملعب الثقيلة. النوايا الهجومية لفخر الدين لم يكن من خيار أمام فخر الدين رجحي مدرب الوداد البيضاوي سوى الانتصار بحصة تؤمن إيابا بأقل المواجع، خاصة وأن الواجهة الإفريقية هي فرصة للتأكيد على عافية الفريق واعتبار الإخفاق في البطولة الوطنية مجرد نزلة برد عابرة، لاسيما بعد خروجه من مسابقة دوري المستقبل، إذ يعود أخر فوز للوداد في مباراة رسمية إلى أزيد من شهر ونصف، حين انتصر على الرجاء البيضاوي في ديربي البيضاء. اعتمد فخر الدين على نهج تكتيكي يمزج بين الاندفاع الهجومي والحذر الدفاعي، من خلال خطة 433، حيث يحرص الظهيران السقاط والخالقي على الانضمام إلى الجبهة الهجومية لدعم الغارات التي انطلقت منذ إطلاق الحكم المصري لصافرة البداية. أما المدرب الغاني المصنف كأفضل مدرب في غانا، فإنه اعتمد على خطة 3521، اعتقادا منه أن تعزيز الحضور في وسط الميدان هو الكفيل بإغلاق المنافذ في وجه لاعبي الوداد، لكن معتقده التكتيكي سرعان ما تلاشى واضطر إلى التراجع إلى الوراء يعد الاكتساح المبكر للمغاربة، خاصة بعد أن تعرض لاعبه أدوماه للطرد. إكتساح مبكر للوداد في ثاني لقاء رسمي للمدرب فخر الدين رجحي والأول على الواجهة الإفريقية، دعا مدرب الوداد لاعبيه إلى الضغط المبكر على مرمى الحارس الغاني لدفعه لارتكاب أخطاء في معترك العمليات، علما أنه يحلم بتكرار الإنجاز الوحيد الذي في حوزة الوداد والذي يعود لسنة 1992. لذا ركز خلال معسكر بدأ يوم الجمعة الماضي في بوسكورة على أهمية العودة الواجهة الإفريقية لمداواة ورم البطولة المحلية. كان الهاجس الأول للوداديين هو الفوز بفارق مريح لتفادي إكراهاات الإياب، ولتجسيده على أرض الميدان بادر الهجوم الودادي إلى الضغط في معترك الغانيين الذين عاشوا اختناقا كبيرا فرض عليهم ارتكاب أخطاء حولها الوداديون إلى ضربات ثابتة جعلتنا أمام مشهد راسخ: فريق يهاجم وآخر يدافع، مما كبد سطارز خسائر في مرماهم منذ الدقيقة التاسعة من الجولة الأولى، إذ سجل ياجور هدفين ووقع المدافع بنكجان هدفا واحدا، وكاد العلاوي وأجدو أن يرفعا الغلة لولا التسرع. وعلى الرغم من وجود أربعة لاعبين غانيين ضمن المنتخب المحلي، ووجود مدرب في كرسي البدلاء من قيمة هيربيت الذي يقود معسكرا إعداديا استعدادا لنهائيات كأس إفريقيا للمحليين في السودان الشهر المقبل. ناهيك عن احتلال أدوانا المركز الثالث في البطولة الغانية برصيد 30 نقطة من 19 مباراة جمعها من ثمانية انتصارات وستة تعادلات مقابل خمس هزائم ويبتعد فارق 11 نقطة عن الصدارة إلا أن هذه المعطيات لم تظهر نتائجها على أرض الميدان. الوداد غير أقمصته دون أن يغير نهجه غير لاعبو الوداد البيضاوي أقمصتهم دون أن يتغير النهج الهجومي الذي اختاره المدرب فخر الدين، حيث ظلت التغييرات التي أقدم عليها المدرب ذات نكهة هجومية، إذ بادر إلى تعزيزات جديدة بإلحاق اللاعب فابريس بديلا للعلاوي، لكنه أصر على تحصينات في الوسط الدفاعي بوجود كل من منقاري وبرابح مع إضافة اللاعب كابوس، وهو تأكيد على رفض المدر ب استقبال أي هدف من شأنه أن يبعثر أوراقه في مباراة الإياب بعد أسبوعين. من جهته حرص مدرب الفريق الغاني على تحصين خط دفاعه، تفاديا لاجتياح ينهي الرحلة الإفريقية في الدارالبيضاء، وظلت التغييرات التي أقدم عليها هيربيت تراهن على الحفاظ على الخسارة الثلاثية، اعتمادا على أسماء لها من الطراوة ما يمكنها من تحقيق هدف يبدو غريبا إلى حد كبير. وشهدت اللحظات الأخيرة من المباراة، اكتساحا وداديا ولولا سوء الحظ والقائم الأيسر الذي صد تسديدة قوية لأيت لعريف الذي زرع الدفء في المدرجات، والحارس الذي استعاد توازنه لكانت الحصة أكبر.