فضلت الرحيل لأحافظ على صورتي فضل المدافع مراد عيني العودة مجددا لفارس النخيل بالرغم من عدم وضعه في لائحة انتقالات الرجاء.. وعن مغادرته للخضراء أكد عيني بأن هناك أياد خفية ساهمت في ذلك، وقال أنه معتز بالثقة التي حظي بها من طرف المدرب الزاكي، واستعداده لتسخير تجربته لفارس النخيل، وتحدث أيضا عن مشواره القصير مع الرجاء ومواضيع أخرى نترك لكم الفرصة للإطلاع عليها ضمن هذا الحوار. ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعتك لمغادرة الرجاء؟ «كما هو معلوم فإن إلتحاقي بالرجاء مع بداية الموسم كان بهدف ربط الماضي بالحاضر واستعادة ذكريات سبق أن صنعناها رفقة الخضراء مع مجموعة من اللاعبين، وكانت النية إعادة الفريق لسكة الألقاب، كما أن عودتي للرجاء هي عودة لبيتي، إذ لم أجد أية صعوبة للإندماج بالنظر للصداقات التي تربطني بكل مكونات الفريق، لكن للأسف لم تذهب الأمور في الإتجاه الذي كنت أتوخاه وساهمت بعض النتائج السلبية وأيادي خفية في تعكير الأجواء وفي تصدع بعض العلاقات فأحسست بعدها بأن الظروف لم تعد مناسبة وأنها لن تساعدني على تقديم كل ما أملك وتحقيق الهدف الذي جئت من أجله، لذلك فضلت الرحيل والإحتفاظ بتلك الصورة التي رسمتها في أذهان الجمهور الرجاوي طيلة الفترة التي قضيتها مع الفريق». لكن فريق الرجاء لم يضعك في لائحة الإنتقالات؟ «ليس لزاما أن يتم وضع إسمي في لائحة الإنتقالات لأني ما زلت مرتبطا بعقد مع الفريق، فأنا لا ألوم المكتب المسير لأنه تعامل معي بشكل إحترافي وإنساني أيضا، كما أن الجمهور الرجاوي ظل متمسكا بي وأشكره على ذلك، لكن أظن بأن ساعة الرحيل قد أزفت، والتأخير لن يعود بالفضل على أي أحد». ولماذا اختيار الكوكب دون غيره؟ «عدت للكوكب لأني لن أجد صعوبة كبيرة في الإندماج مع محيط الفريق، إذ لم أتغيب عنه طويلا، والكوكب أيضا من الأندية الكبيرة على الساحة الوطنية، وتجربتي السابقة مع الفريق كانت جد ناجحة ولدي اليقين بأنها ستكرر خاصة مع وجود مدرب مقتدر من قيمة الزاكي منحني ثقته الكاملة، وسأبذل كل الجهود لأكون عند حسن الظن». لكن جمهور الرجاء عاتبك في بداية البطولة؟ كما حمل مسؤولية بعض النتائج لخط الدفاع؟ «من حق الجمهور أن يحاسبني وأن ينتقدني، وبدون نقد لا يمكن للاعب أن يتطور ولا أن يصحح أخطاءه، أنا مع النقد الموضوعي، في بعض الأحيان يمر اللاعب بفترة من تدني المستوى وهذا شيء طبيعي لأن اللاعب ليس بآلة بل هو بشر..وبالنسبة لنتائج الرجاء فإن الجميع يكون مسؤولا سواء عن الإنتصارات أو الهزائم، والأهداف لا تأتي من أخطاء دفاعية قط، بل أيضا من أخطاء مهاجمين، والهزائم قد تأتي كذلك بعد ضياع الخط الأمامي لفرص واضحة كان بإمكان استغلالها.. وإذا كان عيني هو سبب ضعف دفاع الرجاء فأنا تركت مكاني وأتمنى أن يتحسن الوضع مع أن هذا الكلام يصطنعه هؤلاء الذين يكيدون الضغينة للرجاء». هل هذا يعني بأنك قد ندمت على عودتك للرجاء؟ «بالعكس لم أندم قط، فالرجاء الذي عدت له هو ذلك الفريق الكبير الذي لعبت له سابقا وبفضله خضت تجربة احترافية كما دخلت عرين الأسود، وكل التجارب تبقى مفيدة في مسيرة أي لاعب، والعودة للرجاء كانت اختياري، والآن أنا أغادر الفريق بمحض إرادتي علما أنه كان بإمكاني الإستمرار، لكن كما قلت سابقا فإن ذلك لن يمكنني من تقديم كل ما في جعبتي، وبالتالي سأخسر حب الجماهير الرجاوية التي أكن لها كل التقدير والإحترام». ألست متخوفا من فقدان مكانتك بالأسود مع مغادرتك للرجاء؟ «أبدا لست متخوفا من ذلك لأن اللاعب عيني الذي كان يلعب للرجاء هو نفسه الذي إلتحق مجددا بالكوكب، وأظن بأن الناخب الوطني لا يختار اللاعبين انطلاقا من الإنتماء، بل إنطلاقا من العطاء الذي يقدمه كل لاعب داخل فريقه بالبطولة الوطنية وباقي الإستحقاقات». أنت إذا تراهن على الحفاظ على مكانتك بالأسود؟ «بالفعل، وأظن بأن انتقالي للكوكب سيساعدني أكثر على ذلك، فكما تعلم فإن الجانب النفسي يلعب دورا هاما في مسيرة أي لاعب، إذ له تأثير مباشر على عطاءاته، وحاليا لدي رغبة قوية للدفاع عن مكانتي داخل الأسود وسأسعى بكل ما أملك لأنال ثقة الناخب الوطني في الإستحقاقات القادمة التي تنتظر المنتخب الوطني، وحتى أؤكد للجميع بأن اللاعب عيني لم يتغير للأسوء وإنما للأفضل، وذلك بفضل التجارب العديدة بالبطولة الوطنية. حاره: