فك منتخب البرازيل المضيف نحس ضربات الترجيح أمام الباراغواي المنقوصة عدديا وتفوق عليها 4-3 بعد تعادلهما سلبا، ليبلغ نصف نهائي مسابقة كوپا اميركا 2019 في كرة القدم الخميس في پورطو اليغري. واحتكم المنتخبان الى ضربات الترجيح مباشرة بعد انتهاء الوقت الاصلي لعدم اعتماد الوقت الإضافي في المسابقة القارية الجنوبية، فكانت الغلبة لاصحاب الارض بعدما سجل مهاجم مانشستر سيتي الانكليزي غابريال جيزوس الضربة الاخيرة، معوضا ضربة جزاء أهدرها في مواجهة البيرو (5-صفر) ضمن دور المجموعات. ويقابل منتخب البرازيل الثلاثاء في الدور نصف النهائي الفائز من مباراة الارجنتين وفنزويلا في ريو دي جانيرو الجمعة. وكان مدرب منتخب البرازيل تيتي أعلن قبل المباراة عن خشيته من شبح ضربات الترجيح ضد الباراغواي لا سيما بان السيليساو كان ضحية منافسه مرتين في النسخ الثلاث الماضية بهذه الطريقة وفي الدور ذاته. وتفوقت الباراغواي على البرازيل 2-صفر بضربات الترجيح عام 2011 في ربع النهائي قبل ان تخسر امام الاوروغواي، ثم كررت السيناريو ذاته بنتيجة 4-3 عام 2015 قبل ان تسقط سقوطا مدويا امام الارجنتين 1-6 في نصف النهائي. وصرح تيتي بعد نهاية اللقاء "هناك المزيد من المجال للتطور"، مضيفا في اشارة الى ارضية الملعب السيئة "ولكن ذلك ممكن عندما تمرر الكرات على ارضية ملعب جيدة". وتابع "طلب مني جميع اللاعبين التذمر من الامر. من السخافة في مباراة من هذا المستوى المرتفع ان يكون من الصعب تمرير الكرة على ارضية هذا الملعب". وكرر تيتي عدم رضاه عن الملعب قائلا "إضطررنا الى لمس الكرة ثلاث مرات من أجل تمريرها الى الامام. من السخافة اللعب على ملعب بهذا السوء وفي أي مكان في العالم". وختم المدرب البرازيلي "لا يجب أن أخلق الاعذار: في حال لم نتمكن من ترجمة الفرص، فهذا يعني اننا لم ننجح. ولكن اقول لكم اننا اضطررنا للمس الكرة ثلاث مرات وعليك التفكير بسرعة". واعتبر لاعب وسط برشلونة آرثر الذي عانى لفرض نفسه في المباراة، ان الفوز على الباراغواي منح المنتخب الثقة التي يبحث عنها وقال "هذا التأهل منحنا الثقة التي نحتاجها. ستكون امامنا مباريات قاسية، في بعض الاحيان لن تدخل الكرة في المرمى، ولكننا نحافظ على تركيزنا...". وأضاف "الآن علينا أن نرتاح ونركز اهتمامنا على منافسنا المقبل". وحافظت البرازيل التي تخوض المسابقة بدون نجمها نيمار المصاب على نظافة شباكها للمباراة الرابعة على التوالي، فيما كاد البديل ويليان الذي حل مكان آلان ان يفتتح التسجيل قبل صافرة النهاية لكن كرته اصطدمت بالقائم. واعتمد المنتخب الباراغوياني اللعب الدفاعي للحد من خطورة مهاجمي البرازيل، الذين فشلوا في التسجيل في العديد من الفرص التي سنحت لهم على مدار الشوطين. وفي غياب لاعب وسطها الموقوف كاسيميرو وبديله المصاب فرناندينيو، بدأت البرازيل المباراة ضاغطة، وبعد مرور أربع دقائق وصلت الكرة إلى إيفرطون الذي مررها الى داني ألفيش ومنه الى روبرطو فيرمينو داخل المنطقة، فسدد الاخير كرة ضعيفة بين يدي الحارس روبرطو فرنانديس. وامام الهجوم البرازيلي اعتمد الفريق الضيف على الهجمات المرتدة، وحصل على افضل فرصه في الشوط الاول عندما مرر هرنان بيريس الكرة الى ديرليس غونزاليس الذي اطلق تسديدة، صدها الحارس أليسون بيكر بطل أوروبا مع ليفربول الانكليزي ببراعة (29). وانتهى الشوط الاول على وقع محاولة اخيرة لاصحاب الارض بفضل تسديدة من فيليبي كوتينيو صدها الحارس (40)، وصافرات استهجان للجماهير المحلية غير الراضية عن اداء منتخبها. ومع بداية الشوط الثاني اجرى تيتي تبديله الاول فأخرج فيليبي لويز وادخل بدلا منه أليكس ساندرو، في وقت حاول كوتينيو مرة جديدة بتسديدة من خارج المنطقة بدون أن ينجح في ترجمتها الى هدف السبق (50). وشهدت المباراة طرد اللاعب الباراغوياني فابيان بالبوينا في الدقيقة 58 اثر عرقلته لفيرمينو، بعدما استعان الحكم روبرطو فارغاس بتقنية المساعدة بالفيديو (ڤار) للعودة عن قراره باحتساب ضربة جزاء بداية، ورفع البطاقة الحمراء واحتساب ضربة حرة لاصحاب الارض عند حافة المنطقة. ولم ينجح منتخب البرازيل في الاستفادة من النقص العددي لمنافسه، ومن التغييرات التي اجراها المدرب تيتي عبر اشراكه الجناح ويليان ولاعب الوسط لوكاس باكيتا لتنشيط الهجوم، فبقي التعادل السلبي سيد الموقف قبل الاحتكام الى سيناريو ضربات الترجيح الذي شهد إهدار غوسافتو غوميس بعدما تصدى الحارس لكرته، وديرليس غونزاليس الذي سدد خارج الخشبات الثلاث للباراغواي، فيما أهدر فيرمينو للبرازيل بتسديدة خارج الخشبات الثلاث. وعبر الحارس بيكر عن فرحه بتأهل بلاده الى نصف النهائي "علينا أن نتابع العمل بجهد. استحق هذا الفريق اليوم النتيجة". وتابع في اشارة الى اعتماد الباراغواي على الهجمات المرتدة "كان تعادلا ولكن كنا الفريق الذي لم يكن يريد الاعتماد فقط على الهجمات المرتدة". في المقابل أثنى مدرب البارغواي الارجنتيني إدواردو بيريتسو على لاعبيه الذين كادوا يحققون الفوز في ظل ظروف صعبة، وقال "أنا فخور جدا بادائنا هذه الليلة. كان بامكاننا أن نفوز ضربات الترجيح ولكن هذا لا يخفي مدى سروري من اللاعبين". واضاف "هناك قدرة تنافسية تبرز في هذا الفريق. الامر يعود لنا، ولا يهم هوية المنافس امامنا، فهم سيتحدون فقط قدرتك"، قبل أن يختم "أقنعني اللاعبون الليلة انهم قادرون على الفوز على اي فريق".