شدَ الرجاء البيضاوي الرحال إلى فلسطين لمواجهة هلال القدس، وهو يحمل في زاده هدفا يتيما سجله في مباراة الذهاب، ويدرك الفريق الأخضر أن هذا الإنتصار يتطلب التعامل مع مباراة الإياب باحتياط وحذر، لتفادي أي مفاجأة غير سارة، وتؤكد كل المؤشرات أن المواجهة تبدو نوعا ما ملغومة، والأكيد أن الرجاء يعول كثيرا على هذه المنافسة، للذهاب فيها بعيدا، لذلك ترفض النسور الخضر العودة من فلسطين خاوية الوفاض ودون بطاقة التأهل. حوار تاريخي لطالما انتظر جمهور الرجاء وفريقه، مواجهة أحد الأندية الفلسطينية خاصة أن الجمهور الرجاوي له ارتباط بالكرة الفلسطينية بدليل الأغنية الشهيرة التي تطلقها دائما حناجرهم، والتي يتغنى بها الفلسطينيون أنفسهم. وكانت مباراة الذهاب فرصة للجمهور الرجاوي ليحتفل بالفريق وبالكرة الفلسطينية، من خلال الأجواء الرائعة التي شهدها ملعب محمد الخامس والتي من دون شك سيتذكرها كثيرا لاعبو ومدرب ومسؤولو والجمهور الفلسطيني. فرصة أخرى ملائمة لمواجهة الفريق الفلسطيني، لكن هذه المرة بالقدس، المباراة حتما ستكون تاريخية، أمام الجمهور الفلسطيني وفوق أراضيه، حيث خصصوا استقبالا حارا لبعثة الرجاء. قلق مشروع أكيد أن القلق تسرب نوعا ما لمكونات الفريق بعد العروض المتواضعة التي قدمها في المباريات الأخيرة، خاصة في المواجهة الأخيرة أمام النصر الليبي، حيث تعادل على ملعبه بهدف لمثله في كأس عصبة أبطال إفريقيا، إلى جانب أيضا مباراة الذهاب أمام هلال القدس، التي لم يكن فيها الأداء مقنعا. ويدرك المدرب باطريس كارطيرون أن الأداء الذي يقدمه فريقه غير مقنع، وأكده في العديد من خرجاته الإعلامية، معترفا أن الرجاء ما زال لم يصل للمستوى المطلوب، مقارنة مع ما كان يقدمه في الموسم الماضي. ويدرك كارطيرون أن عملا كبيرا ينتظره، وأنه مطالب بتصحيح أوضاع فريقه، خاصة أن كل المؤشرات تؤكد أن الموسم لن يكون سهلا. ترتيب الأوراق أكد الرجاء أنه يعاني في بعض المراكز، وأنه مطالب بتصحيحها قبل مواجهة هلال القدس، حيث يعاني الدفاع من ثغرات وأخطاء، وهو ما تأكد في المواجهة الأخيرة أمام النصر الليبي، من خلال الخطأ الفادح الذي ارتكبه عبدالرحيم شاكير وأهدى به هدف التعادل للفريق الليبي، وخطأ بانون في مربع العمليات، إذ كان بإمكانه أن يتجاوزه، ومنح به ضربة جزاء، لكن لاعب النصر لم يضيعها. كما غابت الناجعة الهجومية في بعض المباريات، ويجد المهاجمون صعوبة من أجل استغلالها، الشيء الذي لم يكن في الموسم الماضي، حيث قوة الفريق الأخضر كانت تكمن في الهجوم. مضيف متحمس قدم هلال القدس مباراة في المستوى، ووقف الند للند أمام الرجاء، والواقع أن لا أحد كان ينتظر أن يسجل الرجاء ذلك الفوز الصغير، نظير الفوارق التقنية والبشرية، وكذا على مستوى الخبرة بين الفريقين، غير أن الرجاء لم يفز إلا بهدف يتيم، والأكثر من هذا أن الفريق الفلسطيني قدم مستوى جيدا، وأحرج الرجاء في بعض الفرص. وينتظر أن يكون لاعبو الهلال متحمسين أكثر، خاصة أنهم يلعبون أمام جمهورهم، كما أن المستوى الذي قدموه في الذهاب سيحمسهم أكثر، لتقديم أفضل ما في جعبتهم لمقارعة النسور. الخبرة في مواجهة الفتوة الأكيد أن الرجاء يدرك أن المباراة لن تكون سهلة وأن الهدف اليتيم الذي فاز به في الذهاب لا يضمن له سهولة المباراة، ولربما كان الرجاء يمني النفس أن تكون وضعيته أفضل من هاته، بتحقيق فوز مريح في الذهاب، لكن الأمور ستكون مختلفة، لأن الفريق الأخضر سيجد نفسه مضطرا ليخوض المباراة بواقعية أكثر وباحترافية، والبحث عن التسجيل، إذ كلما سجل كلما زاد من صعوبة مهمة منافسه، وهنا لا بد أن تحضر النجاعة الهجومية من رحيمي والحداد ومالانغو وبنحليب، والتركيز على تفادي الأخطاء الدفاعية، وقد تشهد المواجهة الحضور الأول لليبي سند الورفلي الذي استدعاه كارطيرون في اللائحة. هلال القدس ليس لديه من يخسره، لأنه يعرف أنه يواجه فريقا مجربا وله إمكانيات متنوعة، ولعل خوضه المباراة دون ضغط سيكون سلاحا إيجابيا للاعبيه، أمام الجمهور العريض المنتظر أن يحضر لمتابعة المواجهة. البرنامج الخميس 3 أكتوبر 2019 كأس محمد السادس للأندية الأبطال إياب دور السدس عشر بالقدس: ملعب فيصل الحسيني: س17: هلال القدس الرجاء البيضاوي