بعد أزيد من شهرين من إنتكاسة الكان بمصر، إستهل الفريق الوطني مبارياته الودية بتعادل إيجابي 1-1 ضد بوركينا فاصو بملعب مراكش الكبير، في نزال متواضع وغير مقنع كشف الصورة للناخب الجديد. الأسود وفي أول إطلالة مع المدرب البوسني وحيد خاليلودزيتش غيروا نصف التشكيلة الأساسية بسبب خيارات تقنية أو إضطرارية، وبدا منذ الوهلة الأولى غياب التناغم والإنسجام بين بعض اللاعبين الذين لم يسبق وأن لعبوا جنبا إلى جنب، عكس الخصم الذي دخل بأسمائه المعروفة والمخضرمة والتي تشكل عمود المنتخب البوركينابي منذ زهاء عشر سنوات. وسدد بايلا كرة فوق المرمى بعد ركنية من طراوري د6، رد عليها زياش بمحاولة أفضل تصدى لها الحارس د10، لتختفي بعدها المحاولات السانحة من الجانبين، في ظل كثرة التمريرات الخاطئة والإندفاع البدني والإيقاع المكسور، ليضغط لاحقا الضيف ويشن ثلاث تهديدات متتالية عبر طراوري د23 وبيطروابا في مناسبتين حيث كان قريبا من هز الشباك لولا يقظة بونو في المرة الأولى وتدخل العميد درار في الفرصة الثانية، رد عليها فجر بتسديدة غير مؤطرة د35، تلتها فرصة أخطر للسريع كوليبالي والذي إفتقد للتركيز على بعد خطوتين من بونو. الخيول كانوا يصلون بأقل عدد من التمريرات إلى المستطيل الصغير عكس الأسود الذين عجزوا عن بناء هجمات وتنويع الحلول، فكان لزاما على زياش أن يجرب حظه مرة ثانية بتسديدة أروع وأخطر مرت جانبية ببضع سنتمترات د45، لينتهي على وقعها الشوط الأول الرتيب والمتواضع في مجمله، والفاقد لحس الحماس والإندفاع والإنسجام من جانب المغاربة. مطلع الشوط الثاني شهد مجاملة من الحكم الإيفواري أليوم الذي أعلن عن ضربة جزاء غير صحيحة لدرار لم ينجح المختص التعيس زياش في ترجمتها لهدف د48، الشيء الذي أثر على نفسية اللاعب ومعه بقية زملائه الذين تاهوا وإرتبكوا، وتركوا المبادرة المطلقة للبوركينابيين الذين ضغطوا وهاجموا وكاد القناص بانسي لوحده أن يسجل في ثلاث محاولات متتالية لولا جدار الحارس البديل المحمدي د58 و63 و71، لكن كل ما صنعه من تصديات رائعة هدمه بخطأ بدائي سجل منه بايالا الهدف الوحيد د72. وحيد أجرى سلسلة من التغييرات بحثا عن تعديل الكفة دون توفيق، وتحركت الآلة الهجومية للفريق الوطني في العشر دقائق الأخيرة في غياب التمريرات الدقيقة واللمسة الحاسمة، وبينما كان اللقاء يستعد لإسدال ستاره فإذا بعرضية من كارسيلا يحولها عبد الحميد برأسية تصطدم بفضال وتدخل الشباك البوركينابية د88، ولم تسفر بعدها محاولات المنتخبين عن أي جديد لتطوى صفحة المباراة بتعادل من رحم المعاناة جنب خاليلودزيتش الإنطلاقة الخاطئة، وكشف له المشروع الضخم والعسير الذي ينتظره لتكوين منتخب مغربي فعال قادر على تحقيق أهداف عقده مع الجامعة.