ثورة التْرِيبين مباشرة بعد سقوط النظام التونسي، وبعدما فر «الزين» كما يناديه معمر القذافي بجلده خارج البلاد، ساد القلق كل زملائه الرؤساء في العالم العربي، أحسوا جميعا أن الناس الذين يبدون عاجزين وأغبياء ليسوا في الحقيقة كذلك، أو لن يظلوا أبدا كذلك، بل لا بد أن يأتي اليوم الذي فيه ينتفضون وينتقلون فيه من القول إلى الفعل.. ما حدث للزين في تونس قد يحدث لأي رئيس غير منتخب ديموقراطيا، حتى أن رؤساء الفرق المغربية لكرة القدم أخذوا يتحسسون مقاعدهم وهم يتابعون تطورات الأحداث التونسية عبر قناة الجزيرة.. لقد رأوا كيف أن رئيسا كان محميا بميليشيات الحزب ومسدسات البوليس ودبابات العسكر لأكثر من عقدين، يصير في ساعات وحيدا يبحث لنفسه ولأسرته عن مكان آمن يقيه من غضب الغاضبين، لذلك من الطبيعي أن يشعر رؤساء فرقنا بالخوف من أن تمتد عدوى ثورة الياسمين إلى «التْرِيبين»، فينهض الجمهور مطالبا بمحاسبة الفاسدين وطرد اللاديموقراطيين، وعندها لن يجد الرئيس شرطيا واحدا يقبل إطلاق الخرطوش على مشجعين مغاربة ضاق صدرهم بفساد من يسيرون فريقهم، شوف هادا «الزين» وهرب مخلوع، أما «الخايبين» ما عرفت آش غَيديروا؟ واش بغيتي تشعل العافية في التيرانات باش الرؤساء يمشيوا في حالهم؟ هاد الشي اللي باغي نقول، ما خاصهمش يديروا بحال «الزين» ويتسناو حتى بنادم يشعل في راسو العافية عاد يفهموا ريوسهم. يعني الرئيس اللي شاد شي فرقة بانتخابات صورية، وضايرين بيه ناس مشبوهين يمشي فحالو على خاطرو؟ إيه، ماشي حتى تنوض القيامة عاد يقول لينا: «راني فهمتكم». كم تبدو جملة «راني فهمتكم» التي ألقاها «الزين» ساعات قبل فراره غريبة جدا، إذ أنها جاءت متأخرة كثيرا عن موعدها، وجاءت مضحكة بعدما سقط النظام، حيث تبين أن «الزين» ما فْهم والو، ولو كان فهم حقا، لدعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة وأطلق تلك الوعود زمنا قبل اندلاع الأحداث، من المؤكد بعدها أنه سيتحول إلى بطل قومي تدعو له الأجيال اللاحقة بالرحمة، لذا على كل رئيس انتهت فترة ولايته ورشح نفسه ثانية أمام منافسين صوريين ومنخرطين صوريين، ونجح ضدا على إرادة جماهير المدينة أن يستفيد من الدرس التونسي، ويتقدم بخطاب عاجل يقول فيه: «راني فهمتكم»، ثم ينسحب بهدوء تاركا المجال للآخرين. وعلى أزلام الرئيس الذين فاحت رائحة فسادهم ولو تحت ضغط الإشاعة أن ينظروا إلى ما يحدث الآن لأزلام «الزين» ليلعنوا الشيطان ويطلبوا من الرئيس إعفاءهم من تحمل أية مسؤولية، فمن المستحيل أن يتشبث بضعة رجال بكل الطرق بمناصبهم داخل فريق يدار بالملايير دون أن يوسوس الشيطان الرجيم في صدورهم، ومن المخجل أن يكون ضمن هؤلاء بضعة الرجال من يقضون كل وقتهم في تبادل الإتهامات والدعاوى القضائية بينهم آخذين معهم سمعة فريق يضم الملايين من الأنصار إلى الدرك الأسفل، لهذا من غير المستبعد أن تندلع «ثورة التريبين» قريبا، وشوف هاديك الساعة واش غادي يبقى شي مسيّر كيخرّج في عينيه. شفتي كارزيطو قال ليهم الوداد شرات ثلاثة الماتشات اللخرين. وهو فين كان معاهم؟ هاديك راه إشاعات، هو عينو في الفريخ، زعما راه ماشي هو اللي دّا البطولة. واخا غير إشاعات، خاص الجامعة تفتح تحقيق في قضية الشرا ديال البطولة. واش باغي تجبد النحل علينا؟ نافذه ماشي حتى تنوض القيامة عاد يقول: «راني فهمتكم»