وقع الفريق الوطني على بداية متعثرة في أولى جولات تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021 بالكاميرون، بعدما إكتفى بتعادل سلبي مر ضد نظيره الموريطاني على أرضية مركب الأمير عبد الله بالرباط، في سيناريو حزين يبقي على الشك والقلق والتوثر داخل العرين. الناخب وحيد خاليلودزيتش وفي أول ظهور رسمي له مع الأسود، منح العمادة لزياش ودفع بالثوابت المعروفة بإستثناء مفاجأة أملاح وإشراك مزراوي عوض درار، وبدأ العرض منذ الثانية 30 بمحاولة نور الدين أمرابط الذي أضاع أسرع هدف بعد عرضية من زياش، وضغط الأخير ورفاقه بقوة وبحثوا عن هز الشباك في الدقائق الأولى، وتغاضى الحكم الرواندي عن ضربة جزاء لأملاح ليعلن عن ضربة خطأ خطيرة لم يحسن تأطيرها عميد الأسود د11، وكعادته حمل العقل المدبر لأجاكس مسؤولية صناعة الهجمات وتوزيع التمريرات وإيجاد الحلول، فكانت كل الكرات تمر بين قدمين مع مبادرته للتسديد المباغث بين الفينة والأخرى. المرابطون إكتفوا بالدفاع والمراقبة ولم يتجاوزا منتصف ملعبهم إلا نادرا، بينما لعب زملاء عبد الحميد بإيقاع مرتفع ونوعوا من تهديداتهم، فجرب تاعرابت حظه من رأسية ضعيفة د21 ثم متابعة غير موفقة لسايس د23، قبل أن يظهر النصيري ليسدد في يد الحارس ناموري د31، وخانت النجاعة الأسود في إندفاعهم وسيطرتهم أمام خصم بحث عن اللعب السلبي وإهدار الوقت وتكسير الإيقاع، مع هجمات خجولة لم تصل قط إلى الحارس بونو، وكاد الوجه الجديد سليم أملاح أن يقص شريط مباراته الأولى بهدف جميل لولا براعة الحارس السد ناموري المتألق مجددا بتصديه المميز د44، والذي عاد بعدها بثلاث دقائق ليحرم زياش من فك النحس بعد تسديدة أرضية، مؤكدا نجوميته للشوط الأول الذي أنقذ فيه الزوار من الهزيمة بثلاثية نظيفة على الأقل. خلال النصف الثاني كثرت الإلتحامات البدنية وقلت فرص التسجيل، ورغم حفاظ الأسود على نسقهم إلا أنهم إستعجلوا التهديف فسقطوا في التسرع وسوء التركيز، وحاول الظهيران حكيمي ومزراوي المساعدة لكن دون إيجاد من يستثمر إنسلالاتهما وعرضياتهما، ليزداد الضغط على أصحاب الأرض ويرتفع منسوب الثقة لدى الضيوف، ليتزامن مع أول تهديد لمرمى بونو بواسطة جناح النهضة البركانية أداما با د65، رد عليه البديل رشيد عليوي برأسية خطيرة وجدت العنكبوت الموريطاني ناموري د69. وأمام التكثل الدفاعي للخصم بحث الأسود عن إصطياد الضربات الخاطئة لعلها تكون الحل من قدم المختص زياش، إلا أن عقارب النتيجة ظلت على حالها بعدما صدت أبواب التهديف في وجه سفيان أمرابط د72 ويوسف النصيري د77، هذا الأخير تباطأ في إنفراد سانح للتسجيل ليتم تغييره على الفور بالمخضرم العائد يوسف العرابي، والذي كاد من أول لمسة بعد دخوله أن يأتي بالفرج لولا التدخل الإنتحارس للحارس ناموري في مناسبتين د81، لتعرف الدقائق العشر الأخيرة إحتباسا وإختناقا تكتيكيا والسقوط المتكرر للموريطانيين، والذين عرفوا كيف ينجحوا في خطف نقطة ثمينة من الرباط، بعدما مرت عاصفة المغرب بسلام وأمان، بينما تجرع الأسود مرارة تعادل غير مستحق بعد تسيد كامل للقاء وعشرات الفرص، ليضطروا للبحث عن نتيجة أفضل خلال سفرهم الملغوم إلى بوروندي في إختبار ثان مقلق يوم الثلاثاء المقبل.