هنا تنطلق مرافعة الناخب وحيد على اختياراته ونهجه للفريق الوطني الذي احتضنه في أربع وديات لم تكن على الاطلاق مقنعة ولا مطروحة لإبداء الرأي الصارم في التشكيل العام للفريق الوطني بمعزل عن الغيابات والإكراهات التي عرفتها الوديات من دون معرفة الثوابت الرئيسية أو النواة الصلبة للمنتخب الوطني، صحيح أن وحيد ومنذ رحيل رونار، لجأ إلى تنقية العرين من شيوخ المرحلة السابقة في مقابل بناء جديد لنواة أخرى وبلمسة يراها هو الانسب لمرحلته الجديدة، وصحيح أيضا أن الرجل وجد صعوبة كبيرة في إيجاد الوجوه الملائمة للمرحلة وبخاصة في أضلاع التشكيل الرئيسي لشغل مواقع بنعطية وداكوسطا في الدفاع، والأحمدي وبوصوفة وبلهندة في التنشيط الدفاعي والهجومي معا، ودور القناصة الغائبين كليا عن حسم النتائج في الوديات المذكورة. وهنا، سيكون وحيد أمام أول محك رسمي يحاسب عليه من خلال النوايا التي يرسمها للمنتخبين الموريتاني وبورندي، وهذا المحك هو من سجل عليه مؤاخذات مسبقة على مستوى بعض من الإختيارات الواهية ولا مفعول لها من خلال خلاصات التراجع الكبير لتنافسيتها أو عودتها من الاصابة وأبرزها طبعا عودة نبيل درار من وجع العملية الجراحية رغم أنه دشن العودة بمنسوب زمني ضئيل مع فريقه فنيرباشي في البطولة التركية، وبعده يأتي عادل تاعرابت الغائب مطلقا عن التباري مع بنفيكا منذ شهر تقريبا ولم يحظ بأية دقيقة لعب في البطولة البرتغالية ولا حتى في عصبة أبطال أوروبا، ثم هناك أيضا الدولي عمر قادوري الذي استعاد نسبيا عافيته مع فريقه اليوناني باوك سالونيك رغم أنه يلعب في دور الجناح الايسر ولم يحظ بمنسوب زمني للحكم على ادائه العام، وأيضا سفيان بوفال الذي شكل مفاجأة غير منتظرة بحضوره لكونه لا يلعب بشكل رسمي منذ مدة مع فريقه الانجليزي سوثامبطون، وهذا الرباعي هو من أوحى لنا تناقض الناخب الذي يستدل أصلا بالتنافسية المطلقة للدولي الجاهز وهم جميعا فقدوا بريق الهوية والتنافسية وحاضرون أساسا في اللائحة مع الغياب المفاجئ للدولي أمين حارث لأسباب تظل مجهولة ولو أني لا أصدق الاشاعات المسربة كون حارث موضوع في فرن تأديبي لخروجه عن الإنضباط ولو أنه كان منذ انطلاق توهجه قد أعرب عن موقفه إزاء ما بدر منه خلال الموسم الماضي واعتذر للجميع في أفق العودة إلى الأصل. وحري بوحيد أن يخرج في موقفه الجريئ لإعطاء التوضيحات حول اختياراته التي يراها الشارع المغربي بالهشة لبعض الوجوه وحتى في عدم احترام تعهداته الخاصة بموقف التنافسية لدى اللاعبين، مع أن الانطلاق الرسمي في المباريات الكبرى يفرض على الناخب دعم رؤاه المنطقية في الاختيارات الصائبة لا العاطفية بهذا المعنى في استدعاء من لا تنافسية له أو من له أنانية في اللعب الفردي، وفي كل الأحوال يبدو وحيد مجددا أمام أول اختبار حقيقي ورسمي بمعزل عن الوديات، لأنه من المفروض أن يقدم مباراة ساخنة وتفاعلية الأداء والنهج للتشكيل الرئيسي الذي يراه ملائما لمحطته الاولى من نوعها كناخب، ومهم جدل أن يفوز على موريتانيا صاحبة المفاجأة والتي أوقفت ب"الكان" الأخير منتخبات افريقية عملاقة وخرجت من الدور الاول بشرف الكبار، مثلما سيواجه وحيد منتخبا بورونديا خلق مشاكل كبيرة لنيجيريا في "الكان" الأخير ويعرفه جيدا، وهما منتخبان في غاية الأهمية لرفع سومة التنقيط إن كان فعلا يريد التأهل من البداية، لكن بأي فريق وطني؟ وبأي نهج؟ وبأي ضمانات قياسا مع رعونة موريتانيا الشرسة في أدائها الصارم؟ موقف وحيد خاليلودزيتش الحاسم إذن، سيكون طبعا في أول اختيار حقيقي لنهجه المفروض أن يكون هجوميا من أجل الفوز طبعا، لكن فوق ذلك يعرف وحيد أن موقع المنتخب الموريتاني الحالي ليس منتخبا عاديا ولا صغيرا، بل هو منتخب قوي في الصرامة البدنية والمضاد والقتالية لسرقة التعادل بنفس تعهداته الأخيرة بالكان عندما كان قريبا من التأهل التاريخي للدور الثاني، ما يعني أن موريتانيا أضحت من العيارات التي يعتد بها كخصم داخل الواجهة الافريقية بنفس وثيرة المنتخبات العملاقة، وأكيد ستخلق لأسود الأطلس مشاكل كبيرة فيما لو لم يقرأ وحيد خصمه جيدا، وبأي الأشكال البشرية والأنماط الإستراتيجية والتكتيكية لانتزاع الفوز على منتخب موريتاني كان قبل سنوات طويلة يعتبر بالخصم السهل قبل أن يصبح اليوم في نفس درجة المنتخبات الكبيرة. في النهاية، سيحاكم وحيد على اختياراته ان فاز أو تعادل أو خسر، وسيناقش أيضا في موقع الاستشارة التقنية من لدن مساعديه حجي و"لاندري شوفان" إن كانا معا في قيمة المسؤولية أم لا.