تعذب الفريق الوطني كثيرا قبل أن يسقط المنتخب الناميبي في الدقيقة الأخيرة بهدف لصفر، في أولى مبارياته الصعبة والملغومة على أرضية ملعب السلام بالقاهرة ضمن كأس أمم إفريقيا. الأسود بدأوا المباراة ضاغطين وسيطروا منذ البداية على وسط الميدان، وأرغموا الخصم على الدفاع في منتصف ملعبه بجميع لاعبيه، وأتيحت لدرار أول فرصة من تسديدة خطيرة أبعدها الحارس بصعوبة د11، كما جرب زياش حظه من ضربة خطأ جانبية لم تأتي بالجديد، وتكثل الناميبيون وإكتفوا بحراسة لصيقة لاعب للاعب الشيء الذي خنق الأظهرة والأجنحة، ليظل زياش المناور الوحيد عبر تسديداته المؤطرة وغير المؤطرة. السيطرة المغربية بدت عقيمة في ظل غياب النجاعة والحلول داخل المستطيل الصغير، وإستفاق المحاربون تدريجيا ليأخذوا الثقة ويهددوا الحارس بونو بواسطة العميد رونالد د17، ليرد عليه النصيري بمحاولة أبرز حينما روض كرة قادمة من بوصوفة لكنه أساء تسديدها نحو الوجهة الصحيحة، وساد الأخذ والرد بين الطرفين مع تسجيل كثرة التمريرات الخاطئة، ليطالب بعدها أمرابط بضربة جزاء بعد إحتكاك مع أحد المدافعين رآه الحكم الرواندي عاديا د33، ليعود زياش مجددا ويهدد بتسديدة إفتقدت للدقة والقوة د37، وإستمات الناميبيون في الدفاع بشراسة والإنطلاق في المرتدات الخاطفة، حتى نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي الذي عكس الإيقاع المتوسط وقلة الحلول لدى العناصر الوطنية التي عجزت عن فك الشفرة لأسباب تكتيكية. الأسود أعادوا سيناريو الشوط الأول ودخلوا النصف الثاني من المعركة بضغط عال وكادوا أن يهز الشباك من محاولتين خطيرتين للنصيري وأمرابط د47 و51، ثم تسديدة أخرى من زياش د53، ونهج زملاء أيت بناصر أسلوب الإختراق والتوغل خاصة من جهة حكيمي السريع والرشيق، ورفع الأسود من الإيقاع بشكل ملحوظ وكثفوا من الضغط والتهديدات، خصوصا بعد إشراك ورقة بوفال الناجحة والتي أنعشت الخط الأمامي وأعطت حلولا فردية، فخلق المايسترو البديل لوحده ثلاث فرص د60 و75 وأخطرها في الدقيقة 79 حينما سدد كرة مرت محادية بقليل لمرمى الخصم، وإستشعر الأخير الخطر فحاول إهدار الوقت وتهدئة اللعب أكثر من مرة، في وقت سقط فيه زياش ومعه رفاقه في التسرع والتمريرات المكشوفة. رونار لم يجد بدائل أخرى جيدة غير إقحام الأحمدي وبوطيب، إلا أن الوضع بقي على حاله مع نزول منسوب اللياقة لدى بعض اللاعبين وتمادي البعض الآخر في اللعب الفردي، وإستبسل المحاربون في الصمود وكانوا إسما على مسمى طيلة 89 دقيقة كاملة، قبل أن ينزلوا الأسلحة ويرفعوا الأيادي بنيران صديقة، حينما سجل المدافع كيمويني بالخطأ ضد مرماه بعد ضربة خطأ جانبية نفذها زياش، وهو هدف الخلاص والفوز الثمين من رحم المعاناة، ليحقق الأسود إنطلاقة صحيحة وموفقة بالكان هذه المرة، بإنتصار مهم وغالي سيعبد طريق العبور للدور الثاني وسيزيل الضغط عن المغاربة.